السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الصراع الدامي على سوريا ، وحمى ما تشهده سوريا من اقتتال دامي تغذيه اطراف عربيه وتركيا ، وذلك ضمن التحالف الامريكي في صراعها على سوريا من خلال مشروعها الصهيوني للشرق الاوسط الجديد ، يبرز السؤال لمصلحة من تدمير مقومات الدوله السوريه واستهداف واستنزاف قدرات الجيش العربي السوري ، صحيفة الاخبار اللبنانيه نسبت الى رئيس الاستخبارات السعودي السابق بندر بن سلطان انه قال لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف "نريد تدمير النظام العلوي في سوريا حتى لو جرى تدمير سوريا".وقالت الصحيفة إن بوغدانوف رد على بندر بسؤاله عن علاقة السعودية بالرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ليجيب بندر أنها كانت "ممتازة وكان رجلا حكيما" ليعقب بوغدانوف أن المشكلة "ليست إذا في النظام العلوي ولكن في الرئيس بشار الأسد".وأشارت إلى أن بوغدانوف كشف أن التحرك الروسي الأخير في المنطقة نال موافقة أمريكية لكنه جاء من قاعدة "سنترككم تتحركون ولا شك أنكم ستفشلون" وهو ما يجعل المسئولين الروس "يتحفظون جدا" على تأييد أي عمل أميركي أو أطلسي خارج مجلس الأمن ضد الدولة الإسلامية على حد وصف الصحيفة.ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استقبل علانية وبترحيب كبير وزير الخارجية السورية وليد المعلم ورفع مستوى توريد السلاح كماً ونوعاً إلى الحليف السوري.وأوضحت أن بوتين أخبر المعلم أنه "فوجئ وأعجب بنسبة التصويت لمصلحة الأسد في الانتخابات الرئاسية وقال كلاما عاليا جعل الوفد السوري يقول أثناء عودته إنه سمع ما فاق توقعاته".وأشارت إلى يقين موسكو أن المعارضة "المفككة بسبب خلافاتها ألداخلية وخفوت الدعم الغربي لها، سيدفعانها إلى قبول المسعى الروسي وهو ما دفع بقوة بوغدانوف إلى القيام بجولة في تركيا وسوريا للقاء المعارضة".وقال إنه أسمع معارضة الداخل كلاما ساخرا من المعارضة الخارجية وقال "سنذهب إلى إسطنبول لنرى معارضة فنادق الخمس نجوم إذا ما كانت تعيش فعلا رفاهية الحياة".ورأت الصحيفة أن التحرك الروسي يهدف لإحراج واشنطن وإحداث اختراق سياسيي أو الإيحاء بهذا الاختراق والأسد متفهم لهذا ألأمر وهو يريد تسهيل المهمة الروسية برغم أنه قال أكثر من مرة أمام بوغدانوف وغيره إن هذه المعارضة لا تؤثر في شارع واحد ومن الأفضل التحاور مع المسلحين.وقالت إن بوغدانوف انتقد أمام المعلم اعتقال 3 من معارضي النظام السوري وهم عبد العزيز الخير ورجاء الناصر، ولؤي حسين.ورأت الصحيفة أن كل "التفاؤل ألمصطنع الذي أوحت به اتصالات بوغدانوف حيال إمكانية الحوار بين الدولة السورية والمعارضة يبقى بلا أمل فعلي.وقالت إن لا شيء حتى الساعة يسمح بالقول إن واشنطن ستدعم المساعي الروسية للحل السياسي أو ستقبلها، ولا السعودية غيرت موقفها حيال ألنظام ان حقيقة الصراع الذي هدفه تدمير سوريا لخدمة اهداف الغير ولأجل تحقيق امن اسرائيل وان ما يجري في سوريا هو مؤامرة تستهدف وحدة سوريا الجغرافيه وتهدف الى تقسيم سوريا وان خريطة الصراع توحي الى ذلك وان نشاط المجموعات المسلحه يدلل على ان هناك مخطط عربي تركي بغطاء امريكي لأجل تقسيم سوريا وإيجاد مناطق عازله وان روسيا تتحفظ على ذلك وهي ترفض بشده أي تدخل عسكري خارجي في سوريا ، ان التحرك الروسي لجمع فرقاء الصراع على طاولة الحوار هو لأجل الخروج من مأزق ما تعاني منه سوريا ويهدف الى الحفاظ على وحدة سوريا الجغرافيه ووحدة الشعب السوري ضمن الوصول الى تفاهم حول برنامج وطني يجمع السوريين عليه ، لم يعد من الممكن ان تحسم المعارضه المسلحه الصراع لصالح مشغليها وان الجيش العربي السوري يحقق انتصارات تحول دون ان تحقق المجموعات المسلحه اهداف مشغليها بتثبيت مواقع لها على الارض وخاصة في الشمال والجنوب ، ان الحوار هو السبيل الوحيد لفض الخلافات بين السوريين بعيدا عن لغة المصالح الاقليميه ، وان امريكا والغرب وقوى التحالف اصبحت تدرك صعوبة تحقيق مأربهم في سوريا بفعل التحالفات الاقليميه والدولية للدولة السوريه ورفض الشعب السوري للمؤامرة المحاكة ضد الدوله السوريه والشعب السوري ، في ظل ما تعاني منه امريكا من مأزق في حربها ضد داعش تحاول روسيا جاهدة للتوصل الى حل سياسي للازمه السوريه لإنقاذ سوريا من ازمتها الداخليه ووضع حد للصراع المسلح الذي يدمر الدوله السوريه ،وهنا يكمن ترجمة الحراك الروسي تجاه المعارضه السوريه ، ألازمه السوريه باتت عبئا قويا بشقيها الانساني والاقتصادي وخطر يتهدد المنطقه نحو الانزلاق لحرب تشمل المنطقه برمتها ، روسيا بتحركها تحاول انقاذ المنطقه وتعد زيارة نائب وزير الخارجية بوغدانوف لدول المنطقه ضمن خريطة طريق لجمع جميع الاطراف السوريه في اطار مساع حثيثة تقودها موسكو لوضع اسس لحوار سوري سوري يخرج ألازمه السوريه من عنق الزجاجه وصولا الى تفاهم يقود لإنهاء الصراع المسلح وينقذ سوريا من حالة الدمار التي تعيشها بفعل التدخلات الخارجية بالازمه السوريه ، الجهد السوري يلاقي تجاوب وترحيب من الحكومة السوريه ، اما المعارضه السوريه الداخليه التي اجتمعت قيادات منها تمثل هيئة التنسيق وتيار الدوله مع بوغدانوف في العاصمه بيروت حيث تم تبادل وجهات النظر حول اطر الحل السياسي ضمن حوار وطني يجمع كل القوى السوريه للتوصل الى اتفاق سياسي ينهي الدمار الذي تتعرض له سوريا وينقذ سوريا من الحاله التي وصلت اليها بفعل الصراع والقتال الدامي الذي لا يخدم سوريا ، هناك تطور ملحوظ على مستوى المعارضه الوطنيه السوريه والنخب وذلك من خلال التجاوب مع المبادرة الروسية والطرح الروسي للخروج من ألازمه التي تعاني منها سوريا من خلال الحوار الوطني الذي يجمع السوريين على طاولة الحوار وهناك مبادرات تدعوا لوقف القتال وتجفيف منابع الارهاب توطئة لنجاح الحوار الوطني الذي يجمع السوريين بعضهم ببعض ، يدرك الجميع ان سوريا هي مفتاح الحل للمنطقة بجامعها ، وان تجفيف منابع الارهاب ينبع اساسا من امن واستقرار سوريا وبالتالي فان الابقاء على حالة الصراع تعني ان ساحة الصراع الاقليمي والدولي تبقى مفتوحة ، على جميع دول المنطقه ان تدرك ان هناك خطر حقيقي يهدد امن واستقرار الدول العربية والإقليم بأكمله ويهدد ثقافتها واقتصادها وان هذه الدول ما لم تتدارك الخطر وتوقف تآمرها على سوريا فان الفوضى ستصبح هي سيد الموقف الذي يسود المنطقه نتيجة خلق حاله من الفراغ الامني والسياسي الذي سيسمح لقوى متطرفة باستغلال الوضع وخلق حاله من الهلع والجزع تضرب المنطقه وان المستفيد من هذه الحاله هي اسرائيل التي لها مصلحه مباشره في دمار سوريا وتفكيك بنيتها ألاقتصاديه والاجتماعية وتفكيك منظومة الجيش العربي السوري وتفكيك منظومة الدول العربيه وتغذية الارهاب والحرب المذهبيه الطائفيه وفلسطنة الصراع ، وهي في سبيل ذلك تقدم الدعم للمجموعات المسلحه في سوريا والمنطقة وتغذي الارهاب الممارس ضد الدوله السوريه ، على دول الاقليم اعادة التفكير في مخططها الهادف لضرب وحدة سوريا والتنبه لمخاطر تلك الحرب التدميريه ، مما يتطلب من الجميع العمل لإنجاح مبادرة الحل السياسي في سوريا وإنجاح الجهود الروسية التي تهدف لتحقيق امن واستقرار سوريا الذي في محصلته امن واستقرار المنطقه