رحلة بين الحقيقة والخيال في الذكرى الخمسون لحركة فتح

بقلم: عطية ابوسعده

اليوم تعود من بعيد ملامح زمن عابر عبور الشمس بين أطلال التاريخ ومتغيرات الزمن وضياعات الأمة الشاردة بين رحى الحروب القاتلة وضياع الامة وتوهان التاريخ بين احضان التعصب الديني والتخلف العقلي والتناحر العرقي .. اليوم تعود الينا ملامح قمر تغيرت معالمه هلال أهل علينا يخترق في سكون الليل عذابات الوطن وشتات ابناء هذا الوطن .. اليوم تعود الينا قصرا بتواريخ متجددة وايام وليالي تتوالى على ذاكرة عطرة وجميلة على قلوبنا على تراثنا على اصالتنا ذاكرة ماض عريق ومستقبل حافلة احداثه بين الفرقة والتناحر بين الصراع والضياع بين الحزبية الضيقة والوطن الى ضياع .....

لكن ورغم هذا الضياع المستحدث والصراعات على المصالح تبقى في الذاكرة راسخة ملامح الانتماء ملامح الوحدة ملامح النصر وإن كان قادما من بعيد ولكنه حتماً سيصل يوماً اليوم نحن على الارض نستنشق عبق رحيقها نستنبت من بين حبّات ترابها الشهامة والأصالة والإنتماء وخارجها تهب علينا عبرات نسيم عليل نستأنس من خلاله بشائر الوطن وشمس وقمر تذمرنا بان هناك في الافق البعيد ارض عليها شعب الجبارين .. اليوم نحتفل بذكرى خالدة متخلدة في الذاكرة عميقة عمق الدهر بين جوارح الزمن اليوم نحن هنا بالغربة والاهل هناك على ارض الوطن توحدت الكلمة وتوحدت الاحتفالية وتوحد الاهل والوطن .. اليوم نحن هناك بعيدا هناك قلوبنا بينكم تعيش نشوة الانتصار تعود في الافق البعيد ذاكرة الوطن .....

اليوم وبعد خمسون عاما من الذكريات خمسون عاماَ من الانتصارات من النكسات اجتمعت وتوحدت بين الضلوع معاني الفرح والألم اليوم تلاقت جَمعة السواعد وتوحدت كلمتهم بعد ضياع رجال كانوا في الافق الفلسطيني علامات فارقة من تواريخنا .. رجال لم ولن تنسى افعالهم ولن تنسى مواقفهم بداية من أول شهيد للوطن وشهيد للثورة ,,احمد موسى ,, الى عاشق الارض والوطن والشهادة الوزير زياد ابوعين وما بينهما آلاف من كوكبة الشهداء صنعوا ثورة التاريخ رسموا بسمة الغربة الضائعة وضعوا اسما للوطن مزركشة راسخة معالمه على خارطة العالم صنعوا ملامح عودة كانوا وما زالوا أعمدة إسناد الثورة وصنّاعها .. ثلاثي الثورة المتميز والمتلاحم ,, ابوجهاد ابو اياد ابوعمار ,, كانوا ملحمة الوطن كانوا ظل الثورة وأسودها كانوا حقيقة الواقع وسرابه كانوا عمالقة القضية وصنّاع القرار والثورة ......

اليوم وبعد غياب رموز الحركة العظام ومن خلال لقاء بين الاخوة والاحبة تتسارع وتيرة الاستعدادات للاحتفال بخمسينية الحركة تنشط على الارض معالم الاحتفال تتوحد العقول وتتآلف القلوب وتتوحد الطموحات اليوم رحلة كفاح رحلة نضال تعود الينا من جديد بعد غياب تاهت فيه مبادئ الحركة وضاعت بين صراعات الأولويات وصراعات المصالح وصراع الانتماء ضاعت بعض ملامح الحركة وانخفض في الافق مستوى الاشعاع الفتحاوي ولكن لابد من صناعة الوحدة بمعانيها الواضحة المعالم وصناعة المستقبل على اسس سليمة وقواعد متينة لتكون قادرة على رفع راية فلسطين وراية الفتح عاليا ...

اليوم وفي هذه الذكرى العزيزة نطلب رجاءً وأملاً وتوسلاً من كافة الاخوة المشرفين على المشروع الحركي أن تتوحد في افاقهم حقوقية الانتماء تجاه الحركة تجاه الوطن والعودة الى قانونية الشعائر والقوانين وطموحات مناصري الحركة ومؤيدوها .. هناك الكثير من الأولويات أهمها إعادة الإعمار في قطاعنا الحبيب .. ابناء الحركة بين الخيام يقبعون تحت الدمار يعودون الى تاريخ مضى تاريخ الترحال المخيمي اليوم يعود اهلنا بالقطاع الى الماضي السحيق الى تاريخ ما قبل التاريخ الى بابور الكاز الى تاريخ بطارية السيارة لتشغيل التلفاز اليوم المياه ملوثة ملوّنة بألوان شظايا صواريخ طائرات العدو والخضار مسرطنة مسمومة لست ادري كيف يعيش اهلنا بالقطاع تحت حكم الزمن القاتل ولكن وكما قالها ختيارنا حقيقة انتم شعب الجبارين ياشعب غزة كيف لك العيش في هذا الواقع الاليم وتناضل ؟ ؟؟

نعلم جيداً ان الحركة ومؤسساتها قادرة على تحديد ملامح الجراح وقادرة على تصويب الخطأ قادرة على إعادة المياه الى مجاريها اليوم اصبح من الواجب على الكل الفتحاوي تحديد معالم الازمة والعمل الجدي والجاد للملمة الشمل كرامة لهذه الذكرى العزيزة على قلوبنا .. اليوم نتمنى ان يكون عيد للوحدة اليوم لابد وأن يكون يوم وفاق اليوم حتماً سيكون رحلة العودة الى تاريخ الراحل ياسر عرفات والحفاظ على هذا الارث الفتحاوي العظيم اليوم نعود الى الجذور اليوم نزرع الجذور ......

اليوم وجب علينا ان لاننسى او نتناسى للحظة اسرانا الابطال القابعون في سجون الاحتلال اليوم يجب ان يكون الاحتفال بذكرى الاسير من خلال ذكرى الحركة فالاسرى ابناء مخلصين لهذه الحركة والحركة هي الام الولّادة التي انجبت هؤلاء الابطال وكما نقل مدير دائرة الإحصاء بوزارة الاسرى والمحررين في دولة فلسطين عبد الناصر فراونة بعض شجون وآمال هؤلاء الاسرى ونقل رسائلهم الينا ... قالوا فيها ان جروحنا مفتوحة، وأجسادنا منهكة ومدمرة، وقد اغلقت ابواب الامل لدينا امام قوانين انتقامية تستهدف ارواحنا وحياتنا ولا تريد سوى ان تحول اجسادنا الى قبر لمعاناتنا، وتحول السجان الى اداة لزهق ارواحنا واحلامنا، بالحرية والشفاء .......

وقال الاسرى كنا نأمل ان نحتفل مع شعبنا ومع كافة الطوائف المسيحية بهذه الاعياد ونشارك شعبنا في افراحه، ولكن ابواب سجون الاحتلال تحول دون ذلك، ولكن قوة الارادة وقوة الامل والاصرار على الحرية والعدالة هو ما يبقيا احياءا حتى الآن، ننتظر ان ينتصر العالم على هذا الظلم الواقع علينا ويضع حدا لسياسة اسرائيلية مخططة ومتعمدة تستهدف قتل كل مناضل فلسطيني وتركه في غياهب السجون فريسة للقمع والاهمال والاستهتار بحقوقه وكرامته والانسانية وانا عايد ننتظر ان ننتصر ننتظر ان ننتصر ...

..المجد والخلود لشهدائنا والحرية لأسرانا والشفاء لجرحانا ...ا

الكاتب عطية ابوسعده / ابوحمدي