استعمال أمريكا لحق النقض الفيتو ضد مشروع قرار فلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دوله فلسطينيه على حدود الرابع من حزيران 67 قد اسقط ورق التوت عن السياسة الامريكيه وعرى حقيقة الموقف الأمريكي واسقط رؤيا الدولتين بحسب ما كانت تروج له السياسة الامريكيه ، أمريكا هي إسرائيل وهما وجهان لعمله واحده حيث أن أمريكا تدعم إسرائيل وتسعى لترسيخ وجودها وترسيخ مبدأ يهودية ألدوله العبرية ، أمريكا تدعم وجود كيان عنصري صهيوني في الشرق الأوسط ، وان معاناة المنطقة العربية هي بفعل السياسة الامريكيه ومشروعها للشرق الأوسط الجديد الذي هدفه تامين حماية امن إسرائيل ، إن احتلال العراق والتآمر على سوريه ضمن مشروع أمريكا لتغيير موازين القوى في المنطقة بهدف تامين امن إسرائيل ولسنوات قادمة ، أمريكا كشفت حقيقة نواياها ولم تعد الوسيط الموثوق به أو النزيه في موضوع القضية الفلسطينية ، أمريكا التي تستعمل حق النقض الفيتو لحماية إسرائيل من جرائمها ولتبرير مشروعها الاستيطاني كان من المفروض نزع الثقة بأمريكا لانحيازها الكامل لإسرائيل ففي أكتوبر 2004 استعملت أمريكا حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار يطالب الاحتلال الإسرائيلي بوقف عمليات الاستيطان والانسحاب من قطاع غزه ، وفي نوفمبر تشرين الثاني استعملت أمريكا حق النقض الفيتو ضد مشروع قرار يدين المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في بيت حانون بقطاع غزه وأسفرت عن استشهاد عشرين فلسطيني وإصابة العشرات بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر ، وكذلك أسقطت أمريكا باستعمالها حق النقض الفيتو في فبراير شباط 2011 مشروع قرار يدين عمليات الاستيطان منذ عام 1967 في الضفة الغربية والقدس ويعتبرها غير شرعيه ، هذه المواقف الامريكيه الداعمة لإسرائيل والمتناقضة بالادعاء الأمريكي لرؤيا الدولتين جعلت الفلسطينيين يستقبلون بداية عام 2015 بمزيد من التحدي والإصرار على انتزاع الحقوق الوطنية والشرعية من الكيان الإسرائيلي الغاصب ، الموقف الفلسطيني كان صارما برده على الفيتو الأمريكي وذلك بتوقيع الرئيس محمود عباس على طلب الانضمام إلى اتفاقية روما التي سيصبح بموجبها الفلسطينيون عضوا في المحكمة الجنائية الدولية بـ"لاهاي"، بالإضافة إلى 20 اتفاقية أخرى دولية، وذلك بعد يوم من رفض مشروع قرار فلسطيني في مجلس الأمن الدولي يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في كلمته للشعب الفلسطيني بمناسبة ذكرى ألانطلاقه الخمسين لحركة فتح، وتزامنها مع أعياد الميلاد المجيد وذكرى المولد النبوي، وصف خلال كلمته الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين بأنه الوحيد في العالم وبأنه "احتلال بغيض"، مؤكدًا أن العالم بأسره مل منه. وأضاف: "يعتصر قلوبنا الأحداث المأسوية في دول عربية عدة، حيث تستباح الدماء والأعراض وكأن هناك مخططا لتشويه صورتنا". وأشار إلى أنه دعا وما زال يدعو للحوار مع قوى المعارضة المعتدلة في سوريا، مضيفا: "أن ذلك يأتي إيمانا منا بأنه لا حل إلا بالطرق الدبلوماسية والحوار، فالجرح جرحنا والدم أيضا دمنا".هذا الموقف الفلسطيني هو موقف التحدي للموقف الأمريكي وضد الاحتلال الإسرائيلي والذي وضع الفلسطينيين في مواجهة حقيقية ضد السياسة الامريكيه وضد الاحتلال الإسرائيلي ضمن استراتجيه متددحرجه أصبحت تتطلب المواجهة لكل المشاريع الاسرائيليه ضمن هدف يقود للتصدي للمشروع الصهيوني الأمريكي ، أمريكا بموقفها الداعم والمساند لإسرائيل لا بد وان يقابل بموقف عربي ضمن سياسة تقود لتحرر النظام العربي من التبعية الامريكيه وفك عرى التحالف الإقليمي بقيادة الولايات المتحدة الامريكيه لما تدعيه محاربة الإرهاب ، إن الإرهاب هو استمرار احتلال إسرائيل لفلسطين وان الإرهاب هو الذي تغذيه أمريكا لإيجاد مبررات دعمها لإسرائيل وترسيخ وجودها على حساب الموقف العربي والوجود العربي ، آن الأوان للتحدي العربي للسياسة الامريكيه وإيجاد مخرج من معاناة ما يعاني منه العالم العربي وذلك بإحباط المشروع الأمريكي الصهيوني الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتقسيم العراق وإضعاف وتجزئة سوريا واستهداف لبنان وعزل مصر عن محيطها العربي ، عام 2015 هو عام التحدي الفلسطيني بامتياز خاصة وان الولايات المتحدة الامريكيه وردا على الخطوة التي اتخذها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتوقيع 20 اتفاقية دوليه من بينها محكمة الجنايات الدولية أثارت قلق أمريكا ،وقال جيف رادكي، الناطق باسم الخارجية الأميركية في بيان "هذه خطوة تصعيديه لن تحقق أيا من النتائج التي تمنى معظم الفلسطينيين منذ فترة طويلة رؤيتها لشعبهم."إلى ذلك، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء باتخاذ "خطوات للرد" على توقيع الرئيس الفلسطيني على اتفاق روما المنشيء للمحكمة الجنائية الدولية وتعهد بالدفاع عن الجنود الإسرائيليين من أي مقاضاة محتملة.وقال نتنياهو في بيان صحافي إن المحكمة الجنائية الدولية قد تستهدف الفلسطينيين أيضا مستشهدا باتفاق الوفاق الوطني الذي أبرمه الرئيس محمود عباس مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الفلسطينيون أمام تحدي حقيقي وأمام صراع إرادات حقيقية تفرض نفسها على ارض الواقع ، لا يمكن الاستمرار بوجود سلطه بلا سلطه ولا يمكن القبول بالتنسيق الأمني اذا لم يتحقق للفلسطينيين أمنهم واستقلالهم ، ونحن على أبواب 2015 وسياسة التحدي هي عنوان هذا العام أصبح لزاما تناسي الخلافات الفلسطينية وتوحيد الرؤى الفلسطينية ووقف حملات التحريض الفلسطينيين بعضهم ضد بعض وبضرورة توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني وإنهاء الانقسام الفلسطيني ضمن استراتجيه عنوانها التحدي والإصرار على تحرير فلسطين وكنس الاحتلال الإسرائيلي وبضرورة تحرر النظام العربي من التبعية الامريكيه ووقف التعامل مع أمريكا وذلك ضمن شروط عربيه أن تفرض شروطها على أمريكا لتأخذ في حسبانها أولوية القضايا العربية وفي سلم أولويتها القضية الفلسطينية