انطلاقة حماس.. صندوق أسود لا مزمار أصفر

بقلم: محمد القيق

يحاصر أبناء حركة حماس وتشن ضدهم عمليات اعتقال واستدعاء في إطار تمرير ذكرى الانطلاقة دون وجود فعاليات في الضفة الغربية؛ وكأن حركة حماس في كل عام من انطلاقتها لا تحتفل على طريقتها الخاصة والتي هي الهدف الرئيسي لها لتحرير فلسطين، ولمن يطارد شباب حماس وقادتها وأفرادها وطلبة الجامعات والمحررين عليهم أن يتذكروا أن تاريخ حركة حماس حافل بإحياء ذكرى الانطلاقة بشكل مختلف؛ حيث أن جل عمليات القسام النوعية كانت في ذكرى الانطلاقة حتى أن حروبا شنت على الحركة في أيام انطلاقتها كما الفرقان والسجيل.

غير أن قصيري النظر لتاريخ الحركة الحافل بعمليات المقاومة الحقيقية يشعر بأن انطلاقة غيره كما ذكرى انطلاقته التي تحولت إلى مزامير وطبلة ورقص وسحجة؛ وأن شغلهم الشاغل طيلة العام هو خلافات على عريف حفل انطلاقة هنا أو منصة هناك؛ وحتى تصل الأمور دائما إلى عراك بالأيدي والرصاص في إطار إحياء الانطلاقة، هذا وجه من وجوه إحياء الذكرى لدى البعض غير أننا في هذا المقام نسلط الضوء على كيفية إحياء حماس انطلاقتها في كل عام.

ليس "جلعاد شاليط" ولا "نحشون فاكسمان" ولا "نسيم توليدانو" ولا "شارون إدري" ولا "شاؤول أرون" ولا "ساوسون" وغيرهم الكثير من الجنود الذين اختطفتهم كتائب القسام في ذكريات الانطلاقة وأيام المقاومة احتفالات انطلاقة بل عمليات استشهادية وصناعات صاروخية وأنفاق وغيرها؛ كلها هدايا للشعب الفلسطيني لحرية أسرى ورفع معنويات وتعزيز صمود، حتى أنه وفي كل عام يتنظر أبناء الشعب الفلسطيني موعد الانطلاقة لمعرفتهم أن كتائب القسام تحضر لهم هدية ليست مزمارا أو طبلة أو خطاب ردح وغيره بل فعلا مقاوما حقيقيا، وهذا يجعل الفرق بين الثرى والثريا عاليا وواضحا وبصماته ما زالت في عقول الشعب.

ولأبناء حركة حماس يجب عليهم أن يدركوا أن ما يمرون به من تضييق واعتقال واستدعاء إنما هو أمر عابر لا يستطيع الصغار فهمه كثيرا نظرا لما في جعبة تلك الحركة من أمور عظيمة؛ فهي بحد ذاتها صندوق أسود في كل عام يفرح الشعب ويدخل البهجة عليه في الذكرى وغيرها، ولأنكم أحفاد عز الدين القسام والعياش والجمالين والتلاحمة وأحمد الياسين والشهداء كثر هذا بحد ذاته وسام فخار ولافتات عز لكم وراية مرفوعة وإن سهر البعض ليل نهار على منعها بمفهومه الضيق.

إذاً في ذكرى الانطلاقة لحركة المقاومة فإن الشعب الفلسطيني بات يقترح ويتوقع ما في جعبة حماس وخاصة في صندوقها الأسود فهذا بحد ذاته احتفال بالانطلاقة، أما بشأن الأسرى وعائلاتهم وأهالي الشهداء والمجاهدين والمرابطين فهذا الصندوق يعني لهم الكثير ويحقق لهم واقعا ما زال البعض يعيشه شعارات ووهما وتدليسا وحوّل ذكرى انطلاقته من تحرير ومقاومة إلى مزمار وشتم ومساومة، فالطلقة الأولى لحماس بشكل رسمي كانت عام 1987 وها هي طلقتها السابعة والعشرين صاروخ في حيفا وصندوق أسود في رفح ونفق في "نحال عوز" فماذا عن طلقتها التاسعة والأربعين إن صمد الاحتلال تحت ضرباتها؟!