هي خيمة العز والكرامة التي أظلّت وما زالت تظل علينا فتح هي الفرح الدائم يواتينا والحضن الدافئ الذي يحمينا والبندقية التي تحمينا هي الحزن المتجذر فينا هي الشعلة التي تضيئ ليالينا .. اليوم هنا وعلى ارض تونس الخضراء في منزل الرئيس الراحل منّا وفينا وكما هي العادة المعتادة في كل عام ترفع راية الفتح وتشعل الشعلة كما كانت ومازالت في كل بلدان العالم العربي والدولي ..في بيت الرئيس ياسر عرفات كان الموعد مع الشعلة اليوم كان الياسر حاضر فينا في ذكرى الإنطلاقة اليوم الياسر بيننا يطوف .. اليوم رجال الفتح تطرق ابوب الزمن وتستذكر ذكريات عظيمة وايّام أليمة اليوم كان احتفال الفرحة والإنتماء .. في هذا الطقس الممطر البارد والرياح الشاردة منّا الى روابي الوطن تنادي وتستصرخ فينا العزيمة .. اليوم شعلة الفتح تنير لنا الطريق كانت معالم الختيار في كل زاوية من زوايا هذا البيت العظيم اليوم كانت روائح الياسر حاضرة بيننا .. اليوم كانت الجالية الفلسطينية حاضرة ممثلة برسمييها وطاقم سفارتها وباعضاء منظمة التحرير وعائلاتهم .. اليوم كان العرس كان للانطلاقة معنى جديد في نفوس ابناء هذه الحركة العملاقة اليوم توحدت الرؤى الرسمية منها والشعبية .....
فتح عظيمة بجذورها اصيلة بطرحها بفكرها لاتقبل القسمة ولا الطرح فتح ثمرة نضال ورحلة كفاح فتح الثورة والوطن فتح انا وانت فتح الكل والكل للوطن .. اليوم يوم عيد والثورة على باب عام جديد تحميها رجال سواعدهم من حديد اليوم يوم التحدي يوم عيد التصدي .. اليوم راية الى النصر لابد وأن ترفع .. اليوم ثورة وكفاح ونضال اليوم عزة وشعلة وانتصار اليوم وحدة وتاريخ الثوار اليوم علامة الانتصار ...
في ظل تغوّل طواغيت الارض على ممتلكاتنا , الاستيطان تجدد والقدس تهوّد اليوم الشهيد على ارض العزّة تمدد , اليوم شجرة الزيتون سلاح متجدد , اليوم الاسير في سجون العدو يخلّد , اليوم توقد الشعلة وترفع على الاعناق اشبال تولد , اليوم بتاج الفتح الروس تعمّد , اليوم ذكرى الختيار على ارض الوطن تخلّد , اليوم جيل جديد من ثورة الفتح يولد , اليوم بلاد العرب والعالم فلى فلسطين تتوحد , اليوم يوم عرس فلابد لهذا الشعب لله أن يسجد ....
اليوم يوم اشعال الشعلة , اليوم راية الفتح تعلو راية الخطوط الحمراء راية من وجدت لتبقى وتنتصر شاء من شاء وأبى من أبى , فتحنا هي درّة الشعوب هي اول الغيث صانعة جبابرة الأرض هي عرفات وعرفات هو الفتح هي البندقية , هي هدير البحر صانعة الأجيال ومنشأ الرجال , هي الفدائي القابض على البندقية هي البندقية هي الطلقة هي الغضب هي السعادة هي الإنتماء هي العاشقة للوطن هي الوطن الذي يسكن فينا هي ثورة الخنادق هي القرار وصانعة القرار هي الختيار رمز الثوّار هي الكوفية وغصن الزيتون والبندقية وكما قالها الياسر يوماً نطعم لحومنا لجنازير الدبّابات ولن نستسلم ذاك كان الختيار وتلك ملامحه النضالية رحلة بين الأزقة والشوارع بين البيوت والقصور بين الخيَم والمخيم رحلة رجل لايكل ولا يمل كان ذاك هو ابوعمّار وكنّا نحن خلفه السند والمساند المقاتل والسياسي والمناضل ومنبع الثوّار .....
في فيديو صغير رأيته اليوم على صفحات الفيسبوك فيديو يتضمن ملامح الوطن ملامح المحبة لشهداء الوطن ورموزها كيف كانت ردّة فعل المواطن الفلسطيني عند رؤية شبيه الياسر او الياسين من خلالها لحظات الالم والحسرة والدمعة تنساب بين الاحداق ملامح ألم وحسرة ارتأيتها بين تلك الاعين الشاخصة وكان تلك حقيقة أناس عايشوا الياسر عشقوا كوفيته وعشقوا طلّته ذاك كان الإرث الذي تركه الياسر في نفوس وقلوب ابناء فلسطين الأبيّة .. هو الشعب الفلسطيني وتلك ملامح محبة الختيار الباقي فينا ساكن في الاعماق كما الفتح راسخة في الوجدان ....
اليوم وفي الذكرى الخمسون للإنطلاقة اغازل سيد الارض والوطن واقول له .. راحل انت بين الغيوم بين اعتاب الزمن , راحل انت بين صواري الالم , راحل انت بين العروق والشرايين .. انتعشت الأرواح واستكانت الأنفس بين ذراعيك وكيف للروح ان تستمر وعبق الحياة اختنقت معالمها بين راحتيك , راحل انت والقلب بين خوابي الدهر ينساب عطره متقطعاً هائما , سيدي بين خطوط الدهر وألوان الزمن تتشابك علامات القدر , راحل انت بين العروق بين خوابي الجسد بين القلوب بين العواطف صنعت فينا ثورة وتركت لنا إرثا تفتخر به الأجيال اليوم عيد ثورتك سيدي الختيار نقولها وبحسرة تخنق الفؤاد كيف لنا بياسر وهو تحت التراب ضحيّة ....
عاشت الفتح وعاشت فلسطين المجد والخلود لشهداءنا والحرية لاسرانا والشفاء لجرحانا
الكاتب عطية ابوسعده / ابوحمدي