اليوم رحل الشهيد .. رحل رافعا راية النصر رافعا علامة من حديد .. اليوم رحل الشهيد من الوطن الى الارض يستصرخ فينا الألم تأتي بشائر صوته الخافت تأتي من عمق الأرض تأتي من بعيد .. اليوم رحل .. رحل في يديه زيتونة فروعها في السماء جذورها راسخة في أعماق الارض تستنبت فينا علامات عزة وانتشار روائح شهادة الرحيل ويوم للوطن .. اليوم رحل الشهيد باسماً مبتسما وعلامات الطمأنينة على محيّاه .. اليوم كان وسيبقى علامة انتصار علامة اصرار علامة كسر للجدار علامة صناعة الثوار اليوم رحل الشهيد صانع الإنتصار ..
بالامس كان شهيدا على الارض يسبر بخطاً ثابتة تهل على محيّاه بشائر النصر كان يصنع في الأعماق مفاتيح ابواب الوطن بعلّمنا اساليب الصراع اساليب الانتماء يعلمنا كيف نكون على هذه الارض رجال من حديد رجال من صخر ..اليوم رحل شهيداً يشارة لهذا الوطن انه لابد وأن يأتي ذاك اليوم وينتصر .. اليوم كان جنازة أو ربما كان عرس جنائزي بعلامات انتشار واصرار لرجال تصنع لنا طريق القرار .. اليوم رحل الشهيد.. بالامس كان ثائرا واليوم يبقى ثائرا وفي الغد يكون ثائرا كما الياسر في عمق الارض ما زال يسير بيننا ومن تحت هذه الأرض ثائرا ...
اليوم رحل جسداً واليوم بيننا روحا سيقى وسنبق على العهد له رصداً .. اليوم ترك لنا إرثاً من حديد من نار بشاؤة يوم جديد .. اليوم ترك لنا دروس صناعة الثوّار .. اليوم رحل وما زالت عروقه تنبض بالحياة وتستصرخ فينا القرار .. اليوم ترك لنا بشارة تنير لنا الطريق وتتلى على مسامعنا صرخات اساليب هدك الجدار .. اليوم ينادي شهيدنا يستصرخ فينا يعلمنا معنى الشجاعة والاقدام والاصرار ..اليوم رحل ......
بالامس كان زيتونة في عمق الارض جذورها واليوم زيتونة بين أرجاء هذا الكون ينتشر اليوم اصبح شهيدنا علامة ونقطة تلاقي ودروس تدرّس وتسجّل بأحرف من ذهب في تاريخنا النضالي اليوم كان ومازال سلاحا تهابه الاعداء كما كان حيّاً بيننا يناضل ...
تلاعبت بنا الأقدار وتناثرت بين حبّات تراب الارض بشائر شهادة الثوار .. اليوم رحل الشهيد .. اليوم كانت في يده زيتونة كما كان الياسر .. اليوم ترسخت في الاعناق قبل الاعماق شجرة الزيتون اليوم تفرّعت أغصانها وتشابكت بين أفئدة أبناء هذا الوطن .. اليوم رحل زياد شهيداً.. اليوم تاهت في بواطن أعماقنا معالم الحلم وكانت على الارض تشيّع بشائر الانتصار .. اليوم كان الثائر ثائراَ ..اليوم كان الصامد صامداً .. اليوم كان البطل المغوار ....
اليوم كان الشعب ينادي لن ننساك ياصانع حفرة الموت للاعداء ياصانع عزّة الوطن اليوم وزيرا شهيدا مناضلا شهيدا قائدا شهيدا عريسا لهذا الوطن شهيدا.. اليوم رحل ابوطارق شهيداَ علماً .. رسميّا تقلًد شهيدنا منصب رئيس هيئة مقاومة الجدار .. زرع زيتونة وانتشرت جذورها تحت اقدام الجلّاد سلاحا أرعبه أكثر من يندقية .. شهيدنا تقلّد مناصباً عديدة الجميع يعلمها ويحفظها ولكن وربما الكثيرمنّا لم يكن يعلم ان شهيدنا عزف تلك الكراسي وانّها لم تكن سوى وسيلة نضالية للحفاظ على الارض من خلالها .. الارض التي زرع شرايينه وعروقه بين حبّات ترابها ....
اليوم رحل شهيدا وغدا اكيد سيكون هناك شهيدا آخر وستستمر مسيرة الشهداء وستبقى الراية مشرعة عالية طالما تنبت هذه الارض زيتونة جدبدة ورجالا مثل الراحل منّا وفينا زياد ابوعين .. اليوم سيدي الشهيد استودعناك للارض امانة وارضنا الحبيبة خير من يصون الأمانة فانت بين حبّات ثرى هذه الارض الطيبة امانة مؤتمنة ..نعلم ويعلم اعداءك سيدي الشهيد انك كنت وبقيت ومازلت شوكة في حلق هؤلاء سيدي نضالاتك اشغلت العالم شرقا وغربا عربا وعجما سعيت للشهادة منذ نعومة اظافرك ولكن الله اراد ان تكون شهادتك اليوم وبين يديك غصن زيتون وتحت اقدامك معالم بندقية ....
سيدي الشهيد يا من على درب الختيار يسير يا من رفع غصن الزينون راية عالية على قمم الجبال .. اليوم انتفضت عن الاعين الغمامة وانقشع ما تبقي من غبار .. اليوم ساعة نصر اليوم ملحمة تستمر وراية سيرفعها من خلفك اخوانك وابناءك الثوار .. اليوم نهاية مشوار واليوم ايضا بداية لمشوار ..اليوم تولد الاشبال .. اليوم تاريخ في الذاكرة .. اليوم عبرة لمن لايعتبر .. اليوم بداية نصر .. اليوم بداية حكاية لم تنتهي طالما هناك على هذه الارض عدو وطالما هناك امرأة فلسطينية ولّادة وطالما هناك رجال تزرع وابناء تحصد .. اليوم رحيلك سيدي اليوم ناحت على الارض الاقدار واليوم لاحت في الأفق بشائر الإنتصار ....
الكاتب عطية ابوسعده / ابوحمدي