دحلان من جديد

بقلم: محمد عطاالله

في السياسة يقولون لا يوجد خصوم ولا أصدقاء طول الوقت فالمصلحة هي التي تحدد ذلك ، ما حدث صباح الخميس 18 ديسمبر 2014 م من تظاهرة مؤيدة للقائد الفتحاوي المفصول محمد دحلان ، يُظهر أن هناك شيء ما يحدث بين حركة حماس ومحمد دحلان خاصة وأن حماس قادرة على منع التظاهرة المؤيدة لدحلان عن طريق وزارة الداخلية بحجة حفظ الأمن والنظام ، ولكن يبدو أن حماس أرادت التلويح بورقة دحلان للضغط على أبو مازن لتنفيذ بعض الاستحقاقات تجاه غزة وهذا ما يطالب به الفتحاويون أيضاً لأن هناك بالفعل سخط في غزة تجاه سياسة ابو مازن تجاه غزة خاصة فيما يتعلق بملف الموظفين سواءً موظفي حكومة حماس السابقة أو المقطوعة رواتبهم أو على الصعيد التنظيمي الفتحاوي والتي يطالب بها الكادر الفتحاوي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ثمّة مصالحة بين محمد دحلان وحركة حماس ، خاصة وأن محمد دحلان متهم من قبل حماس بالعمل على اسقاط حكومتها في 2006و2007م بل متهم ايضاً بتشكيل مليشيات للتصدي لحكومة حماس الوليدة والمسؤول كذلك عن عمليات اعتقال وتعذيب كوادر وعناصر حماس والجهاد الاسلامي خلال فترة توليه مسؤولية الأمن الوقائي في قطاع غزة رغم تبريره انه كان ينفذ ذلك بقرار سياسي من قيادة السلطة والتي كان الرئيس أبو مازن من ضمنها ، هل تناست حركة حماس أن محمد دحلان احيل ملفه الى هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية بتهمة "الفساد والكسب غير المشروع"،وبالتالي يجب ان يخضع للمحاكمة وهو مطلوب للعدالة في نظر القانون ، أم أن حماس مقتنعة ان هذه التهم فبركات مفتعلة بسبب خلافات شخصية بين أبو مازن ودحلان ، أم الذي يحدث بين حماس ودحلان مصالح مشتركة تستدعيها المرحلة . يجب أن نؤكد هنا أيضاً أن من حق أبناء أي تنظيم أن يظهروا السخط تجاه قيادتهم عبر حراك مطلبي ولكن الخطير هو أن يتحول أبناء التنظيم الى مطحنة يطحن بهم أشخاص بعينهم بناءً على مصالح خاصة وشخصية ، وضمن هذه التجاذبات الفتحاوية يظهر لنا من جديد مشكلة جديدة قديمة وهي ازدواجية السلطة والتنظيم وما نتج عن ذلك من فصل مئة فتحاوي من وظائفهم في السلطة بحجة مشاركتهم في الحراك الفتحاوي ، فلا يجوز للرئيس أبو مازن ولا لغيره ان يفصل أي انسان من وظيفته الحكومية فالتنظيم شيء والسلطة و الحكومة شيء اخر فالحكومة ليست ملك شخص أو تنظيم ،أما اجراءات التنظيم الداخلية داخل أي تنظيم فهذا شأن داخلي لكل تنظيم ، لا ينبغي أن يختزل تنظيم في شخص أو شخصين فالتنظيم أهم من الأشخاص وكذلك ينبغي أن يعرف القارئ الكريم أن عدو الأمس قد يكون صديق اليوم والعكس فالسياسة مفاجئات.