مسيرة باريس للتنديد بالإرهاب دليل النفاق العالمي بتجاهل أسباب الإرهاب في الشرق الأوسط

بقلم: علي ابوحبله

المسيره المركزيه التي ستنطلق من باريس للتنديد بالإرهاب وذلك للتنديد بسلسلة الاعتداءات التي شهدتها العاصمه الفرنسيه وراح ضحيتها 17 شخصا وبمشاركة خمسون من قادة اوروبا هو دليل النفاق العالمي الذي يتعامل بمكيالين في موضوع الارهاب الذي يضرب منطقة الشرق الاوسط منذ ما يقارب اكثر من خمس سنوات ، وان مشاركة رئيس حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في المسيره ووزير خارجيته ليبرمان ونفتالي بينت وعضو الكنيست ايلي يشاي ما يدلل ان العالم يتجاهل الارهاب الصهيوني الممارس بحق الشعب الفلسطيني من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي واستمرار الاحتلال الصهيوني للأرض الفلسطينيه والشعب الفلسطيني والذي هو الارهاب بعينه ، وان هذا العالم الذي تغاضى عن جرائم اسرائيل ونتائج عدوانها الاخير على الشعب الفلسطيني في غزه وقيامها بهدم البيوت على ساكينها واستهداف دور العباده واستشهاد اكثر من ثلاثة آلاف فلسطيني وجرح الالاف مع استمرار المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بفعل الحصار الاقتصادي مما يدلل على حقيقة النفاق العالمي ، ان تجاهل اسباب الارهاب الذي يضرب الشرق الاوسط وتجاهل الارهاب الذي يضرب في كافة ارجاء الدوله السوريه والعراق ولبنان واليمن هو دليل ان امريكا وأوروبا وإسرائيل هم الداعمون والمغذون للإرهاب في المنطقه ، ان ما تتعرض له سوريا وفلسطين ولبنان هو بفعل المشروع الامريكي الصهيوني الاوروبي الذي يهدف الى اعادة تقسيم وترسيم المنطقه بما يخدم اهداف اسرائيل وتحقيق الامن لإسرائيل ، ان الهجوم على صحيفة شارلي هيبدوا الفرنسيه لنشرها صورا مسيئة للرسول الكريم سيدنا محمد هو دليل العنصريه المقيتة والبغيضة التي يحاول البعض تكريسها ضمن محاولات المس بمشاعر المسلمين واستعداء المسلمين ضمن سياسة التحريض المذهبي والديني تحت شعار الحرية التي يساء فهمها ، ان انعكاس السياسة الامريكيه والاوروبيه الخاطئة هو نتيجته الاعمال الارهابيه التي تضرب اوروبا وهي بفعل قيام هذه الدول بتغذية الارهاب في الشرق الاوسط ، ان من يدعم الارهاب الممارس ضد سوريا ولبنان والعراق وليبيا ويدعم المجموعات المسلحه من مختلف الجنسيات عليه ان يتحمل وزر اعماله وان حكومات دول اوروبيه دعمت وسهلت للمجموعات المسلحه الارهابيه لممارسة ارهابها في سوريا هي اليوم تدفع ثمن اعمالها في دعم المجموعات الارهابيه الذي اخذ يضرب اوروبا ، مسيرة باريس للتنديد بالإرهاب هي مسيرة نفاق في ظل تجاهل اسباب الارهاب في الشرق الاوسط ، ان احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينيه ومشروعها الاستيطاني هو الارهاب بعينه ولا بد لقادة العالم المشاركون في مسيرة باريس من عقد مؤتمر في العاصمه الفرنسيه لدراسة اسباب ومسببات الارهاب ومعالجته وان من اولى اولويات القضاء على الارهاب وضع حد لاحتلال اسرائيل للدولة الفلسطينيه والشعب الفلسطيني وضرورة تحمل المجتمع الدولي لمساءلة اسرائيل عن استمرار احتلالها وإجبارها على الانسحاب من كافة الاراضي الفلسطينيه والعربية وان تتوقف امريكا وأوروبا وحلفائها عن تغذية الارهاب في سوريا ولبنان والعراق واليمن ومصر وان توقف تسليح المجموعات الارهابيه وإغلاق معسكرات التدريب وتجفيف ينابيع الارهاب الذي يضرب اطنابه في الشرق الاوسط والذي يشكل خطر داهم على امن القارة الاوروبيه ، ان احترام ارادة الشعوب هو المدخل لتحقيق الامن والاستقرار وان محاولات التدخل في الشؤون الداخليه لدول الشرق الاوسط والتدخلات العسكريه من قبل اوروبا وأمريكا لتحقيق امن اسرائيل لن يجلب الامن والاستقرار لشعوب اوروبا والعالم ، ان الاوان للشعوب الاوروبيه ان تستيقظ من غفوتها وان تتحرر من الهيمنة الصهيونيه وان تتخلص من عقدة المحرقه اليهودية الهولوكوست وان تنفض عن نفسها الشعور بعقدة الذنب وان تتيقن هذه الشعوب ان حكوماتها التي تمارس الارهاب وتغذيه في العالم العربي سينعكس على امن هذه الشعوب وان سياسة هذه الحكومات تشكل خطرا يتهدد الامن والسلم العالمي ولا بد من صحوة حقيقيه لتحقيق الامن والاستقرار العالمي ونزع فتيل الصراعات التي لا مبرر لها وإنهاء احتلال اسرائيل لفلسطين ووقف الارهاب ضد سوريا ولبنان والعراق وليبيا ومصر واليمن والسودان ومختلف دول المنطقه لتحقيق الامن لأوروبا والعالم.