في ذكرى مرور اربعين يوما على استشهاد القائد / زياد أبو عين ..

بقلم: مازن صافي

رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، زياد أبو عين ، في ذمة الله .. ليس خبراً عاديا يمر بك أو تمر به وتمضي ويمضي .. انه خبر أفجع فلسطين من بحرها إلى نهرها وفي كل مكان فوق الأرض .. الشهيد القائد الوزير المناضل المقاوم أبو طارق، كان على موعد مع القدر مع الشهادة مع صدقه مع الله، وكانت أخر كلماته التي تركها لكل قرائه وأصدقائه :"هذا جيش الإرهاب , والاحتلال يمارس الإرهاب بحقنا وعلى أرضنا , وهم يقومون بالاعتداء علينا , وهذا جيش الإرهاب يمارس القمع بحق شعبنا"، وسبقها نداء سجله على صفحته الشخصية "بالفيسبوك"

حيث كتبت : "يا كل من يعشق الأرض غداً صباحاً الأربعاء بمشاركه الأخ أبو جهاد العالول وهيئة المقاومة واللجان الشعبية وأهالي القرى ودعم الزراعة والإغاثة والتنظيم، وبحضور مؤسسات دولية، وفي اليوم العالمي لعقوق الانسان سيكون اليوم الوطني لسواعد الأرض الساعة العاشرة صباحاً أمام بلديه ترمسعيا معاً لفلسطين حرة"" . لقد كان الشهيد/ زياد أبو عين من سواعد الأرض الصناديد والأوفياء والصادقين .. ولقد شعرت بالضيق والحزن الشديد حين وصلني الخبر بعد استشهاده بدقائق، ونزل علينا كالصاعقة .. استشهد زياد أبوعين "أبوطارق" إثر تعرضه لهجوم جسدي واستنشاقه للغاز المسيل للدموع الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون على المسيرة السلمية التي نظمها أهالي القرية احتجاجا على مصادرة أراضيهم. في العام 1977 حين اختطفته القوات الامريكية لتسليمه الى القوات الاسرائيلية الاحتلالية، وفي داخل الزنزانة 1413 ومن سجن شيكاغو قال الشهيد زياد: " اسمي ليس مهما .. اكتب هناك عربي اختطف في أمريكا وسيسلم الى (إسرائيل)، لم تسلمه العصابة الخاطفة، بل سلمته الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي (اسرائيل) سينضم الى عشرات الأولوف من السجناء أمثاله وقد يخرج من السجن أو يموت فيه ولكن ما يصيبه هو نفس ما يصيب ربع مليون فلسطيني " .

واستمر اعتقاله ثلاثة سنوات، وتحولت قضيته الى قضية عالمية حركت الضمير العالمي واشعلت المظاهرات في شتى عواصم العالم ، مما ادى الى عقد عدة اجتماعات من هيئة الامم المتحدة ولجان حقوق الانسان والجامعة العربية ، حيث صدرت عدة قرارات دعت الولايات المتحدة الأمريكية الى عدم تسليمه للاحتلال. زياد أبوعين "أبوطارق" قائد فلسطيني، له اسمه ومواقعه ومواقفه، و شغل العشرات من المواقع والمناصب، ومنها عضو اتحاد الصناعيين الفلسطينيين عام 1991، ومدير عام هيئة الرقابة العامة في الضفة الغربيه عام 1994م ، ومدير هيئة الرقابة الداخلية في حركة فتح في الضفة الغربيه 1993م، رئيس رابطة مقاتلي الثورة القدامى 1996م، عضو اللجنة الحركية العليا لحركة فتح 1995م ، عضو هيئة التعبئة والتنظيم ( رئيس لجنة الاسرى ) في مجلس التعبئة 2003- 2007 ، وكيل وزارة الأسرى والمحررين 2006 لغاية تاريخه ، عضو منتخب في المجلس الثوري لحركة فتح حتى تاريخ استشهاده.

الشهيد القائد زياد ابوعين، هو نسيج الوطن وانسان اتصف بالزهد والبساطة وروح التضحية، مقدام لا يعرف الهزيمة، شجاع لا يعرف التراجع، يمتلك الأنفة والكبرياء الوطني ضد الاحتلال وفي مواجهة قطعان المستوطنين وعصابات الإرهاب .. انه من زمن العمالقة وشموخهم. لقد استشهد فوق ارض المعركة، في معركة الاشتباك وفي مسيرة صد الاستيطان وضد بقاء الاحتلال وتغوله فوق أرضنا المحتلة.،وقد أعلن الرئيس محمود عباس، الحداد ثلاثة أيام على استشهاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد أبو عين.
قال تعالى :"وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ ".

 ملاحظة / تم نشر المقال وتوزيعه في مجلة الذاكرة الوطنية في ذكرى التأبين برام الله .
بقلم د.مازن صافي