لم يكن مفاجئ للكثير من المحللين والمراقبين ، الانحياز الامريكى المطلق للكيان الصهيونى وإعطائها فرمانات متتالية تشرعن فيه عدوانها على الشعب الفلسطينى بشكل متزايد ، لان المنظومة الصهيواميركية تنطلق من نفس الرحم الخبيث ..
أمام تلك المؤامرة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى ، وبعد حوالى نصف قرن من المفاوضات وتعقيدات عملية التسوية والصبر الدءوب من القيادة الفلسطينية ، ونجاحها في تعرية الاحتلال ، وتهافت دول اوروبا والعالم للاعتراف بالحقوق الثابتة والشرعية للشعب الفلسطينى ، وبعد الافشال المتعمد من امريكيا للمشروع الفلسطينى الساعى لإنهاء الاحتلال لم يبقى امام الفلسطينيين والعرب إلا رزمة من الخيارات باعنقادى جميعها مفتوحة وقابلة للتنفيذ وهى كالتالى:
أولا: التوجه بقوة نحو التوقيع والمشاركة في كافة المنظمات الدولية المنبثقة عن الامم المتحدة وعلى رأسها محكمة الجنيات الدولية واتفاقية روما
ثانيا :تعليق كافة الاتفاقيات الموقعة مع الكيان الصهيونى ، الامر الذى من شأنه ارباك اسرائيل وحلفائها ، ووقوف اسرائيل وحلفائها امام خيارين اما التصعيد او التهدئة والانحناء للمطالب الفلسطينية بشكل مرضى
ثالثا: خيار المقاومة بكافة أشكالها والتى ربما تتخذ منحنى انتفاضة حقيقية تحرق الاخضر واليابس ، وتضرب الاهداف الصهيونية
رابعا : ادراك القيادة الفلسطينية انه لا طائل من المفاوضات ، وفتح المجال بصورة اكبر للتعددية الفلسطينية بإدارة شئون السلطة ، بمعنى اخر قد نشهد تطورا ملموسا في الشراكة السياسية الداخلية
عربيا : مع تغيرات في المواقف الدولية ، وبداية حرب باردة خفية بين القطب الروسي وحلفاءه والقطب الامريكي وبعد فشل امريكيا في تربيع حلفائها على العروش العربية ، لاحظنا نشوء حلف عربي بريادة مصر والسعودية بدأ يفهم لعبة توازنات القوى ، وشرع بالتقارب مع القطب الروسى ، من الناحية الاقتصادية والعسكرية واستيراد نوعيات من الاسلحة الروسية ، كل هذه المؤشرات لن تمر على الادارة الأمريكية مرور الكرام بل ستعيد حساباتها ولن تبقى حلفها لإسرائيل المحرج لها بشكل علنى بل ستتخذ مواقف مرضية للعرب والفلسطينيين ..