حول دعوة الفصائل للمسيرات .

بقلم: وفيق زنداح

فصائل العمل الوطني والاسلامي دعت جماهير شعبنا الفلسطيني بالقطاع للحشد واعلاء الصوت مطالبين بفك الحصار واعادة الاعمار وهذه خطوة جيدة علي طريق الالف ميل التي تبقي مسئولية الفصائل ...وحتي نأتي علي فك الحصار وكل ما يمكن أن يقال علي أنه حصار اسرائيلي جائر عنصري وفاشي مستمر منذ 7 سنوات ...وحتي اعادة الاعمار وما تم تدميره بألة الحرب الإسرائيلية وتدمير ألاف المنازل ولا زال الناس دون ايواء وبظروف معيشية سيئة ..يجب أن يتحمل الجميع مسئولية اعادة الاعمار والتسريع بألياته ...حتي لا يبقي عشرات السنوات في ظل ظروف قاهرة فقد الناس أبنائهم ويفقدون مساكنهم ..في ظل فقدانهم لمصادر رزقهم... في واقع اوضاع اقتصادية سيئة ليست بخافية علي أحد .
الجميع يعرف... ماذا يعاني القطاع ؟؟..ومشكلاته المستعصية وظروفه اللاإنسانية... لكنني ورغم تشجيعي بخطوة اخراج الناس واعلاء صوتهم وايصال رسالتهم للداخل والخارج ومن خلال تغطية اعلامية نجدد فيها أن هذا القطاع الذي يسكنه ما يقارب 2 مليون فلسطيني يعيش خارج اطار الانسانية وقوانينها ...كما ويعيش في ظل انتهاكات غير مسبوقة لشعب محاصر ويمارس عليه العدوان تلو العدوان... ويرتكب بحقه الجرائم تلو الجرائم ...ويقتل منه الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ ..وأهمية وقوف المجتمع الدولي بكافة مؤسساته الانسانية والحقوقية أمام مسئولياته .
خطوة احتجاجية جماهرية فصائلية جاءت متأخرة ..ولكن أن تأتي أفضل من أن لا تكون ...لكنها خطوة منقوصة وغير مكتملة في معالجة أسباب وجوهر ونتائج ما وصلنا اليه من حالة يرثي لها ...ومصاعب وتحديات تزداد يوما بعد يوم ...ومشاكل ظاهرة للعيان ومنها ما هو باطن لا يعرف عنه الكثير ..والذي بمجمله أحدث احباطا ويأسا وفقدان للثقة والتي يصعب تقدير خسارتها ونتائجها علي المدي القريب والبعيد .
فصائل العمل الوطني والاسلامي ملزمة بحكم مسئولياتها الوطنية والتاريخية ...وبحكم قيادتها للنضال الوطني الفلسطيني ....وبحكم أنها صاحبة قرار الفصل في كل ما يجري وما ينتج في هذا المشهد بكافة تفاصيله ودلالاته ومؤشراته ونتائجه مطالبه وطنيا وتاريخيا بالمسئوليات التالية :
أولا : أن لا تبقي فصائلنا في اطار ردة الفعل حتي المتأخرة في معالجة ما يعيشه القطاع من ظروف الانقسام والحصار وتأخير اعادة الاعمار .
ثانيا : حتي يتحقق النجاح لأي مهمة وطنية يجب أن يكون هناك ترتيب للبيت الداخلي الفلسطيني ..وأن لا يكون ظاهرا وباطننا في المشهد هذا الانقسام الذي أضر بنا وبقضيتنا وأضعف خطابنا ..وأخفت صوتنا .
ثالثا : الفصائل الوطنية والاسلامية مطالبة بمجموعها علي انهاء وطي صفحة الانقسام والي الابد ...لأن المسألة ليست متعلقة بحصار واعادة اعمار ..لكن الامر أكثر أهمية واستراتيجية ...أننا لا يمكننا الانتصار وتحقيق أهدافنا الوطنية ومشروعنا الوطني في ظل هذا الانقسام .
رابعا: فصائل العمل الوطني والاسلامي لا يختصر دورها في دعوة التظاهر واعلان الرفض الاعلامي.. وحتي اصدار البيان السياسي... لكنها مطالبة بممارسة أعلي درجات الضغط الوطني علي طرفي الانقسام ....لأنه قد أصبح واضحا للجميع أن هذا الانقسام مصلحة اسرائيلية ..كما أن استمراره سيجعل قضيتنا تدور في فراغ مميت.. ولن نحقق أي نتائج ايجابية لا علي صعيد المقاومة ....ولا علي صعيد المفاوضات السياسية ..بل سيكون كل فعلنا وتضحياتنا في غير محلها اذا ما استمر هذا الانقسام ...واستمر هذا المشهد الفلسطيني المنقسم علي نفسه ..والذي لا يمكن له أن يوفر سبل الدعم والاسناد بما نتمني ونطالب به من كافة الدول والشعوب .
خامسا : فصائل العمل الوطني والاسلامي وقد دفعت فاتورة الدم وهي ملزمة بأن لا تترك الساحة ...وأن يختصر دورها بالمناشدات والمسيرات ..لأنها شريكة في هذا الوطن وتتحمل كامل المسئولية بكل ما يجري ...من هنا فالواجب والمسئولية الوطنية أن نطوي هذه الصفحة... وأن نوفر أرضية ومناخ تحقيق الانجازات السياسية والوطنية وأن لا نوفر أدني فرصة ممكنة لعدونا المتربص بنا ..وحتي لكافة الدول التي تطالبنا بالوحدة... وترتيب أوضاعنا الداخلية... قبل أن نطالبهم بالوقوف معنا ومساندتنا ودعمنا .
سادسا : الجميع من فصائل العمل الوطني والاسلامي يعرف تماما ...أن انهاء الحصار واعادة الاعمار مرتبطا ارتباطا وثيقا بإنهاء الانقسام وسيطرة حكومة التوافق والسلطة الوطنية علي مقاليد الامور بقطاع غزة ...,وأن كل محاولة للتهرب من هذه الحقيقة سيزيد من أعباءنا ومصاعب حياتنا.. وسيؤخر امكانية حل قضيتنا وانجاز مشروعنا الوطني .
نامل أن تنجح فصائل العمل الوطني والاسلامي في انهاء الانقسام... وتعزيز مقومات الصمود ...وانهاء كافة المعضلات والمشاكل المستعصية داخل القطاع ...وحتي يتحقق حلم شعبنا بالحرية والاستقلال الوطني... واقامة دولته الفلسطينية بعاصمتها القدس .
وكل عام وانتم بخير

الكاتب : وفيق زنداح