كثيرون هم من يتصورون أن الدعوة إلى الله مقصورة على الذين يعتلون منابر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..أو الذين يغادرون بلدانهم وبيوتهم سواء أكانوا يقطنون أقصى مشارق الأرض أو مغاربها.. ليدعوا الناس إلى طريق الهداية والنور ..وهناك كذلك من هم يتوهمون أن الدعوة إلى الله هي أن يجوب البيوت ذوي اللحى والجلابيب والعمامات.. بقصد الزيارة وتقديم النصح والإرشاد وتهذيب الناس ..!! في واقع الأمر لا يمكنا أن ننكر دور الأعمال الجليلة التي يقوم بها أمثال أولئك القوم ،وهم كثر في أصقاع الأرض فجزاهم الله كل خير ،ولكن.. الدعوة إلى الله مفتوحة ،وليست مغلقة كما يعتقد البعض ..فالكلمة الطيبة من خلال الالتزام بالحوار البناء في معاملاتنا الإنسانية واليومية دعوة إلى الله ،المحاولة في أن يصلح الإنسان من شأنه، وشأن عائلته وجيرانه ، دعوة إلى الله ..وأد الفتن بين الناس ومراعاة حقوق الآخرين ، دعوة إلى الله .. ستر خطايا الآخرين ، وعدم الإفصاح عنها دعوة إلى الله ..بلا شك أنّ طرق الهداية والصلاح وعمل الخير واسعة ولا حدود لها كبحر ٍ لا ساحل له ..أو كما الشعاع في علم الرياضيات والذي هو مستقيم له نقطة بداية و ليست له أبدا نهاية. . ليس المهم أن نشبب بشعارات رنانة كي نثبت للآخرين أننا فقط وحصريا كما يقال اليوم بلغة العصر.. أننا فقط من يتبعنا ويركب سفينتنا سيكون من الناجين ، وما دون ذلك فهم في ضلال ٍ مبين ..كأن يقول الواحد منا أنا سلفي بقصد التخصيص والمفاضلة أو المفاخرة وينكرها على الآخرين ..أو أنا سني أو صوفي أو غيره من باب الرياء والخيلاء ومن باب التنظير لحشد أكبر عدد من جماهيرهم،وبكل استغلال من بسطاء الناس الذين غالبيتهم يتبعون الكوبونات والمساعدات الطارئة حيث أتت ..إنّ أحوالهم عندئذ كما الشعراء الذين يتبعهم الغاوون ..الأهم من كل ذلك هو.. هل حقا أن رجالات الدعوة ..يطبقون قول الحق سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم "قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ "أم أن منهم بكل شذوذ من يتّبعون سبل الشيطان لغواية الناس وضلالتهم.. كأن يدعي ثلة منهم أي أولئك الذين يدّعون الدعوة إلى الله بقصد رواج بضاعتهم فيقولون من باب الدعاية والمتاجرة..هنا قاعة أو صالة أفراح شرعية.. أو هذا جلبابٌ شرعي ،والحقيقة غير ذلك.. وتلك حقيبة شرعية.. والمصيبة عندما يطل أحدهم بوجهه القبيح فيعلن أن هناك اوكازيونا، وعرضا خاصا للمايوهات الشرعية ..ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!