الهجمات في فرنسا مناسبة للانتهازية الإسرائيليه لتغذية العنصرية ضمن ترسيخ مفهوم يهودية الدولة

بقلم: علي ابوحبله

يحاول رئيس وزراء حكومة تسيير الاعمال للكيان الاسرائيلي نتنياهو استغلال احداث باريس بطريقه فجه وفاضحه وذلك ضمن عملية توظيف الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الساخرة في باريس والتي قامت برسم صور كاريكاتوريه ساخرة للرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الاعلام الاسرائيلي يستغل تصريحات المسئولين في الكيان الاسرائيلي لتحذير العالم من الخطر الذي يمثله الاسلام المتطرف وهي تحاول ان تربط الارهاب العالمي بقوى المقاومه الفلسطينيه المشروعه وقوى المقاومه اللبنانيه ضمن عملية توظيف دعائية في استغلال الهجوم من اجل تشجيع هجرة اليهود الفرنسيين ويهود اوروبا الى الكيان الاسرائيلي ، وكان رئيس تسيير حكومة الكيان الاسرائيلي نتنياهو قد عمل على الربط بين الارهاب الذي ضرب فرنسا وبين المقاومه المشروعه للشعب الفلسطيني ووضعهما في خانه واحده ضمن عملية خلط في محاوله للتأثير على الرأي العام الاوروبي وهي مزاعم اصبحت لا تلقى اهتماما في المحافل الدوليه ، حين يدعي نتنياهو في مخاطبته لليهود الفرنسيين ان اسرائيل ستبقى البيت الاكثر امنا ليهود العالم يتناسى نتنياهو ان اسرائيل الدوله الاكثر عنصريه في العالم وهي تقوم على العنف والقتل والتدمير وصور اشلاء الاطفال والشيوخ وهدم المنازل واستهداف البنى التحتية في عدوان اسرائيل على غزه ما زالت ماثله للعيان والرأي العام الاوروبي الذي تظاهر ضد الارهاب الاسرائيلي الممارس بحق الشعب الفلسطيني ، رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس في رده على ادعاءات نتنياهو قال ان يهود فرنسا مكانهم في فرنسا ، الانتهازية الاسرائيليه هي التي تدفع نتنياهو لاستغلال العمليات الارهابيه وتحييرها لصالح الكيان الاسرائيلي للإثبات على ان اسرائيل شريك العالم في محاربة الارهاب وهو الموقف نفسه فعله شارون عقب احداث الحادي عشر من سبتمبر 2009 وكل ذلك ضمن مسعى تمرير المشروع الصهيوني الاستيطاني وفرض الهيمنة الاسرائيليه على المنطقه ،نتنياهو يسعى لتغيير السياسة الفرنسيه وتحييرها لصالح سياسة حكومة الكيان الاسرائيلي ، كذلك يفعل منافسا نتنياهو للحصول على اصوات اليمين الاسرائيلي ، وزير الخارجية ليبرمان ووزير الاقتصاد نفتا لي بنيت ، حيث انهم جميعا يستغلون احداث باريس وتوظيفها في دعايتهم الانتخابية وجعلها رافعه لمشروع دفع اليهود الفرنسيين للهجرة الى الكيان الاسرائيلي العنصري ، في ظل غياب عربي لدحض الادعاءات الاسرائيليه والتصدي للانتهازية الاسرائيليه واستغلال الاحداث الارهابيه وتحييرها لصالح المخطط الصهيوني فان تصريحات المسئولين الاسرائيليين اغاظت الفرنسيين بشكل خاص تصريحات نتنياهو بان اسرائيل هي موطن يهود فرنسا وان رد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولا ند بالقول ان مكان يهود فرنسا هو فرنسا متعهدا ملاحقة معاداة السامية والقضاء عليها حسب تصريحه ، ان الانتهازية الاسرائيليه هي التي دفعت مكتب نتنياهو ليعلن عن ان ضحايا الهجوم على المتجر اليهودي في باريس سيدفنون في الكيان الاسرائيلي وقال مكتب نتنياهو في بيان له ان رئيس الوزراء لحكومة تسيير الاعمال نتنياهو قبل طلب اهالي الضحايا الذين قتلوا في العملية الارهابيه التي استهدفت متجر في باريس ليدفنوا في اسرائيل وأوعز الى جميع الدوائر الحكوميه المعنية بالمساعدة على جلب الضحايا للدفن في اسرائيل ومن المرتقب اجراء الجنازة يوم الثلاثاء ، وكان نتنياهو وغيره من المسئولين الإسرائيليين، قد استغلوا العمليات في باريس بكل الاتجاهات للمساس بفرنسا نفسها، واتهامها بالتساهل مع المتطرفين. وأطلقت أوساط مقربة من الحكومة الإسرائيلية، تحليلات تقول إن فرنسا تستيقظ متأخرا لما يدور على أراضيها، فلم تقر إجراءات قانونية ملائمة تتيح مراقبة نشاط الإرهابيين وردعهم في الوقت المناسب. وتتهم التحليلات الحكومات والرؤساء الفرنسيين بإتباع سياسة مسايرة للمتطرفين، بل وحتى منافقة لصالح الفلسطينيين، وأن ذلك تجلى في التصويت لصالحهم في مجلس الأمن، وطرح باريس مبادرة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية خلال سنتين.واعتبروا هذه السياسة رافعة لنشاط قوى الإرهاب إذ «بثت لهم إشارات ضعف». كما شككوا في القدرات المهنية لأجهزة الأمن الفرنسية.وقد اضطرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية لمطالبة هؤلاء الناطقين المتبجحين بقليل من التواضع. وتساءلت صحيفة «هآرتس»: «هل استطاعت إسرائيل وقف الإرهاب ضدها؟».وكان نتنياهو قد أظهر بلبلة تجاه المشاركة الإسرائيلية في مسيرة المليون الدولية في باريس تضامنا مع ضحايا الإرهاب. ففي البداية، قرر المشاركة بنفسه، بغرض تشجيع اليهود الفرنسيين، الذين يعيشون في حال توتر شديد بعد الاعتداء الدامي على حانوت بيع الأطعمة اليهودية الحلال. ولكنه تراجع فيما بعد، بدعوى الأسباب الأمنية. بيد أنه غير رأيه مرة أخرى، عندما علم بأن وزيريه بنيت وليبرمان أعلنا أنهما سيسافران. فكل منهما يتربع على رأس حزب يميني ينافس نتنياهو على الأصوات نفسها، فقرر السفر.والتقى نتنياهو، أمس، مع الرئيس الفرنسي، وكذلك مع رؤساء الجاليات اليهودية فيها. وعاد ليكرر دعوته إلى اليهود بأن يهاجروا إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن الفرنسيين شكلوا أكبر مجموعة مهاجرين لإسرائيل في السنة الماضية (نحو 7 آلاف)، وتجاوزوا لأول مرة عدد المهاجرين من روسيا. نتنياهو ينتهز ويستغل الاحداث الدوليه لتسويق الكيان الاسرائيلي

وخلال العدوان الأخير على غزة، شنّ نتنياهو وحكومته حملة علاقات عامة دولية، لتشبيه حركة "حماس" بتنظيم "داعش"، لكنّ هذه الحملة لم تؤتِ الثمار المطلوبة منها، ما أدى لتراجعها بعض الشيء، إلى أن حدثت الإعتداءات في فرنسا، فأعاد حملته بغطاء جديد.

وكان نتنياهو، حثّ فرنسا والدول الأخرى التي تواجه أعمالا مثل الهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو" على أن تتوحد وتشن حملة واسعة النطاق ضد ما اسماه "الاسلام المتطرف". وقال نتانياهو إن فرنسا واسرائيل و"الدول المتحضرة" تواجه التهديد نفسه، وذلك عند استقباله السفير الفرنسي لدى اسرائيل باتريك ميزوناف الذي نقل اليه تعازي اسرائيل.

وقال نتنياهو "هؤلاء الارهابيون يقتلون صحافيين في باريس ويقطعون رؤوس عمال اغاثة في سوريا ويخطفون تلميذات في نيجيريا ويفجرون كنائس في العراق ويقتلون سياحا في بالي، ويسعون لصنع اسلحة نووية في ايران". وأضاف "إنهم يحملون تسميات مختلفة مثل تنظيم الدولة الاسلامية والقاعدة او حتى حماس وحزب الله"، لكن "يحركهم الحقد نفسه والتعصب نفسه المتعطش للدماء".نتنياهو وفي سياق حملته الدعائيه وانتهازيته وعنصريته تناسى جرائم اسرائيل وممارستها للارهاب بحق الفلسطينيين وتناسى مجازر غزه وقانا وبحر البقر والعديد العديد من المجازر التي ارتكبتها قوات الكيان الاسرائيلي ، لقد تناسى نتنياهو دعم حكومته للارهاب الممارس ضد سوريا وتحالف حكومته مع العديد من المجموعات الارهابيه المسلحه في سوريا وتقديم الدعم التسليحي وفتح المشافي امام جرحى هذه المجموعات ، اسرائيل تدعم الارهاب الممارس في المنطقه وبخاصة في سوريا ولبنان والعراق وسيناء وهي تمارس الارهاب في فلسطين وتعمل على تغذية الحرب الطائفيه وتغذي العنصريه البغيضه في المنطقه وتعمل على ترسيخ فرض وجود دوله عنصريه يهوديه اصوليه متطرفه ، هذه المواقف الانتهازيه جعلت الامين العام للامم المتحده بان كي مون من التحذير من استهداف المسلمين المقيمين في فرنسا بصفة خاصه واوروبا بشكل عام ، عبر شن أعمال انتقامية ضدهم في أعقاب الأحداث التي شهدتها العاصمة الفرنسية باريس الأسبوع الماضي.وقال بان كي مون، في بيان له، في وقت متأخر مساء الأحد، وصل الأناضول نسخة منه: "في أعقاب أحداث هذا الأسبوع في باريس، فإنني أحذر من استهداف المسلمين بأعمال انتقامية؛ لأن التحيّز غير المبرر من شأنه أن يصب في صالح الإرهابيين والمساهمة في دوامة من العنف".ودعا بان كي مون إلي "ضرورة حشد الجهود لتعزيز التسامح والتفاهم"، مشيرا إلي أنه "في الأسبوع الماضي وحده، شهد العالم تفجيرات مروعة ووحشية، وذات بعد طائفي في الغالب، ويتعيّن علي المجتمع الدولي أن يعالج هذا العنف والانقسام بشكل لا يؤدي إلى تفاقم المشاكل ويضمن احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون". ان محاولات قادة الكيان الاسرائيلي لاستغلال الاحداث وتحييرها لصالح الكيان الاسرائيلي ضمن مسعى لشيطنة الاسلام والمسلمين وإلصاق صفة الارهاب بالفلسطينيين هو جريمة عنصريه لا تقل خطورة عن الارهاب الممارس اليوم وان الانتهازية الاسرائيليه تدفع لتوتير الاجواء ضمن مسعى يقوم على ترسيخ وجود اسرائيل ككيان عنصري ضمن مفهوم وأصول يهودية متطرفة مما يزيد في التطرف ويهدد الامن والسلم العالمي وان هذا يتطلب موقف عربي اسلامي لأجل التصدي للانتهازية الاسرائيليه والإرهاب والتطرف الاسرائيلي الذي يشكل خطرا داهما يستهدف الامن والسلم العالمي.