احتضنت مدينة سنتياغو التشيلية نهاية شهر نوفمبر من العام الفائت لقاءا جمع ممثلين عن 8 فيدراليات فلسطينية بقارة امريكا اللاتينية دعت له الفيدرالية الفلسطينية هناك، تغيبت عنه الفيدرالية الفلسطينية بالبرازيل، السفير الفلسطيني بالبرازيل يبرر غياب فيدرالية البرازيل بأنها كانت مدعوة وهذا لا يجوز ويجب ان تكون مشاركة بالدعوة، اما رئيس الاتحاد عندما شئل اذا فيدرالية البرازيل ستشارك، اجاب بالنفي مدعيا أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وانصارها هم من وراء الدعوة.
السفير الفلسطيني بتشيلي عماد الجدع ابدى استعداده لافتتاح اللقاء وتغيب دون ذكر السبب ولم يرسل اي مندوب عنه، وعلى عكس ما نشر بوسائل الاعلام الفلسطينية من خلال الانترنت التي ذكرت مشاركة البرازيل واتحاد الجالية، فمشاركة البرازيل لم يكن لها علاقة لا بالاتحاد ولا بالتمثيل وانما كانت بصفة شخصية، وهذه المشاركة الرمزية تشكل تحديا للمؤلوف حيث يحتكر التمثيل النهج المهيمن، والمشاركة بطبيعتها ايجابية.
عندما تم الاتصال والاستفسار ببعض انصار الجبهة الشعبية قبل اللقاء للتأكد من صحة الشائعات، اكدوا انهم لا علم لهم بالاجتماع وانهم سيتصلوا بالمسؤولين عن الفيدرالية ليتأكدوا اولا اذا كان هناك اجتماعا ام لا، رئيس فيدرالية تشيلي ردا على الشائعات "اكد ان المبادرة هي فردية من قبل فيدرالية تشيلي، اولا للتعارف وثانيا لتبحث باوضاع الجالية الفلسطينية ومؤسساتها المهمشة على مستوى القارة وان الهيئة الادارية ليس لها علاقة باي طرف فلسطيني حزبي او حكومي، وانها تمثل الجالية الفلسطينية وتم انتخابها حسب الاصول ودستور الفيدرالية"
اهمية الاجتماع تأتي بمرحلة تهمشت بها المؤسسات الفلسطينية بالقارة وهذا اتى بالضرر عليها وجاليتنا وقضيتنا، فالمؤسسات الفلسطينية تم احتكارها واختطافها من قبل قوى وافراد، أن تطرح مبادرات من مؤسسات وافراد او مسؤولي مؤسسات تصب بإتجاه تنظيم الجالية وتفعيل مؤسساتها هذه المبادرات يجب ان تلاقي الدعم والتشجيع والتحريض من اجل انجاحها، فالتشكيك والرفض والاتهامات تدل على سوء نوايا اصحاب من يطرحها، حيث ان القضية والمبادرة والعمل ليست ملكا لاحد او حكرا على طرف.
بغض النظر عن النوايا لاجتماع تشيلي، الا ان النوايا كانت من اجل فلسطين والجالية الفلسطينية ومؤسساتها الوطنية والتمثيلية، فهي ايجابية بكل التفاصيل، ايجابية لان المشاركين بمجرد حضورهم كانوا حريصين على المصلحة الوطنية وفلسطين اولا والجالية الفلسطينية بالقارة ومؤسساتها ثانيا، أن تغيب فيدرالية البرازيل مشككة بأن من يقف وراء الدعوة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هو موقف يعبر عن النزعة العدائية ليس لفيدرالية تشيلي وأراء هيئتها القيادية، وانما للجبهة الشعبية بمواقفها المبدئية ونهجها الوطني والوحدوي، وموقف فيدرالية البرازيل التابع للنهج اليميني المهيمن والمسيطر لم يكن موقفها هذا مفاجئا وانما اعتادت على تكراره، فهي قاطعت كل الزيارات وحرضت عليها وكان اخرها زيارة القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال، وهكذا مواقف يجب نبذها ومحاصرتها وابعادها عن جسم الجالية والمؤسيات، لانها مواقف تصب بمزيد من التفتيت والانقسام وإدامة الازمة، فالهيئة الادارية للاتحاد مطالبة باتخاذ موقف من رئيسها اذا كانت هذه الهيئة حقيقة حريصة على المؤسسة الفلسطينية.
السفراء الفلسطينيون بالبرازيل وتشيلي، كان من المفترض ان تكون مواقفهم باتجاه تشجيع المبادرة الي ترمي الى تفعيل المؤسسات واعادة الاعتبار الى الجالية ومؤسساتها، فهم يتفقوا ان المؤسسات الفلسطينية مهمشة وغائبة،فاليوم نحن احوج الى مبادرات جوهرها تساهم بالنهوض بالعامل الذاتي وتطوير المؤسسات، فمبادرة تشيلي كان من المفترض على السفراء التواصل مع كل الاطراف من اجل تعزيزها وتطويرها وضمان مشاركة الكل كفرصة قد لا تتكرر لاحقا.
كذلك تبرير الغياب او الرفض بالمشاركة لاعتبارات ذاتية او فئوية هي ضارة، فلماذا الكوبلاك (الكونفدرالية الفلسطينية بقارة امريكا اللاتينية والكاريبي) لم يبادر الى الدعوة للقاء فيدراليات الدول للبحث بازمة الجاليات ومؤسساتها؟ فما زال امامنا الكثير من الوقت بانتظار دعوة من الكوبلاك للقاء يجمع كل الفيدراليات بقارة امريكا اللاتينية والكاريبي، فهل سيبادر الكوبلاك الى ذلك؟ كذلك فيدرالية البرازيل هيئتها الادارية غائبة لا وجود لها ولا تمثيل الا بمرافقة السفير، منذ عام 2007 تم بيع مقر جمعية فلسطينية، وثانية مهددة بالبيع، ثالثة بالمحاكم البرازيلية قد تذهب للمزاد العلني، ورابعة تم تأجير مقرها، وخامسة لا احد يعرف مصير قطعة الارض التي تعود ملكيتها لها، وسادسة وسابعة... ألخ.، هذا الواقع الا يفرض على قيادة الاتحاد دعوة كافة المؤسسات الفلسطينية بالبرازيل الى لقاءلايجاد حلولا للازمات القائمة؟ بدلا من تقول تقف موقف عدائي، ام أن رئيس الاتحاد بحكم توجهاته الفكرية والسياسية يرى بالافطار الاخرى والمواقف السياسية مواقف عدوة له ولفكره ولخطه السياسي؟ واذا تمت دعوة او خرجت أي مبادرة هل ستقف سفارة فلسطين او قيادة الاتحاد ضدها؟ وهل سيحرضوا عليها من اجل افشالها؟ اسئلة حبذا لو تجيب عليها سفارة فلسطين وقيادة الاتحاد للمؤسسات الفلسطينية.
جاليتنا الفلسطينية اليوم احوج الى قيادة تكون على قدر المسؤولية، سواء على مستوى القارة او الدولة الواحدة، ان المهمة الاساسية الاولى التي تقع على عاتق الجالية الفلسطينية والنشطاء العمل الجاد والمسؤول من اجل وقفة جدية ومسؤولة، تقع على عاتقهم مهمة بناء المؤسسات الفلسطينية، كما ان السفراء الفلسطنين والنشطاء من ابناء الجالية، مطالبين بموقف وطني فلسطيني وليس حزبي، مطالبين بالخروج من هذه الحالة والضغط اولا على قيادة الاتحادات من اجل تفعيل اتحاداتهم وعقد مؤتمرات الجالية، والحفاظ على المؤسسات، فالحالة واحدة بكل دول امريكا اللاتينية، وحالة البرازيل اخطرها، كما ان قيادة الاتحاد بالبرازيل مطالبة مباشرة بالدعوة الى تشكيل لجنة تحضيرية قادرة على القيام بمهامها من اجل عقد مؤتمر للجالية الفلسطينية تكون ضمن بنود النظام الداخلي دون اي تزييف أو تلاعب بانتخاباته، يضمن اوسع مشاركة من المؤسسات الفلسطينية والجالية، ولا يجوز لها ان تقف موقف الضد والتحريض ضد اي مبادرة، فبأمكانها الاستقالة وتسليم مفاتيح الاتحاد لافراد قادرين على حمل الامانة والمسؤولية تهمهم القضية والوطن والمؤسسات والجالية.
جادالله صفا – البرازيل
07/01/2015