حزب يقاوم حتما سيدفع الشهداء ومقاومته ستكتب تاريخ مجيد

بقلم: عباس الجمعة

ما حدث في القنيطرة من عدوان صهيوني باستهداف عدد من المقاومين الابطال هو جريمة من جرائم ومجازر صهيونية،ليس بمعزل عن ما حدث ويحدث في فلسطين ،وما يحدث في سورية،فالهدف واحد وهو رأس وخيار ونهج المقاومة،ونفس الذين ساندوا ودعموا ووفروا الغطاء للعدوان من قوى استعمارية ورجعيه ، وما جرى من عدوان على الققنيطرة في الجولان العربي السوري تم بغطاء من قبل الامبريالية الامريكية وحلفائها والتي بدلاً من إدانة العدوان الإسرائيلي على حزب الله والمقاومة وتقديم الدعم والمساندة لها،وفرت الغطاء السياسي لإسرائيل لضرب حزب الله والمقاومة، اضافة الى ما تؤكده التجارب السابقة حيث يهرب القادة الصهاينة من اهتزاز الوضع الداخلي ومن الأزمات السياسية والحكومية إلى الحروب ليشدوا عصبهم الانتخابي ويضمنوا التحكم بنتائج الانتخابات من خلال موجات التطرف العدواني .

ومن هنا نرى ان هذا العدوان يأتي بهدف جس نبض وخاصة بعد المعادلات التي اعلنها السيد نصر الله الذي انذر بتحرير الجليل وما بعد الجليل ، وان ما اقدمت عليه حكومة العدو تحت يافطة اختبار توازن القوى الفعلي والقدرات الدفاعية المتوافرة لدى المقاومة وهي دون شك تضاعفت كثيرا عما كانت عليه في حرب تموز.

ان المرحلة ستثبت للقادة الصهاينة أي مهلكة قرروا دخولها اما المقاومة فإنها كما تبين سيرتها التاريخية فهي تزداد صلابة وإقداما بالشهداء وبالدماء الغالية وهي مدركة لطبيعة الصراع مع الكيان الصهيوني ولما يستلزمه من تضحيات وما يحتمله من خسائر كبيرة من الكوادر القيادية والمجربة ومن ثغرات امنية قد تنشأ هنا أم هناك في سجال الحروب المعقدة والمتشابكة .

ان هزيمة المخطط الاستعماري التفتيتي على سورية انه عكس مشاريع التمزيق والتقسيم حيث باتت سورية ولبنان وفلسطين محور المقاومة القادر على قلب الطاولة وتغيير المعادلات وإسرائيل القلقة والخائفة من ظفر إيران باعتراف مكتمل بحقوقها النووية السلمية ومن تنامي دور المقاومة اللبنانية في سورية والمنطقة سوف تغير قواعد اللعبة وسوف تواجه إسرائيل ما لم يكن في حسبانها.

إن العدوان الهمجي على القنيطرة وسقوط عدد من شهداء المقاومة ،يتطلب بشكل واضح وملح أن هناك مسؤوليات كبرى تقع على عاتق القوى والأحزاب والحركات الإسلامية والوطنية والقومية والثورية العربية وجماهير أمتنا العربية،في دعم صمود ومساندة المقاومة وحزب الله وشعبنا الفلسطيني اكثر من مسيرات ومهرجانات ومؤتمرات وتنديدات واستنكارات،ففي الوقت الذي تضحي المقاومة في لبنان بعدد من شهدائها والشعب الفلسطيني يدفع مئات الشهداء والجرحى،بات مطلوباً أن تدفع تلك القوى والجماهير دما في سبيل دعم وحماية المقاومة، وبالتالي التحركات الجماهيرية الجدية والتي لها فعل وممارسة على الأرض وحدها الكفيلة بدعم صمود المقاومة في المنطقة ومساندة شعبنا الفلسطيني، لأن المعركة قادمة والمواجهات المباشرة قادمة عندها فقط سيعلم القاصي والداني قدرات المقاومة وحلفائها,فحلف المقاومة إلى جانبه سوريا وايران وفلسطين وهو اليوم الموعود الذي ننتظره بتحقيق الانتصارات .

حزب الله ،حزب مقاوم بالفعل لا بالقول ، حزب كان له شرف تحرير الجنوب اللبناني،وكان له شرف تحرير الأسرى اللبنانيين من سجون الإحتلال الصهيوني،وكان له شرف هزيمة العدوان الصهيوني- الأمريكي عليه وعلى المقاومة اللبنانية في تموز 2006، وكان له شرف المشاركة في تحرير القصير ويبرود والقلمون من أيدي عصابات القتل والإرهاب التكفيرية من ما يسمى بجبهة النصرة وداعش ، حزب الله بسلاحه ومقاومته وصموده وقيادته الصلبة والمتماسكة والمتسلحة بالإرادة والعارفة لأتجاه البوصلة،شكل توازن رعب مع العدو الصهيوني،ومنعه من إستباحة أرض لبنان برا وبحرا وجوا ، حزب الله كان دائماً الحريص على صيانة السلم الأهلي والإستقرار في لبنان،حزب الله الذي واجه الارهاب ومصدره ،حزب الله وقف الى جانب المقاومة الفلسطينية،ودفع ثمن ذلك شهداء ومعتقلين،من أجل ايصال السلاح للمقاومة الفلسطينية في غزة، سيكون قادرا على إلحاق الهزيمة مرة اخرى بالكيان الصهيوني .

شهداء المقاومة في القنيطره هم شهداء حزب الله والجمهورية الاسلامية في ايران صحيح ، ولكن هم شهداء فلسطين ولبنان وسوريا والامة العربية ، إن دماء الشهداء العميد "محمد عليُ الله دادي" احد قادة حرس الثورة الاسلامية وفي مقدمتهم الشهيد والمجاهدين الابطال الشهيد القائد محمد احمد عيسى والشهيد المجاهد جهاد عماد مغنية والشهيد المجاهد عباس ابراهيم حجازي والشهيد المجاهد محمد علي حسن والشهيد المجاهد غازي علي ضاوي والشهيد المجاهد علي حسن ابراهيم الذين استشهدوا دفاعاً عن المقاومة وحماية المشروع القومي العربي في سوريا وفلسطين وغيرها،ستزهر فجرا وحرية لشعوبنا العربية، والتي تستهدفها المشاريع الغربية الإستعمارية والأمريكية والصهوينية.

ان حزب الله ومقاومته اليوم يتفوقون بإمتياز، على كل الأحزاب الثورية والتقدمية،من خلال رهانه على المقاومة، بالقول والفعل،له مصداقية عالية،ليس فقط بين جماهيره،بل عند كل المناضلين والمقاومين والثوريين في العالم،قيادته قوية ومتماسكة،موحدة الإرادة،لديها برنامجها واستراتيجيتها الواضحتين.

وفي ظل هذه الظروف نقول ان الذين يريدون تجريدنا من عناصر قوتنا ، يريدونا ان نتجرد من الكرامة ونرفع رايات الاستسلام و نحني رؤوسنا للأعداء , يريدون أن نتحول إلى مجرد بشر يأكلون و يشربون يقتاتون من فتات الموائد و عطاءات الحكام.

المقاومة هي الكرامة و العزة وهي التي تردع المحتل وتحفظ الحقوق وتسير بالشعب نحو المستقبل ، والأوطان لا تستحضر إلا بالتضحيات و للحرية ثمن يتحول من خلاله الشهداء و الجرحى و أسرى الحرية القمر الذي يضيء ليلنا، ومن هنا نؤكد على تجارب المقاومات في لبنان وفيتنام والجزائر كيف قاومت الاحتلال ، وكيف انتصرت .

ونحن اليوم نشارك عائلات الشهداء ابطال المقاومة في القنيطرة بالجولان العربي السوري الذين التحقوا باخوانهم القادة عماد مغنية وعباس الموسوي وراغب حرب نشارك حزب الله وعلى رأسه سماحة سيد المقاومة الامين العام لحزب الله السيد المجاهد " حسن نصرالله و المقاومة الوطنية اللبنانية ولبنان الشقيق وشعبه الذي احتضن فلسطين في قلبه وقدم التضحيات في سبيلها ، لنقول ان مسيرة شهداء لبنان وفلسطين التي تعمدت بالتضحيات ستشكل منارة مضيئة في تاريخ امتنا .

لقد اكدت المقاومة في لبنان اخلاصها ودعمها للمقاومة في فلسطين وقدمت التضحيات كما قدم شعبنا تضحيات جسام منذ انطلاقة ثورته الفلسطينية المعاصرة وكان قمر المقاومة الشهيد القائد عماد مغنية رمزا لهذه المقاومة وسيد الشهداء عباس الموسوي وشيخ المجاهدين راغب حرب والقادة محمد سعد وجورج حاوي ، كما كان شهيد فلسطين والامة ورمزها القائد ياسر عرفات والقادة العظام ابو العباس وابو علي مصطفى وابو عدنان قيسى والشيخ احمد ياسين وفتحي الشقاقي ، وكذلك شهداء المقاومة في لبنان وفلسطين التي تعانقت ارواحهم الطاهرة لتنبت انتصارات تضيئ لنا الطريق نحو الفجر الاتي.

وفي هذه اللحظات التي نشارك ونودع مع المقاومة في لبنان شهداءها ، نؤكد ان الشعب الفلسطيني متسلح بارادة النضال والمقاومة وتمسكه بمنظمة التحرير الفلسطينية الكيانية السياسية للشعب الفلسطيني على كافة المستويات مهما حاول البعض المساس بهذه الكيانية .

لذلك فإن الردّ سياسة حكومة العدو وعلى كافة المشاريع والمخططات الصهيونية والامريكية يكون بوحدة الصف الداخلي ووحدة الموقف العربي، وهذا يتطلّب خطابا يجمع ولا يفرّق ، فمقاومة الاحتلال تتطلب وحدة الموقف التي تهدد الكيان وحلفائه، فهي توّلد المناعة وتحصّن المقاومة ، هكذا نستخلص من تضحيات الشهداء الرسالة ، وحتى نكون أوفياء للشهداء يجب علينا ان لا نقف امام الصغائر ويجب ان نتعالى من اجل الدفاع عن المقاومة ، هذا ما تعلمناه من القائد الكبير الرمز الامين العام الشهيد ابو العباس ، جتى تبقى المقاومة خيار الشعوب من اجل تحرير الارض والانسان وبذلك نحافظ على الدماء الذكية التي سالت من اجل عزة امتنا المجيدة.

نعم حزب يقاوم، حتما سيدفع الشهداء،فمجاهدي المقاومة يدهم على الزناد فهو فوارس ميدان، قدرهم الشهادة التي تمّ اختيارها على فوهات البنادق، التي لا تنحني أمام غطرسة عدو همجي ارهابي، فهؤلاء المجاهدين والمناضلين الابطال اخذوا على عاتقهم تحرير الارض واستعادة فلسطين, ورسموا الحياة طريق حق ونضال وعزة وافتخار، هذا هو قدر الشرفاء الذين ارتضوا الشهادة درباً للحقيقة ، كنا نتطلع الى موقف رسمي عربي يدين هذه العدوان ، لان بوصلة المجاهدين هي فلسطين ، حيث رسم هؤلاء الابطال بدمائهم خط المقاومة المتمد من لبنان الى فلسطين مرورا بسوريا وايران ، ولكن حكام الدول العربية لا يعنيهم سوى بناء الأبراج ودعم الارهاب والعمل من اجل شطب حقوق الشعب الفلسطيني، لكن نقول لهم كلنا مقاومة ضدّ الكيان الصهيوني العنصري، كلنا شهداء من أجل فلسطين،وان المقاومة سثبتت أنها قادرة على صنع النصر وهي رافعة راية الحق عالياً مهما كلفها ذلك من ثمن وتضحيات.،فلأرواح شهداء المقاومة، ،ألف تحية وسلام، فأنتم مشاعل ستنير الدرب والطربق، لكل المناضلين السائرين على هديكم ونهجكم.