عنفوان شموخ وكبرياء ....صلابة تماسك وارادة.... ارادة لا تلين ولا تعرف المستحيل ....ثورة ممتدة جيل بعد جيل ...بحماسة وقدرة واقتدار بشبابها وكبارها وقادتها ...مرحلة تلو مرحلة ...حركة تدفق الاجيال المناضلة بحكمة الرجال والقادة وحماسة الشباب ....لأنها حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ...حركة الجماهير الفلسطينية ....حركة الشعب الفلسطيني داخل الوطن وخارجه ...المعمدة بدماء عشرات الالاف من أبناء شعبنا....تواصل نضالها ومسيرتها واستقلالية قرارها الوطني ...برغم الآهات والعذابات والالام لعشرات الالاف من أبناء فلسطين ما بين أسير وشهيد وجريح.
حركة فتح التي انطلقت في الاول من يناير 65 ....والتي تم التحضير لانطلاقتها قبل سنوات من اعلان بيانها الاول ...تعبر عن مسيرة تاريخ حافل لنضال طويل ...وفعل كفاحي وطني يمتد منذ نصف قرن ...امتدادا وتواصلا لتاريخ شعب مناضل منذ بدايات القرن الماضي.
حركة فتح بكل تاريخها ومسيرتها النضالية وعمرها الممتد منذ 5 عقود لا يمكن أن تختصر أو تختزل ...ولا يمكن أن توضع في الجيوب ...ولا في الادراج... ولا علي المكاتب ...حركة فتح من عيلبون الي الكرامة ...مرورا غابات جرش وعجلون ومقولة أبو علي اياد نموت واقفين ولن نركع ...الي البداوي ونهر البارد ...صبرا وشاتيلا ...برج البراجنه وتل الزعتر ... وحتي الجنوب في عين الحلوة وقلعة شقيف وجبل الشيخ ...حركة ممتدة ومتواصلة من جنين حتي رفح ...وعبر كافة الساحات العربية والدولية ...لأنها حركة النبض والقلب والفكر الوطني للملايين من أبناء فلسطين ...أينما تواجدوا وحيث حلوا ...واستقر بهم الحال... وعيونهم شاخصة مترقبة منتظرين عودتهم لوطنهم وأرضهم حيث عزتهم وكرامتهم وحريتهم .
حركة فتح جيوش جرارة من المناضلين والمقاتلين والمثقفين ...من العمال والفلاحين والشباب والاكاديميين ...حركة كافة الاجيال ...حركة المرأة والرجل والفتيان...ملك كافة الاعمار والمستويات ...ملك الاجداد والاباء والابناء...ملك الاغنياء والفقراء...ملك كل من قال أنا الفلسطيني المؤمن بوطنه ...مهما تعددت المشارب والافكار والأيدولوجيات ...لأنها الحركة الجامعة والمجمعة لكافة أفكار وأطياف الفعل الوطني .
حركة فتح الواحدة الموحدة بفعل ارادة جماهيرها وشعبها الذي احتضنها وضحي بالغالي والنفيس من أجل استمرارها... وتصليب عودها... واستمرار ديمومتها ...فتح التي لا تشطب ...ولا تقسم ....لأنها الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وشرائحه .
خمسة عقود من تاريخ الثورة المعاصرة والاطول في التاريخ الحديث ...تاريخ نضال شعب مكافح لا زال يواصل نضاله وتضحياته وعطائه ....لم ولن يسمح باهتزاز المارد الفتحاوي ...لن يسمح بإعاقة فتح عن مواصلة مسيرتها ومشروعها النضالي التحرري حتي القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة...فتح لا يسمح لها وليس متاحا لها الا النجاح ...ومن ثم النجاح... بوحدتها وقوتها وبأيادي وفكر كافة أبنائها .
حركة فتح ملك مشاع لشعبنا ...لكل من قال أنا الفلسطيني الوطني الثائر ...أنا الفدائي المرابط الصامد ...أنا الفلسطيني صاحب القضية الوطنية ...أنا الفلسطيني العامل بالمصنع ...والفلاح الذي يزرع ..والشباب الذين يتعلمون علي مقاعد دراستهم وجامعاتهم ...لأنها حركة كل من أمن بوطنه وقضيته وحريه أرضه ومقاومة المحتل الغاصب .
أيام قليلة ونحن علي أعتاب الذكري واليوبيل الذهبي لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ....ذكري الحركة الاكبر في التاريخ الوطني الفلسطيني والتفاف الملايين من حوالها ...تناشد كل فلسطيني شريف .......وكل وطني غيور ...وكل مواطن ثائر ...وكل مرابط صامد ....من المناضلين والمجاهدين ....احفظوا لحركة فتح تاريخها واقعها ومستقبلها ...احفظوا لحركة فتح نضال شعب عظيم لم يبخل بدمائه وأرواح أبنائه وممتلكاته وأمواله ....عذاباته وآلامه من أجل ديمومتها واستمرار نضالها ودورها ومكانتها ...اياكم وفتح ....فان سقط المارد ...وحتما لن يسقط ...وان سقط الدور والمكانة ...وحتما لن تسقط ...وان سقط التاريخ ....وحتما حتما لن يسقط ...نعشقها ونخلص لها وندافع عنها منذ نعومة أظافرنا ....ونؤمن بها في شبابنا ...ونتمسك بها صغارا وكبارا ....وهذا لا يعني بالمطلق أن لا ننتقدها ...أو نطالب بتصويب مسارها ....أو معالجة سلبياتها ...أو البناء علي إيجابياتها .. لأنها فتح لمن تعرف عليها ..وعاش تاريخ انطلاقتها وواصل تاريخ كفاحها ...وأدرك مكانتها ...وتفهم دورها... ووعي أهدافها ....فتح تجمع للإرادات ...كما أنها تجمع للعقول والقلوب المفكرة والمتوازنة والمدركة لمجريات الاحداث والمتغيرات السياسية ....لا يمكن أن تترك للعواصف والانواء ....برغم جذورها العميقة والمتأصلة والمتجذرة بعمق الارض والانسان ..وبجذور أشجار الزيتون والبرتقال والنخيل ...أنها الكوفية السمراء ....والكرامة العادلة ....والاهداف الواضحة ...والمسئولية الكاملة ....أنها المجد والفخار والعزة والكبرياء والاعتزاز ...أنها حركة الشهداء... وقوافلها الممتدة والتي تروي ثري الوطن بدماء أغلي الرجال وعلي رأسهم سيد الشهداء القائد الرمز الخالد ياسر عرفات....وليس أخرهم القائد الفتحاوي الشهيد زياد أبو عين ...ومن بينهم شهداء الحركة القادة أبو جهاد وسعد صايل وماجد ابو شرار وأبو علي سلامة وأبو يوسف النجار وكمال عدوان وأبو صبري صيدم وعاطف بسيسو وفضل الضاني ورائد الكرمي وصخر حبش وهاني وخالد الحسن ...قافلة طويلة لكوكبة شهداء الحركة العملاقة نذكر البعض ولا يمكن أن ننسي البعض الاخر ...لانهم في العقول والقلوب وفي سجل التاريخ وصفحاته المفتوحة وما بداخله من شهداء ومناضلين قدموا لفلسطين وشعبها وثورتها أرواحهم من أجل حرية الارض والانسان...لأنها ثقافة الوفاء والعطاء المتجدد والانتماء الاصيل والفعل النضالي المكافح الذي لا يمكن ان يشطب أو ينسي بغفلة من الزمن....لأن الاجيال جيل بعد جيل تتوارث سجلات التاريخ وموروثنا الثقافي الوطني وعلي مدار العقود الخمسة الماضية . ( للحديث بقية ).