الأخ الكبير أبو اللطف ...كم أنا حزين اليوم
هل هو رثاء ...! وهل يحق لي أن أرثي رجلاً ما زال على قيد الحياة ..!
ربما هو رثاء على الحال الذي نحن فيه ..فاعذروني جميعاً
الرئيس قام بما يؤكد أنه صاحب الزمان والمكان لحركة فتح التي رحل عنها جميع رفاقه الكبار ....
أما الأخ أبو اللطف .....
فلو كان يوم رحيلك لكان حزن مشوب بالفخر والإعتزاز على قائد تاريخي عرفناه
منذ بدايات إنضمامنا للعاصفة الفتحاوية
المشهد اليوم وأنت تتقبل هذا التكريم كأنه مكافئة نهاية الخدمة التي تعطيها الشركات أو المؤسسات لرجل تقاعد كبقية المتقاعدين >>
وها أنتم تنضم إلينا نحن المتقاعدون
ولكنك ترحل اليوم وتحمل معك تاريخك الذي شطبته أنت وكان بإمكانك أن تبقيه ناصعاً من خلال جهد بسيط يعزز ماضيك ..ولكنك إما تعبت أو تقاعست ,
أو غدرك ذكائك .... مما جعلك تقفز من السفينة ظناً منك أنك ستنجو يجلدك
ولم تدرك أنك تركت خلفك إرثاً نضالياً كان من واجبك أن تغنيه وتراكمه
حتى آخر يوم في حياتك ... ففضلت أن تهبط من أعلى الهرم إلى أسفله
الصورة بكل ما فيها من تكريم لك يا أخانا الكبير فهي تضعك في إطار من الروتين المعروف ...في المجاملات الإجتماعية المعروفة ولا أبالغ في القول كالجوائز التي يحصل عليها حتى الفائزون باليانصيب
أنا حزين جداً لأني كنت أعتقد أنك أنت من سيوزع الأوسمة على من يستحقونها
قبل عام وبعد أن إنقطعت عن زياراتك التي كانت دائمة قبل الحدث الخطير الذي قلت فيه ما قلت حول إغتيال أبو عمار رحمه الله " وقد فاجأت الجميع بملفك الذي صمت سنوات طويلة " وعندما وجدت نفسك خارج المهرجان وجدت أنها الفرصة المناسبة
لم يسعفك تاريخك ولا تجربتك ولا حنكتك السياسية وقد كنت رئيس الدبلوماسية الفلسطينية بأن تقيس قبل أن تغيص ...فغرقت وأغرقتنا معك
قبل إعلانك ذلك البيان بساعة كنا معك كالعادة وقد قلت ( سأفجر قنبله )
حاولنا أن نعرف فحواها ولكنك رفضت رغم أني كنت متخوفاً عليك حتى لا تقع في خطأ ما
حيث كنت تقول إنتظروا البيان العظيم الذي سيقلب الطاولة على رؤس المتامرين على الحركة
وعند سماعي للبيان ذهبت إليك مسرعاً وقلت لك..
هذا البيان قلب الطاولة على رأسك ويا ليتك أطلعتنا قبل ذلك لكنا نصحناك ..!
وقلت له أنت الان أكدت على إنعقاد المؤتمر الحركي في بيت لحم لا بل ساعدت على ذلك رغم رفضك له
أغرقتنا وقد كنا في مركبك الذي كان يحمل نهج المقاومة والمقاومين
وأصبح مؤتمر الحركة أمراً واقعاً بدونك , رغم أنك كنت الأمل للكثيرين
ولكن لم تهتز شعرة واحدة لرفاقك على غيابك " وانعقد المؤتمر
ودخل المركزية بعض الأشخاص أقل ما يقال فيهم أنهم أخذوها بالفهلوة والإحتيال
ما عاد حماسنا بلقائك كالماضي حيث كنا نهرع إليك كلما جئت إلى الأردن
اتصل بي عبر الهاتف أحد أحبائك المخلصين لك وقال ....تعال أبو اللطف في إنتظارك ...
لم أتردد وأنا أقول له ....لا لن آتي ولا أحب أن أراه
قال : لهذه الدرجة أنت تكرهه ..!
قلت : لا والله بل لأني أحبه وأحب أن تبقى صورته كما هي قديماً
" قائداً تاريخياً شامخاً صاحب رأي يحسب له ألف حساب "
أما اليوم فأنا لا أحب أن أراه وقد هان واستهان وضعف واستكان "
صورة التكريم لك من قبل الرئيس أبو مازن أزعجتني وربما أزعجت كل من يحبونك
فالرئيس أبو مازن قام بواجب الوفاء والمحبة رغم كل ما حصل
شكرا للرئيس على مشاعره واحترامه لك على الأقل كرفيق درب
ولكن صدقني يا عم أبو اللطف
تمنيت أن لا أكون في هذه الدنيا
حتى أرى هذا المشهد الأخير .....
المشهد لرجلين كانا رفيقي درب والصورة مأساوية... ففيها العبوس والإندهاش
رحمك الله...... لقد كنت كبيراً