العدوان الإسرائيلي على مجاهدي حزب الله في منطقة القنيطرة بسوريا من خلال استهداف سيارتيهم بصاروخين أطلقتهم هليوكبتر إسرائيلية، واستشهاد عدد من كوادر مجاهدي حزب الله هي عملية استخباراتية. وهذا واضح من تفحض نمطيتها واستهدافها لا يمكن القول بعشوائيتهاـ، بل أنها مبنية على معلومات استخباراتية، فبغض النظر عن رد فعل المقاومة الإسلامية على هذا الاعتداء، لا بد من إجراء تحقيق شامل في الموضوع لمعرفة أين وكيف تم التسريب الاستخباراتي.للمعلومات؟!
استهداف الشهيد جهاد عماد مغنية له رمزيتة، فهو ابن أيقونة مجاهدي المقاومة الإسلامية الشهيد الحاج عماد مغنية. هذا الاستهداف يقول إن الضربة هي رد إسرائيلي على مقابلة سماحة السيد حسن نصر الله مع الأستاذ غسان بن جدو، وما أحدثته من هزة داخل المجتمع الصهيوني. وما إصدار لاتحة اتهام للشهيد جهاد من قبل الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إلا للتمويه! فالشهيد مستهدف بشخصه لما يمثل من قيمة أخلاقية لدى خط المقاومة، فاغتياله يمثل ضربة لحزب الله تحط من أخلاقه ومعنوياته. تماما كما أن وضع العملية ضمن سياق الحملات الانتخابية أيضا هي عملية تمويه.
ثم العربان كعامل؛ فكما لجأ العربان إلى إسرائيل لتسليح مصطفى البرزاني وتبرعوا بتمويل الصفقة، وكما لجأ العربان إلى جونسون لضرب عبدالناصر، هاهم يلجأون لإسرائيل لضرب خط المقاومة! لذا لا يمكن أن يستبعد المرء في التحليل عملية الحاح العربان على الدولة العبرية على القيام بمثل هذه الخطوة، بحجة أنه أنه تعرض كثيرا لموضوع البحرين، وفي طريق تسويغ تكوين بين العربان والصهاينة ضد خط المقاومة.
بالطبع إسرائيل في تقديرها أن حزب الله لن يكون قادرا على الرد، بل وليس لديه الجهوزية للرد؛ فهو منشغل على عدة جبهات. ومن هنا يأتي التحدي واختبار مدى التزام حزب الله باعتبار خط المقاومة خطا واحدا، وأن الاعتداء على أي من منظومته هو اعتداء على المنظومة نفسها كما أعلن سماحته في مقابلته مع الأستاذ غسان بن جدو. إن رد حزب الله على هذا العمل لا بد وأن يقلب الطاولة ويعيد للإسرائيليين خوفهم. ولا يستغرب المراقب إن فتح وقاد حزب الله الجبهة السورية الإسرائيلية في حرب استنزاف طويلة الأمد. فحروب الاستنزاف نتائجها وخيمة على الكيان الصهيوني. عندها سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون!
وفي النهاية فهؤلاء المجاهدون هم خط الدفاع عن الأمة بأسرها؛ لذا نتقدم بالعزاء لأمتنا العربية والإسلامية ثم بخالص العزاء لاسرته الكريمة ولقائد المقاومة سماحة الأمين العام ومتاكدين ان هذه الدماء لن تذهب دون مقابل.
[email protected]
وبالله التوفيق‘‘‘