تعتبر ظاهرة العمال العاطلين عن العمل من أهم القضايا الاجتماعية والاقتصادية والنقابية في أي المجتمع، خاصه الفلسطينى فالتنظيم النقابي لدية اشكاليات بالتعبير الفعلي عنهم، وذلك لان النقابات لا تمثلهم بشكل حقيقي، بإعتبار أن النقابات العمالية لها شروط للعضوية تبني على أساس علاقات العمل ووجود عمل حقيقي بإشراف مشغل ومقابل أجر، وهي تستثني من عضويتها العاطلين عن العمل، والخريجين الذين لم يحصولوا على فرصة عمل، مما عزلهم عن التنظيم النقابي لعدم توفر شروط عضويتها وفق القانون، وأفقدهم أي حقوق نقابية خاصة في حق التعبير عنهم أو تمثيلهم لدي الجهات المسئولة، التي تعني برسم السياسات والتشغيل وخلق فرص العمل ...الخ، وفي دراسة لتحليل الموقف نجد النسبة الاكبر من العمال، ومن هم في سن العمل، يفتقدون لفرص العمل المستقرة أو الائقة، حيث بلغت نسبة البطالة معدلات عالية تزيد عن 65% ؛ وحتى فرص العمل المحدودة التي تتوفر لبعض أيام من كل شهر لأعداد قليلة العمال بالعلاقات الاسرية وغيرها حسب ما يتوفر مع تنوعها في عدة مجالات مهنية؛ بمعنى أن يعمل العامل كل يومين في مهنة بسبب عدم انتظام سوق العمل وحسب توفر الرزق، فنجده مرة سائق ومرة يعاون بالبناء وأخري ينظف بشارع ...الخ، وهذا يفقد العامل حتى إمكانية تصنيفه نقابية لاي مهنة عمالية،.... من هنا نري ضرورة لوجود جسم نقابي استثنائي يستطيع أن يعبر عن هؤلاء العمال وينظمهم نقابيا لحين توفر استقرار وأمن وظيفي لاي عامل، ولحظتها يعود لنقابته المهنية التي تنطبق عليه شروط عضويتها، ونري أفضل تمثيل هو إنشاء اتحاد أو نقابة عامة للعاطلين عن العمل، لها من الحقوق ما للنقابات العمالية تقوم على أساس تمثيل العمال العاطلين عن العمل، وتسعي للتنظيمهم والدفاع عن مصالحهم وتمثيلهم والتعبير عن همومهم، وتسقط العضويه لهذه النقابة عن كل عامل يتوفر له فرصة عمل ثابتة ومتستقرة، ولحظتها تلحق عضويته بالنقابة المهنية التي تصنف مهنته لديها، مع إحتفاظه بتاريخ الانتساب الاول للعمل النقابي، وهناك تجارب ونماذج عربية ودولية مشابهة ونجحت .... لتكن البداية من هنا بإنشاء نقابة عامة للعاطلين عن العمل ويجب على الجميع احتضان قضيتهم ودعم نضالاتهم النقابيةومشاركتهم بشكل حقيقي لايجاد حلول وعلاج لمشاكلهم ...
سلامه أبو زعيتر
* عضو الامانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين