كفّوا عن الإساءة للأنبياء برسوماتكم

بقلم: عطاالله شاهين

أخطأ رسامو الكاريكاتير في صحيفة شارلي ابيدو حينما أقدموا على رسم رسومات كاريكاتورية مستفزة تسخر من نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام ، باقتناعهم بأن خرابيشهم إنما هي حرية تعبير، لأن مثل هكذا رسومات تستفز وتمسُّ مشاعر المسلمين في كافة أنحاء العالم ، فهُم ( الرسامون) بفعلتهم السيئة هذه أغضبوا الكثير من سكان المعمورة ومن كافة الديانات .

إن ما قامت به صحيفة شارلي ابيدو إنما كان استفزازا للمسلمين ، ولا يحق لها أن ترسم أو تخربش بحجة حرية النقد والتعبير ، وخاصة رسومات تسخر من أنبياء ، ولكن بابا الفاتيكان لم يقصّر بانتقاده وإدانته بما أقدمت عليه صحيفة شارلي وقال : هناك حدودا لحرية التعبير ومن الخطأ استفزاز الآخرين من خلال اهانة إيمانهم ، وشدد على أن" لكل ديانة كرامتها".

وصدق المفكّر الفرنسي مونتسكيو حينما قال تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين ، ولهذا لا يمكن أن يقوم المرء بانتهاك حرية الآخرين من خلال تجريحهم ، لأن المُساء إليهم لهم الحق في انتقادك أو اهانتك أو فعل أي شيء غاضب يكون له ردة فعل على إساءتك لهم..

لقد أساء الرسامون الفرنسيون برسوماتهم وتعدوا على الحرية ، لأن الحرية لا تقول أهِنْ آراء الآخرين ، بل انتقدها أو تعمق في مفهومها أو تجنب الصمت أو لا ترسم شيئا مسيئا للأنبياء ، ولا يجب الإساءة لأي نبي مهما كان اعتقاده حتى لو كان نبيا من ديانات غير توحيدية ، لأنك في النهاية تسيء لنفسك فالأنبياء لهم احتراماتهم وقدسيتهم عند كل الأديان.

فعلى الكتاب ورسامي الكاريكاتير أن لا يقوموا مرة أخرى باهانة ديانات وأنبياء من خلال رسم ساخر أو مقالة أو خاطرة تسيء للأنبياء بحجة حرية الرأي والتعبير، لأنه سيكون فيها مساس خادش وجارح لمشاعر الآخرين مهما كانت ديانتهم ومعتقداتهم ، ومن المؤكد سيكون هناك ردات فعل كما حصل مع شارلي ايبيدو.