الفوضى نقيض الاحتلال الاسرائيلي وصمود سوريا افشل الرهان الاسرائيلي على التغيير

بقلم: علي ابوحبله

تخطئ امريكا وإسرائيل بحساباتهم وتآمرهم على امن المنطقه وتدخلاتهم في سوريا والوطن العربي ،ان الفوضى التي تعم المنطقه العربية لن تحقق الامن لإسرائيل ولن يتمكن الكيان الاسرائيلي من تنفيذ مخططه ومشروعه الاستيطاني في الاراضي الفلسطينيه المحتله ومن تهويد القدس واقتسام المسجد الاقصى الزماني والمكاني ، ان الفوضى الخلاقه التي فجرها المشروع الامريكي الصهيوني هدفه تقسيم العالم العربي وخلق كيانات طائفيه ومذهبيه ضمن سياسة تقسيم الدول العربية وتفتيت الكيانات العربية وخلق سيكس بيكو جديد ، يعتبر مؤتمر هرتسليا، الذي يُعقد سنويا في المركز المتعدد المجالات في ألمدينة الواقعة إلى الشمال من تل أبيب، الذي يعد أحد أهم المنابر في رسم وتوجيه السياسات المستقبلية للدولة ألعبرية إذ يُشارك في أعماله المتخصصين من المستويين السياسي والأمني، بالإضافة إلى الخبراء الإسرائيليين والمتخصصين في الصراع بالشرق الأوسط من جميع أصقاع ألعالم وقد أصدر المؤتمر تقريرا يشمل خلاصة ما توصل إليه خلال المناقشات ألطويلة التي ترسم الخطوط العريضة للحكومة الإسرائيلية. المسئولين عن المؤتمر لم يخفوا توصيتهم بضرورة تكريس ما أسموه بالصراع السني – الشيعي من خلال السعي الى تشكيل محور سني من دول المنطقة أساسه دول الخليج ومصر وتركيا والأردن، ليكون حليفا لدولة الاحتلال والولايات ألمتحدة ضد من أطلقوا عليه محور ألشر الذي تقوده إيران ويضم سورية وحزب الله، والذي سيكون بحسب التقسيم ألإسرائيلي محوراً للشيعة.وتطرق التقرير إلى مصر ، زاعما أنها باتت على حافة الإفلاس ألاقتصادي وفي الشأن ألسوري خلص التقرير إلى القول إن سورية هي المحور الاستراتيجي الأهم في هذه ألأيام مشيرا إلى أن الحرب الأهلية المتصاعدة فيها تفرض تحديا أمنيا، وسياسيا وإنسانيا لمواطنيها، ولكل جيرانها بمن فيهم إسرائيل مؤكدا أن تفكك وانهيار بلاد ألشام البادي للعيان والانقسام الطائفي والجغرافي الواضحين فيها، سيؤثر على الأمن الإقليمي لكل من لبنان والعراق، إنْ لم يكن أكثر من ذلك. وأشار التقرير التلخيصي إلى أنه فيما تتزايد احتمالات تقسيم سورية وتتحول هذه الاحتمالات إلى حقيقة، فإن الدول العظمى الغربية وشركاءها ألإقليميين خاصة تركيا والأردن وإسرائيل ينسقون فيما بينهم لمنع فقدان السيطرة على الأسلحة العسكرية السورية ألمتطورة ومن الوارد جدا أنْ تلزم ظروف معينه تحدث على أرض ألواقع القيام بخطوات عسكرية دولية في سورية كما جاء في التقرير. وانتقد ألمؤتمر كما أكد ألتقرير سياسة الاختفاء من أمام ألعاصفة التي انتهجتها الدولة العبرية منذ بداية الاضطرابات في المنطقة ، مؤكدا أن استمرار السلبية الإسرائيلية من شأنه أن يُعرض مستقبل إسرائيل للخطر في شرق أوسط يتشكل من جديد ، وأن الدولة العبرية قادرة على إحداث تغيير، ويجب أنْ يكون هذا الأمر المهمة الأولى للحكومة الإسرائيلية.كما أكد التقرير أن المشاركين في المؤتمر توصلوا إلى نتيجة مفادها أن اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط بدأ يتقلص، فهي منشغلة انطلاقًا من هذه الفرضية أو النبوءة طرح المؤتمر رؤيته لكيفية التعامل مع المشكلة ألفلسطينية مشددا على أن المتغيرات التي تشهدها المنطقة تلزم قادة إسرائيل ببلورة صفقة شاملة للشرق الأوسط تساعدها على التقدم في مسار التسوية مع تمكينها من لعب دور إقليمي سماه التقرير بالبناء. وهذا الدور البناء يعتمد على عاملين متكاملين: الأول، مبنيٌ على نتيجة مفادها أن الإدارة الأمريكية في واقعها الحالي تدرك أن فرص النجاح في الشرق الأوسط ضئيلة، وأنه لم يبق للأمريكيين الكثير من الخيارات سوى أنهم يحاولون خلق الانطباع بأنهم يحاولون عمل شيء لمنع اندلاع نزاع جديد، وأن الدرس الذي تعلموه من هذا التاريخ الطويل في المنطقة بعد تجربتهم مع أفغانستان والعراق ومصر، وما يحدث في الخليج هو أن إسرائيل هي الكنز الاستراتيجي لأمريكا أما الاتحاد الأوروبي فهو أيضا غارق في مشاكله وأزماته ألمالية وليس لديه الوقت للانشغال في موضوع تحقيق تسوية في المنطقة في ظل عدم الوضوح. والنتيجة أنه أمام إسرائيل فرصة تاريخية كي تدفع باتجاه تشكيل ائتلاف إقليمي للسلام والأمن والاستقرار في ألمنطقة وهذا الدور سيشكل ركيزة هامة لمساعدة أمريكا في مواصلة دورها في المنطقة في وقت يتجه اهتمامها إلى ساحة جديدة، فضلاً عن أن ذلك يثبت مكانة إسرائيل كـذخر استراتيجي لأمريكا علاوة على أنه سيحميها من أي آثار ضارة قد تنشأ في ألمستقبل لأن استمرار السلبية هو الذي يمكن أن يصيبها بضرر في ضوء تعاظم القوة العالمية للاتجاهات الإسلامية وتضرر مكانة الولايات المتحدة ، ألاستراتجيه الاسرائيليه برؤيتها التي بلورتها عبر تلك الدراسات التي خلص اليها مؤتمر هرتسيليا اخطأت في حساباتها وان الولايات المتحدة بدعمها اسرائيل تجعلها تخسر مكانتها في الشرق الاوسط وان مكانة الدول التي تدعي اسرائيل بإمكانية التحالف معها يتزعزع الامن فيها وينعدم الاستقرار بفعل الفوضى التي تعم الشرق الاوسط وان صمود سوريا الاسطوري وتحالفاتها الاقليميه والدولية تجعل اسرائيل حقيقة عاجزة عن تحقيق امنها واستقرارها ، ان الفوضى هي نقيض الاحتلال وان الثوره هي المحصله الحقيقيه ضد الاحتلال وان سياسة حكومة نتنياهو تعكس حالة الصراع والهذيان التي عليه الساحة السياسيه في اسرائيل ، وان موقف حكومة نتنياهو من المشروع الفلسطيني الذي سيقدم الى مجلس الامن ورفضها للانسحاب من الاراضي الفلسطينيه وإقامة الدوله الفلسطينيه وعاصمتها القدس نقيضه خلق حالة من الفوضى ستعم المنطقه برمتها ولن تنجوا منه اسرائيل ، فاذا كان الاسلام المتشدد يضرب في عواصم عربيه ، ويصمد اكثر من شهرين في عين العرب (كوباني)، ويسيطر على نصف العراق وثلث سورية، ويعزز وجوده في دول الاتحاد المغاربي واليمن والصومال ودول الساحل وسيناء ويقتل 5000 شخص في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) فقط، حسب احصاءات موثقة، فلماذا تظل تل ابيب محصنة ووادعة وآمنة ويتنعم مستوطنيها بالأمن في حين يتعرض الفلسطينيين للقتل والارهاب والعدوان ، وتواصل حكومة اسرائيل نهب الارض وقتل الفلسطينيين وقلع اشجار وهدم البيوت والاعتداء على حرمة المساجد واغتيال مسؤولين فلسطينيين والمتظاهرين العزل؟منظمات الاسلام السياسي ستتمدد وستصل الى الضفة الغربية حتما في ظل التعنت الاسرائيلي والمواقف الاسرائيليه الرافضه لعملية السلام ، والمسألة مسألة وقت لا اكثر، ، فالعملية التفاوضية فشلت، والدولة الفلسطينية لم تعد تجد ارضا والانتفاضة الفلسطينيه “” باتت وشيكة، واتفاق اوسلو بفعل سياسة التوسع الاسرائيلي اصبح في سلة قمامة التاريخ. حكومة اسرائيل تخطئ ان هي ظنت ان هناك من يتحالف مع الاحتلال الاسرائيلي ، وان من يتحالف مع اسرائيل من فصائل سورية معارضة، ويرسل جرحاه للعلاج في مستشفيات تل ابيب وهضبة الجولان، هؤلاء اقلية مصيرهم سيكون اسوأ من نظرائهم في جيش انطوان لحد في جنوب لبنان الذين باتوا يتسولون لقمة العيش في شوارع تل ابيب بعد ان تخلى عنهم مستأجروهم واستنفذوا اغراضهم منهم وقذفوا بهم الى مصيرهم البائس.الخناق يضيق على اسرائيل وشعبها وقياداتها، مثلما يضيق ايضا على بعض الحكومات العربية التي تواطأت، وتتواطأ معها، واستجارت بها خوفا من التهديد الايراني، لان اسرائيل نفسها باتت تبحث عمن يجيرها في ظل انقلاب الموازين والمعادلات في المنطقة، في ظل تحالف امريكي ايراني متصاعد، وفشل كل الضغوط والتهديدات لايقاف البرنامج النووي الايراني وتدمير منشآته وتجميد اعمال التخصيب، وصعود الدور الروسي، وتبدل الاولويات الامريكية والغربية.لن يتحقق الامن والاستقرار لاسرائيل من خلال استمرار احتلالها للاراضي الفلسطينيه ، ولا للدول العربية المعتدلة، لان الفوضى هي نقيض الاحتلال والوضع العربي القائم وان الفراغ الحالي لن يعمر طويلا ، وان ثقافة المقاومة بدأت تستعيد عافيتها، وتعمق جذورها، نتيجة الخذلان العربي والاسلامي، فهي الوحيدة التي توحد بين المذاهب، وتتجاوز كل صور الاستقطاب الطائفي السائدة حاليا بفعل الفتنة الامريكية الاسرائيلية العربية المشتركة، ومرجل الغضب الذي يغلي حاليا سينفجر حتما في غضون اشهر ومن يقول غير ذلك لا يعرف المنطقة وشعوبها، ولا يقرأ تطورات الاوضاع فيها بطريقة موضوعية متعمقة. ان الامن والاستقرار مفتاحه انهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينيه المحتله واذعان اسرائيل لقرارات الشرعيه الدوليه والاعتراف بالحقوق الوطنيه الفلسطينيه ، فاذا كان البديل هو الفوضى الدموية فإن المتواطئين مع الاحتلال الاسرائيلي واستيطانه وحروبه العدوانية، هم الذين مهدوا لها وعليهم ان يتحملوا مسؤوليتها ويدفعوا هم واسرائيل ثمنها مهما كان باهظا. مما يتطلب موقف دولي يضغط على اسرائيل لوقف عدوانيتها وتدخلها في الشؤون العربيه وبضرورة تجاوبها مع متطلبات السلام وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينيه والعربيه حتى يعم الامن والاستقرار المنطقه برمتها