حكومة نتنياهو ومحاولة اللعب على وتر الخلافات الفلسطينية

بقلم: علي ابوحبله

ما تناولته الاذاعه العبرية عن عقد اجتماع سري جمع وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان مع محمد دحلان في باريس هو في إطار الحرب الاسرائيليه التي تستهدف الفلسطينيين ضمن محاولات حكومة الكيان الإسرائيلي لشق وحدة الصف الفلسطيني لخدمة أهداف المخطط الصهيوني في إطار الحرب الاسرائيليه للرد على الموقف الفلسطيني للانضمام إلى مؤسسات منظمة الأمم المتحدة ، توقيع الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس منظمة التحرير على مرسوم الانضمام لاتفاق روما بما يتيح للفلسطينيين الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية الذي جاء ردا على الموقف الأمريكي واستعمال حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الفلسطيني العربي، الموقف الفلسطيني افقد قادة الكيان الإسرائيلي لصوابهم لتخوفهم من المساءلة الدولية أمام محكمة الجنايات الدولية عن جرائمهم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ، الموقف الفلسطيني لمنظمة التحرير الفلسطينية يأتي ضمن استراتجيه فلسطينيه تقود إلى مواجهة المخطط الصهيوني ورفض إسرائيل للانصياع لقرارات الأمم المتحدة لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية وتشبثها باحتلال أراضي ألدوله الفلسطينية ومشروعها الاستيطاني وخرقها للاتفاقات الدولية مما دفع الفلسطينيون إلى رفض الاستمرار بعبثية المفاوضات التي استمرت لعقود طويلة وصلت إلى نهايتها وبات من المفروض على الفلسطينيين كسر قواعد اللعبة السياسية وفي مقدمتها تغيير إستراتجية منظمة التحرير الفلسطينية ، وأصبح لزاما على قيادة منظمة التحرير الفلسطينية أن تتبنى خيارات بديله ومن أبرزها خيار تدويل الصراع مع إسرائيل بكل ما يستدعيه ذلك من تفعيل المواجهة الديبلوماسيه والقانونية ونزع الشرعية عن الاحتلال الإسرائيلي إضافة لخيارات فلسطينيه ضمن إستراتجية تفعيل المقاومة الشعبية ، وكذلك مراجعة الموقف الفلسطيني من التنسيق الأمني مع إسرائيل وفق مستجدات التغير الاستراتيجي الفلسطيني ، حكومات إسرائيل استنفذت كل أساليب الخداع للفلسطينيين والرأي العام الدولي وتكشفت حقائق النوايا الاسرائيليه لرفضها للانصياع لقرارات الأمم المتحدة ودعم الولايات المتحدة الامريكيه لإسرائيل مما افقدها صفة الوسيط في عملية المفاوضات ضمن محاولاتها للهيمنة على الملف الفلسطيني ، القرار الإسرائيلي بتجميد عائدات الضرائب الخاصة بالسلطة الوطنية الفلسطينية ضمن سلسلة إجراءات أبقتها طي الكتمان هو ضمن ردود الفعل العقابية المتخذة من جانب إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وهي ضمن الحرب المفتوحة ضد الشعب الفلسطيني ، وان الموقف الإسرائيلي يتوافق مع التهديدات الامريكيه بوقف مساعداتها للسلطة الوطنية الفلسطينية ويأتي الموقف الأمريكي في سياق الضغوطات الممارسة ضد قيادة الشعب الفلسطيني ، إن الضغوطات المتصاعدة من قبل الولايات المتحدة الامريكيه وإسرائيل هو ضمن محاولات معاقبة السلطة الوطنية الفلسطينية وإجبارها للعودة لبيت الطاعة الأمريكي الإسرائيلي ، وان مراهنة أمريكا بالضغوط الممارسة على الدول العربية لعدم إيفائهم بتعهدهم بتوفير شبكة الأمان المالية التي أقرتها ألجامعه العربية ، تدرك أمريكا وإسرائيل خطورة وانعكاس عواقب تجميد عائدات الضرائب المستحقة للسلطة الوطنية الفلسطينية الأمر الذي يعني عجز السلطة الوطنية الفلسطينية على توفير فاتورة الرواتب لموظفيها البالغ عددهم أكثر من 160 الف موظف في الضفة والقطاع، بالإضافة للموازنات التشغيلية للوزارات والأجهزة الحكومية، وحيث ان الرواتب التي تبلغ أكثر من مائة وخمسون مليون دولار شهرياً، تعتبر المحرك الرئيسي لعجلة الاقتصاد الفلسطينية فإن الأزمة ستكون شاملة وعميقة، وستشل مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وسينتج عنها أزمات متتالية مرتبطة بها؛ الأمر الذي يهدد عملياً بتآكل السلطة ويهدد قدرتها على البقاء وينذر عملياً ببدايات تفككها وانتشار الفوضى في حال طول الأزمة. مما دفع التهديد بتفكيك السلطة أو حلها كنوع من التهديد الذي قد تلجأ إليه السلطة في حال استمرار التعنت الإسرائيلي والتوسع الاستيطاني والممارسات الاحتلالية، فقد هدد الرئيس أبو مازن بإعادة المفاتيح لضابط الإدارة المدنية، ، ، استخفت اسرائيل وامريكا بمخاطر تهديدات حل السلطة لنفسها؛ بل وذهبت أبعد من ذلك في التهديد الفعلي بحل السلطة في حال انتهجت السلطة ما سمته إسرائيل بالخطوات أحادية الجانب، في إشارة للجوء السلطة إلى المحافل الدولية وتدويل الصراع، ويوم أمس هدد الوزير شتاينتس بتفكيك السلطة إذا لم يتراجع أبو مازن عن الذهاب لمحكمة الجنايات الدولية. إن اللعب على وتر الخلافات الفلسطينية لعبه إسرائيليه أهدافها وغايتها مكشوفة وتخطئ إسرائيل بمراهنتها لإيجاد البديل لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية لأنها تدرك أن الفلسطينيين مدركون لأهداف وغايات إسرائيل ، وان الشعب الفلسطيني الذي اسقط مشروع الكيان الإسرائيلي لروابط القرى هو بقادر على إفشال مخططات إسرائيل للعب على وتر الخلافات الفلسطينية ، لان الفلسطينيون متمسكون بثوابتهم الوطنية ومتمسكون بالشرعية الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ، إن المسئولين الإسرائيليين يراهنون على حصان خاسر ولن ينجحو في إيجاد بديل عن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية بصفتها التمثيلية للشعب الفلسطيني ، الفلسطينيون حسموا خيارهم ولن يتراجعوا عن خياراتهم لمواجهة الكيان الإسرائيلي لانهاء الاحتلال الإسرائيلي وان إعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي هو من أولى أولوياتهم وان تمتين الوحدة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الانقسام هو هدف وطني استراتيجي ولن تنجح محاولات إسرائيل للعب على الخلافات الفلسطينية لان غالبية الفلسطينيين ملتفون حول قيادة الأخ الرئيس محمود عباس وحول قراراته وإستراتجيته لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي