المتابع للإعلام العبري في السنة الأخيرة لاحظ شكوى اليهود في أوروبا من تصاعد العداء ضدهم، وقد دأبت السفارات الإسرائيلية في أوروبا كتابة التقارير التي تتحدث عن تنامي ما يسمونه العداء للسامية، واشتعال كراهية اليهود في رأس شباب أوروبا نيراناً، واعتداءات على المقابر، وحرائق للكنس، بل تطورت الكراهية إلى حد الاعتداءات الجسدية، وملاحقة اليهود في المركبات، ومطاردتهم في المطاعم، وفي مدارسهم ومعابدهم، لذلك كانت التوصية إلى يهود أوروبا بتجنب وضع الطاقية على الرأس، وقص الذوائب، وعدم التحدث بالعبرية.
وكلما تطور الإرهاب الإسرائيلي ضد الفلسطينيين كلما تطورت كراهية الغرب لليهود، حتى بلغت مداها أثناء العدوان على غزة، فكانت المسيرات الحاشدة التي نظمها الأوروبيون في عواصمهم اعتراضاً على تطور الإرهاب الإسرائيلي، حتى غدت الوحشية في العدوان على غزة هي القشة التي كشفت وجه اليهودي البشع على مستوى العالم، وفضحت إرهاب دولة تفرز من سلوكها جميع البشر، ليجسدوا ذلك حراكاً في البرلمانات الأوروبية التي شرعت بالاعتراف بدولة فلسطينية كإحدى دلائل الكراهية للغطرسة الإسرائيلية، وتجبر القوة في الشرق.
لقد فشلت الدولة العبرية بكل وسائل أعلامها في غسل وجه إسرائيل الإرهابي أمام الرأي العام، حتى إذا جاء الاعتداء على مقر الصحيفة الفرنسية، ومن تلاه من سيناريو تصفية المهاجمين في متجر يهودي، ومقتل أربعة يهود، ليكون بمثابة المنقذ لليهود من وحل الجريمة، لتكشف تسلسل الحدث بأن ما تم هو عمل مسرحي لا يبتعد عن أسلوب القص والتركيب.
فهل كان العقل اليهودي الخبيث وراء الأحداث في فرنسا؟ هل رتبت المخابرات الإسرائيلية التفجيرات السينمائية الأخيرة؟ ولاسيما أن رئيس جهاز الموساد، وكل طاقم الشين بيت يقيمون في فرنسا هذه الأيام، ويطرح وجودهم أسئلة مبهمة، لن نجد لها جواباً إلا في المشاهد السخيفة للمظاهرة الكبيرة التي نظمها اليهودي هولاند رئيس فرنسا، ودعوته لعشرات الرؤساء من أصدقاء اليهود لمشاركته في مأتم اللطم والدموع؛ الذي يهدف إلى العودة بذاكرة الرأي العام العالمي إلى صورة اليهودي المظلوم المقتول المطارد المحروم من وطنه.
حتى هذه اللحظة فإن الإسلام بريء من الإرهاب، والمسلمون في حالة دفاع أمام الطائرات والصورايخ والقنابل، والشواهد التاريخية تؤكد أن التشويه على الإسلام ليس جديداً في عرف اليهود، والإساءة إلى النبي محمد عليه السلام ليست وليدة هذه المرحلة، فقد ظهرت أحقاد اليهود حين طالبوا بالتعويض المالي عما لحق يهود بني قريضة ويهود الجزيرة العربية من ضرر على عهد الرسول، وظهر ذلك من خلال عارضة الأزياء اليهودية الألمانية كلوديا شيفر قبل ثلاثين عاماً وهي ترتدي فستان سهرة مطرز بآيات من القرآن الكريم. وظهرت بشكل يغيظ، ويثير كل من آمن بالله واليوم الآخر.
إن دعاة التطرف على مستوى العالم هم اليهود، وهم ممارسو الإرهاب عملياً على أرض العرب، وهم من نشر التطرف الديني على مستوى العالم، واليهود هم من جسد التعصب الأعمى لمعتقداتهم الخرافية إلى حد الانغلاق عن المجتمع الدولي، والعيش في تجمعات تستجلب كراهية الآخرين، ولاسيما حين ترى فيهم أقل شأناً.
لقد نجح اليهود حتى الآن في حرف بوصلة السلام العالمي، ونجحوا في تحويل كراهية لليهود المغروسة في نفوس البشر على مستوى التاريخ والجغرافيا، نجحوا في تحويلها إلى حرب بين المسيحيين والمسلمين، ليخرج من بينهم اليهود سالمين.
إن ما يقال عن حرب على الإرهاب، هي في الحقيقة حرب يهودية على الإسلام بأدوات مسيحية، وبمساعدة بعض العرب والفلسطينيين، وهذا ما يستوجب الحذر، وهذا ما يملي على نخبة علماء المسلمين الأذكياء بأن يدعو إلى لقاء تصالحي بين الدين المسيحي ودين المسلمين المتسامح، بهدف الالتفاف على مكر اليهود.