أراد أن يتغير.. أن يغير كل شيء فيه بل.. أن يغير كل شيء من حوله ..يريد أن يخلع أثواب الجهل والسفه والطيش والحماقة فيسبح عاريا ليتطهر في نهر ٍ جارٍ ،ساحله الجاه والسلطان والخدم والحشم ..يريد أن يعالج عقدة النقص التي تؤرق مضجعة وتكاد تطوّح به كالدوامات ..يريد أن يكون في عيون الآخرين شخصية مرموقة ..عاشقا ولهانا له معجبات على كل الأروقة .. أن يكون عنترة حتى ،وإن كانت الحقيقة عبلة.. أن يكون..طبيبا .. أومهندسا .. أوعالما أو كاتبا مشهورا ..والحقيقة صعلوكا ..يريد أن يحمل سيفا أو خنجرا مسموما .. يقاتل به الفقر والجوع والظلم والاستعباد ..حاول مرات ومرات لكنه كان يبوء بالفشل في كل مرة ..وفجأة انفتحت أمامه نافذة على مصراعيها حينها ..لمح أمامه الطريق ممهدا ..طريق الأمل والنجاة ..كانت نافذته الوحيدة لتحقيق كل هواجسه هي ..الدخول إلى عالم الفيس بوك ، تيقن عندها فقط.. انه سيحقق كل طموحاته ،وأحلامه فقام على عجالة بتغيير كافة بياناته الشخصية على صفحته الخاصة..غير كل شيء فيه لكنه في نهاية المطاف ..نسي أن يغير صورته الأصلية أمام أعين الآخرين ..!!