المشهد العربي ...أين ..والي أين ؟؟

بقلم: وفيق زنداح

السياسيين والمحللين والخبراء الاستراتيجيين قد توقعوا الجزء اليسير من صدمات هذا المشهد العربي..., بكافة تفاصيله وملابساته ومجمل دلالاته ومؤشراته وتفاصيل واقع ما نشاهد , ونستمع إليه داخل المنطقة العربية , والذي أصابنا بمشاعر مختلطة ومتضاربة ما بين الفخر والاعتزاز بإرادة شبابنا العربي ورفضهم للاستسلام لواقع التخلف وغياب الإصلاحات السياسية الاجتماعية والاقتصادية ...,وتغييب الديمقراطية بمفهومها الشمولي وممارستها المجتمعية... في إطار دولة المؤسسات والفصل ما بين السلطات في واقع إعلاما حرا لا يحمل أحقادا ولا ينحرف ببوصلته إلى المزاج الشعبي دغدغة للعواطف ...واستغلالا لاحتياجات المواطن العربي وظروفه القهرية الاجتماعية والاقتصادية ....في واقع تنمية متدنية وإصلاح ضعيف ومتدني للتعليم والصحة وغياب واضح لفرص العمل.... كثيرة هي مصاعب الواقع العربي وما أصابنا من صدمات في ظل التمنيات بأمة عربية ونظام عربي يشكل عمقا استراتيجيا لقضية العرب الأولى القضية الفلسطينية... ومدى حاجتنا الملحة لاستقرار المنطقة العربية وقوة نظامها السياسي وقدرة مؤسساتها في توفير سبل الدعم والإسناد للقضية الفلسطينية ونحن على أعتاب مرحلة الدولة والاعتراف بها ....في ظل حكومة عنصرية إسرائيلية لا زالت علي احتلالها وحصارها واستيطانها ....تدق طبول الحرب والعدوان ولا تعمل على الجنوح للسلام والتعايش... وإدارة الظهر المستمر للشرعية الدولية وقراراتها.

ما يجري علي الساحة العربية وخاصة بالعديد من الدول ومن خلال ما صدر لها من ارهاب أسود وجماعات تكفيرية ذات تمويل وتسليح مبرمج ومنظم من دول بعينها وبتغطية اعلامية ذات توجهات محددة باهدافها ...لاسقاط الدول وانهاء الجيوش وهدم المؤسسات ...واضعاف مقومات الدولة من خلال اثارة الفتن والحروب الطائفية من أجل تحقيق الانهيار ....وتحقيق مشروع الدويلات والطائفيات ....وما يجري في سوريا الشقيقة من خلال عصابات لا علاقة لها بالديمقراطية والاصلاح السياسي ....كما ليس لها أدني علاقة بالتنمية وتعزيز مقومات الدولة ....بل كل ما تفعله قتل وتدمير وتخريب وتهجير للمواطنين عن أرضهم وممتلكاتهم ...بفعل جرائمهم ومجازرهم وسلوكياتهم الشيطانية التي لا يمكن أن توصف بأنها تصرفات أدمية وذات خلفية دينية اسلامية....لأن ما يرتكب من أفعال مشينة يتناقض مع تعاليم ديننا الحنيف .

ما يجري في سوريا ...يجري في العراق الذي ظلم بفعل دولي واقليمي وبأيادي أمريكية عملت علي نهب خيرات العراق تحت حجج واهية. وشعارات مزيفة ....وها نحن اليوم نشاهد العراق يذبح ويقتل تحت شعار الطائفية المقيتة التي تم تغذيتها لاحداث الفتنة واستمرار نهب خيرات العراق .

وما حدث في سوريا والعراق حدث في ليبيا من خلال جماعات تكفيرية متطرفة رفعت شعارات الديمقراطية من خلال الذبح والقتل والتخريب والتدمير واستولت علي منابع النفط وخيرات الشعب الليبي ...وأدخلت البلاد في أتون حرب دموية لا زالت مشتعلة ما بين المناطق الليبية مستمرين في اعاقة التوجهات الديمقراطية وبسط سيطرة الدولة علي كامل التراب الليبي .

وفي مصر الشقيقة التي حماها الله من مخططات تخريبية استهدفت الدولة المصرية بكافة مؤسساتها حتي يتم تنفيذ باقي المشروع المخطط لتقسيم المنطقة ...وتقسيم الدول ...وانهاء مفهوم الدولة ...وادخال مصر في مواجهات لا علاقة لها بمصالح مصر وشعبها ....من خلال مجموعات تخريبية تكفيرية تحاول القتل والتخريب واثارة الفوضي واسقاط كافة محاولات التنمية وتعزيز مقومات الدولة الاقتصادية الاجتماعية .

استطاعت مصر بقيادتها أن تسقط المشروع والمخطط الذي استهدف استقراراها وأمنها ومقوماتها ...بفعل تماسك الدولة المصرية بكافة مؤسساتها والتفاف الشعب المصري حول دولته ومؤسساته .

الساحة العربية ومن خلال النظام العربي ومفهوم الدولة التي يجب الحرص عليها وتعزيز مقومات قوتها السياسية والفكرية والإعلامية ...الاقتصادية والتنموية ...ومن خلال قوة ردع كفيلة بالمحافظة علي أمن واستقرار المنطقة من كافة التهديدات والمخاطر الداخلية والخارجية .

كافة الشعارات والأهداف التي كانت مرفوعة للخداع وتزييف الحقائق ... وقد تم وضعها للجذب ....وليس للتحقيق ...كناظم ومنظم للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية للنظام العربي المنشود والمراد تحقيقه .

النخب العربية أمامها مسئوليات كبيرة ثقافية واعلامية واجتماعية للنهوض بالحالة العربية وبالشراكة الواجبة مع أنظمة الدول ...حتي لا تبقي الساحات العربية مسرحا وملاذا للقوة التخريبية والتكفيرية لتنفيذ مخططاتها واغلاق الطريق عليها ...وعلي من يمولها ويسلحها من بعض دول الاقليم وبرعاية واشراف أمريكي واضح المعالم ومحدد الاهداف .

اجتمعت مصالح البعض في واقع تعارض البعض الآخر في ظل الشرق الاوسط الجديد لتقسيم الدول ....حتي يسهل السيطرة عليها لتنفيذ المشاريع الامريكية ...وسلب الشعوب العربية لإرادتها ومقومات قوتها ...وحتي تبقي الساحة العربية ومن خلال دولها وشعوبها حقل تجارب لتنفيذ المخططات ...ونقل المصالح والنزاعات الكونية علي الارض العربية .

المشهد العربي لازال بحاجة الي تسخير كافة الطاقات من أجل النهوض بالحالة العربية وزيادة عوامل قوتها الثقافية الفكرية الاعلامية ...من خلال تنمية مستدامة تنهض بواقع المواطن العربي ...حتي نغلق الطريق تماما علي كافة القوي التخريبية والتكفيرية ...ومن يخططون لهم .

ان منطقة الخليج العربي واستقراراها وقوتها وتماسك وحدتها ودعمها للأشقاء العرب والحفاظ علي أمن الخليج من أي تهديدات ...علي اعتبار ان امن الخليج ضمن منظومة الامن القومي العربي ....كما كل دولة عربية يجب أن يكون أمنها ضمن هذه المنظومة الامنية القومية ....حتي لا يتم الاستفراد بكل دولة علي حده ...في ظل استمرار المخططات وأعمال الارهاب .