كثيرون هم الذين يصنفون أنفسهم بالرجال وطائفة الرجولة ..فنجدهم ، يتفاخرون بين أقرانهم بنظرتهم الدونية المتخلفة تجاه زوجاتهم ..فيقولون بكل سفاهة وقبح.. أن النساء لسن إلا أحذية ينتعلونهن وقتما يشاءوا ..هم هكذا يتعمدون إهانة المرأة بكل وقاحة في جلساتهم الرديئة ليعوضوا عقدة النقص التي تكابد سطحية شخصياتهم الضعيفة ،والغريب أن أمثال أولئك القوم ..ينتظرون بفارغ الصبر أن تغرب الشمس وأن يسمو القمر في أعنان السماء عندما تحركهم غرائزهم الحيوانية ..ولحظة هياجهم كالبهائم ليرتموا بأحضانهن ،ولكن هذه المرة ليست على طريقة السي السيد لأنه كان ذكرا داخل بيته.. أما هم فيتنفسوا الصعداء في العراء.. أنهم يذوبون لهفة وشوقا كما يذوب الجليد ليُشبعوا نزواتهم الرعناء ،ومهما كلف الثمن ولو بالاستجداء أو التودد أو حتى الإذلال ..إذا هو تناقضا شنيعا وخللا فظيعا قد أصاب عقولهم ، وزعزع قلب عقيدتهم بكل جهالة وبطش لقد أبوا أن يعيشوا حياة الرجولة الحقة واكتفوا بأن يكونوا قطعانا هائجة في البراري تحتاج إلى ترويض .. لوكانوا يعلمون قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم لما جاء في الحديث :
(استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم، إن لكم عليهن حقا، ولهن عليكم حقا)لو كانوا يعلمون أن الرجولة إنسان تملأ حناياه طيبة وحنان وإحساس بالآخرين ..وأن الرجولة هي خشونة عند الصبر على الشدائد ، ورقة في ذات الوقت عند معاملة الناس معاملة حسنة والعفو عند المقدرة.. لوكانوا يعلمون ذلك ..لاكتشفوا أن تصنيفهم الذي يليق بهم هو فقط أشباه الرجال ،و أن النعال وحدها هي مرتعهم الحقيقي بين المواشي .. !!