ولأن الكتابة برأيي.. إبداعا ،وفكرا ووعيا ،وقلما صادقا ..خفاقا لا يقبل ازدواجية الكلمة ،ولا التمرد المذموم فوق سطورا ،ناصعة البياض ،متراصة ككرات ثلجية متدحرجة ليس من ضمن أهدافها الوصول أبدا لنهاية الأشياء ،بل أملا منشودا و تحديا لتحقيق مآرب أخرى لاتنتهي إلا بنهاية الكون ..وسواء أكانت تلك المآرب هزلية أكانت أو..وجدانية وسواء طفت حروفي على السطح أو أغرقت بفعل ِ فاعل قُيدت اقترافاته ضد مجهول .. إلا أن الكتابة عندي ستبقى نبضا صافيا ينعش القلوب الحيرى،وأملا للجوانح العطشى ، وروحا لجسدٍ ٍ تحتضنه الحروف والكلمات والمعاني ..لذلك أقول للذين يقدّرون معنى الكلمة بأنها ستبقى دوما.. هي الهاجس الوحيد الذي يشغلنا ،ويحرّكنا في مفترق الدروب ،بكل رشاقة ،وأدراك لما يدور حولنا ،وللكلمة سحر يفوق الخيال.. فتارة تطوح بنا في أودية سحيقة شديدة الظلمة ،وتارة أخرى تحملنا عبر أعنان السماء ،وعلى جناح طير يهفو بعشقه للحياة ،فما أعظم الكلمة عندما تنبثق من رحمٍ شامخ ،كسفوح الجبال عند الشروق ،وما أقسى الكلمة عندما تفجر حنايانا ..كأنابيب مياه الصرف الصحي الحُبلى وقت المغيب ..!!