حلف نصر الله يتحدى حلف نتانياهو

بقلم: فايز أبو شمالة

وسط الضعف والهوان العربي خرج السيد حسن نصر الله بكلمات قاصمة لظهر حلف نتانياهو الذي أعلن عن تشكله مع دول عربية لمحاربة المقاومة ومحاصرتها في غزة.
ووسط فرحة اليهود بمسيرة باريس، وما رافقها من دعوة نتانياهو ليهود فرنسا بالقدوم إلى إسرائيل، جاء تصريح السيد حسن نصر الله ليقول لهم: لا تصدقوا الوهم، إنها الحرب قادمة مع إسرائيل، ولن يكتفي العربي المقاوم باسترداد الجليل الفلسطيني من الصهاينة.
حديث السيد حسن نصر الله عن المقاومة، واحتلال مدن إسرائيلية لأول مرة في تاريخ المنطقة لا يدخل ضمن دائرة الحرب النفسية، ولا هو حديث عابر طريق، بل هو حديث مسنود بالتجربة، وله ظهير مادي من التفوق ترتعب منه المدن الإسرائيلية، وتعمل له أجهزة الاستخبارات ألف حساب، وتخشى من عبوره الحدود، واختراقه حصار غزة، ولاسيما أن السيد حسن نصر الله قد لخص معادلة الصراع في المنطقة بجملتين حين قال: إن حركة حماس حركة مقاومة، ونحن حركة مقاومة، وإيران دولة تدعم المقاومة.
وكم نحن بحاجة في فلسطين إلى توثيق العلاقة مع محور المقاومة لإسرائيل كي نواجه محور المساومة الذي تحدث عنه ليببرمان بعد لقائه السري مع شخصيات عربية وفلسطينية في أوروبا، ليرتب معهم الحلول والتعايش الآمن لبعض حكام العرب تحت ظل العلم الإسرائيلي
وكم نحن بحاجة في لبنان إلى مزيد من الفعل الميداني القادر على هز وجدان أولئك الذين جرفهم الإعلام الغربي والعربي؛ الذي تمثل فضائية العربية أهم ركائزه، والذي صور حزب الله على هيئة غاصب، وصور إيران على هيئة شيطان يحاصر ملائكة السياسة العربية، الذين ينسقون أمنهم مع إسرائيل، بعد أن أغرقوا المنطقة في لجة الطائفية، وتجاهلوا مشهد باريس، الذي أكد على حقيقة الصراع القائم بين مندسين على الدين المسيحي، وبين الإسلام الذي يحلق بالتسامح والموعظة الحسنة بأجنحته المذهبية السنية والشيعية.
حديث السيد حسن نصر الله عن تواصل العلاقة مع كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، رغم التباعد الذي حصل مع حركة حماس نفسها، هذا الحديث المسئول يؤكد على أن الصراع مع العدو الإسرائيلي هو الناظم لحلف المقاومة العربية والإسلامية، ويؤكد في الوقت نفسه أن التبعية لأولئك الحكام الذين صار أمنهم جزاءً من أمن إسرائيل، هي نقطة الافتراق والخلاف والانشقاق على مستوى الأمة.