رحل زياد أبو عين وهو يزرع الزيتون بأوامر من قيادة السلطة التي أعلنت دعمها للفعاليات الشعبية والسلمية؛ فكان الاحتلال متربصا للشجرة وزارعها وهي الشجرة التي باركها الله في الأرض المقدسة، فكان واحدا من أعمدة السلطة أحد ضحايا التنسيق الأمني الذي جرأ الاحتلال على مهاجمة المواطنين في كل مكان فكان شعار السلطة أن التنسيق الأمني مقدس!!
قتل وجرح آلاف في غزة وقبلها دمرت منازل وسقط شهداء في الخليل وأحرق محمد أبو خضير وبعدها استباح الاحتلال المسجد الأقصى المبارك وما زال التنسيق الأمني مقدسا؛ رغم أنه في كل الحالات السابقة لم يحم المواطنين كما يدعي البعض بأنه مصلحة مشتركة بل أحبط عمليات انتقام للشهداء والمقدسات، بيد أن ما جرى لزياد أبو عين أمام كاميرات العالم صفع تلك الشعارات التي يتغنى فيها البعض وكأنها صلاة على المؤمنين كتابا موقوتا، فقدسية التنسيق الأمني أودت بحياة أبو عين كما غيره من الفلسطينيين ومنهم من اعتقل وأبعد وهدم منزله، فهل ما زال التنسيق الأمني مقدسا رغم أنه لم يحمِ حتى قيادات بارزة في السلطة، وإذا لم يحم هذا التنسيق الشعب والمقدسات والنشطاء والجغرافيا وحتى من في بوتقته فلماذا يبقى مقدسا وهو يحمي الاحتلال والمستوطنين فقط؟!
وهل ما زال التنسيق الأمني مقدسا بعد أن صوت الاحتلال على يهودية الدولة وصادق على تحويل 35 ألف دونم في الضفة الغربية للمستوطنات وغيرها من الجوانب التي أثقلت المواطن في الضفة والقدس، حتى في الدين هناك رخص أحب الله أن تؤتى وذهبت قدسيتها فهل "إسرائيل" تلغي الرخص في هذا المجال؟.
وهنا نعني بوقف التنسيق الأمني أن تطلق يد المقاومة وأن تذهب السلطة إلى المحاكم الدولية وأن تعاد تشكيلات كتائب شهداء الأقصى وأن يتجسد ذلك كله في مشروع توافقي تحرري على أساس مقاومة الاحتلال بعد أن حارب الأخير كل وسائل السلطة السياسية والدوبلماسية .