اذا كان ما ادعته وزيرة الخارجيه الامريكي الاسبق كلينتون والتي تعد عدتها باستعدادها للترشح للانتخابات الرئاسية الامريكيه القادمه عن الحزب الديمقراطي ، بان امريكا هي من اوجدت داعش ودعمتها وغذتها ، وها هي امريكا تحارب داعش وتنشئ تحالف اقليمي بقيادتها لمحاربة ما تسمية الارهاب والتطرف وتستصدر قرار من مجلس الامن في 15/7/2014 حيث تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا يدعو إلى الامتناع عن دعم وتمويل وتسليح إرهابيي ما يسمى تنظيم /دولة العراق والشام/ /داعش/ و/جبهة النصرة/ ومنع تدفق الإرهابيين إلى سورية والعراق.ودعا المجلس في قراره الذي حمل الرقم 2170 جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة “إلى اتخاذ تدابير وطنية لقمع تدفق المقاتلين الأجانب الإرهابيين وتقديمهم للعدالة والتعامل مع المعرضين لخطر التجنيد للحد من السفر إلى سورية والعراق”.وتضمن بيان المجلس على الدول “منع البيع المباشر أو غير المباشر للأسلحة والمواد ذات الصلة إلى تنظيم داعش وجبهة النصرة والأفراد والجماعات المرتبطين بها”.ووضع المجلس “ستة أفراد تابعين للمجموعات الإرهابية على قائمة العقوبات لتنظيم القاعدة” مؤكدا “استعداده للنظر في إدراج أفراد وجماعات ومؤسسات وكيانات تقدم الدعم لتنظيم داعش أو جبهة النصرة بما في ذلك أولئك الذين يقدمون لهم التمويل والتسليح والتخطيط أو يجندون هذه المجموعات وكل من يتبع لتنظيم القاعدة من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بما في ذلك الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام أو من خلال أي وسيلة أخرى”.والأشخاص الذين شملتهم العقوبات هم عبد الرحمن الظافر الدبيدي الجهاني وحجاج بن فهد العجمي وأبو محمد العدناني وسعيد عريف وعبد المحسن عبد الله إبراهيم الشارخ وحامد حمد حامد العلي.وأعرب المجلس في حينه عن “القلق البالغ إزاء الأثر السلبي للأيديولوجية العنيفة وأعمال التطرف على استقرار المنطقة والأثر الإنساني المدمر على السكان المدنيين ودور هذه الجماعات في إثارة التوترات الطائفية ووقوع أجزاء من العراق وسورية تحت سيطرة داعش وجبهة النصرة” مشيرا إلى أن المسلحين ولا سيما التابعين لـ /داعش/ اعتمدوا على مدى الاشهر الماضيه على تنفيذ هجمات قاتلة في العراق وسورية.هذا الموقف الامريكي الداعي لمحاربة الارهاب والتطرف يتناقض مع ما تقوم به امريكا وحلفائها من تقديم الدعم للمجموعات المسلحة المتطرفه وان هذا الدعم يشمل انشاء قواعد للتدريب في دول عربيه ومساعدات عسكريه وتدريبيه وتسليح وغيره من التعاون وان هناك تقارير موثقه تثبت ذلك وان اسرائيل ليست بمنأى عن تقديم المساعدات لهذه المجموعات المسلحه على جبهة القنيطره السوريه ، وان هذا ليس خيالا او توقعا وانما هو حقيقه حيث فجرت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلينتون في كتاب لها أطلقت عليه اسم "خيارات صعبة"، مفاجأة من الطراز الثقيل ، عندما اعترفت بأن الادارة الاميركية قامت بتأسيس مجاميع داعش الاجرامية لتقسيم منطقة الشرق الاوسط .وقالت كلينتون في کتاب مذکراتها الذي صدر في أمريکا مؤخرا" دخلنا الحرب العراقية والليبية والسورية وکل شيء کان على ما يرام وجيد جدا وفجأه قامت ثورة 30 / 6 - 3 / 7 في مصر وکل شيء تغير خلال 72 ساعة".وأضافت انه" تم الاتفاق على اعلان الدولة الاسلامية يوم 5/7/2013 ، وکنا ننتظر الاعلان لکي نعترف نحن واوروبا بها فورا" .وتابعت" کنت قد زرت 112 دولة في العالم، و تم الاتفاق مع بعض الاصدقاء بالاعتراف بـ" داعش" حال اعلانها فورا وفجأة تحطم کل شيء" .ولفتت الى ان" کل شيء کسر امام اعيننا بدون سابق انذار، شيء مهول حدث، فکرنا في استخدام القوة ولکن مصر ليست سوريا او ليبيا، فجيش مصر قوي للغاية وشعب مصر لن يترك جيشه وحده ابدا".وتزيد "وعندما تحرکنا بعدد من قطع الاسطول الاميرکي ناحية الاسکندرية تم رصدنا من قبل سرب غواصات حديثة جدا يطلق عليها ذئاب البحر 21 وهي مجهزة باحدث الاسلحة والرصد والتتبع وعندما حاولنا الاقتراب من قبالة البحر الاحمر فوجئنا بسرب طائرات ميغ 21 الروسية القديمة، ولکن الاغرب ان رادارتنا لم تکتشفها من اين اتت واين ذهبت بعد ذلك ، ففضلنا الرجوع مرة اخرى ازداد التفاف الشعب المصري مع جيشه وتحرکت الصين وروسيا رافضين هذا الوضع وتم رجوع قطع الاسطول والى الان لانعرف کيف نتعامل مع مصر وجيشها".وتقول هيلاري" اذا استخدمنا القوة ضد مصر خسرنا، واذا ترکنا مصر خسرنا شيئا في غاية الصعوبة، مصر هي قلب العالم العربي والاسلامي ومن خلال سيطرتنا عليها من خلال الاخوان عن طريق مايسمى بـ" داعش" وتقسيمها ، کان بعد ذلك التوجه لدول الخليح وکانت اول دولة مهيأة الکويت عن طريق اعواننا هنا ، من الاخوان فالسعودية ثم الامارات والبحرين وعمان وبعد ذلك يعاد تقسيم المنطقة العربية بالکامل بما تشمله بقية الدول العربية ودول المغرب العربي وتصبح السيطرة لنا بالکامل خاصة على منابع النفط والمنافذ البحرية واذا کان هناك بعض الاختلاف بينهم فالوضع يتغير".السؤال الذي يطرح نفسه هو هل ان امريكا التي دعمت وغذت الارهاب بمساعدة حلفائها تخدع حلفائها وذلك من خلال دعوتهم للانضمام لحلف اقليمي لمحاربة داعش والتطرف ، ام ان امريكا تكشف عن قناعها وتامرها حتى على حلفائها وهو ما كشفت عنه وزيرة الخارجية الامريكي الاسبق كلينتون في كتابها خيارات صعبه ، كلينتون تقول ان امريكا اوجدت داعش وهي من قامت بتاسيسها لتقسيم منطقة الشرق الاوسط وانهم كانوا على ابواب الاعتراف بالدوله الاسلاميه لولا تحرك الجيش المصري فهل حقا ما تدعيه كلينتون ، واذا كان ما تدعيه كلينتون هو الحقيقه فاين هو الموقف لحلفاء امريكا الداعمين للسياسة الامريكيه والمنخرطين في المشروع التامري ضد سوريا ولبنان وفلسطين ، ان هدف امريكا هو ترسيخ امن اسرائيل وزرع كيان اصولي يهودي مقابل الدوله الاسلاميه وان هدف امريكا من زرع دوله اصوليه يهوديه لتسود على المنطقه وان هدف المشروع الامريكي الصهيوني والسياسه الامريكيه ان تنخرط اسرائيل في منظومة الامن الاقليمي في المنطقه ودليل ذلك انخراط اسرائيل بالتامر على سوريا وتقديم الدعم للمجموعات الارهابيه التي تلبس القناع الاسلامي ضمن هدف تدمير مقومات الامه العربيه تحت مسمى الجهاد في بلاد الشام ، ان التغاضي والتعامي عن ما تقوم به اسرائيل في فلسطين ومحاولاتها لتهويد القدس واحكام سيطرتها على المسجد الاقصى هو ضمن المخطط الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد ويبقى السؤال استنادا لما ذكرته كلينتون ووثائق وحقائق ثابته وراسخه بان الارهاب الذي يضرب المنطقه تغذيه امريكا واسرائيل وحلفائها في المنطقه ؟؟؟؟؟؟ لماذا تخلت امريكا عن داعش ، فهل خرجت داعش من العبائه الامريكيه ، وهل ان داعش خدعت امريكا وحين تحقق له سقوط الموصل وتطلعت للتوسع نحو كردستان العراق قد تخطت الخطوط الحمر وهل حقيقة تغير الوضع في مصر جعل امريكا تعيد حساباتها ، وهل كانت امريكا معنية بالاطاحة بحكام دول الخليج وتقسيم السعوديه والحاق الكويت في الدوله الاسلاميه ، اسئله تطرح نفسها ويبقى القول اذا كان ما روته وزيرة الخارجية الامريكيه السابقه صحيحا وموثقا فان سذاجة الحكام العرب هي التي تجعلهم يثقون في امريكا ويسيروا في فلك السياسه الامريكيه ويقبلوا للانخراط في التحالف الاقليمي ضمن ما يدعونه بمحاربة الارهاب مع ان الارهاب تصنعه وتغذيه امريكا وهو يستهدف المنطقه العربيه والدول العربيه وان امريكا بسياستها ومخططها لمشروعها الامريكي الصهيوني تخدع النظام العربي فهل من صحوه عربيه تدلل كيف ان امريكا غررت بداعش وفجأة ووفق سعيها لمصالحها قررت التخلي عن داعش وهي تحارب داعش ضمن هدفها للتمدد في العالم العربي وسعيها لاسقاط الدوله السوريه وتقسيم العراق وتجزئة لبنان وتصفية القضيه الفلسطينيه وذلك ضمن المخطط الامريكي الصهيوني للشرق الاوسط الجديد