باشاوات غزة الجدد

بقلم: ناصر إسماعيل اليافاوي

تزاحمت الشعارات ، وأتخم المواطن بالوعود والأحلام الوردية ، وعاش على آمال انقشاع زمن الهرطقة وبزوغ نجم الاصلاحيين الجدد إبان الدعايات الانتخابية للمجلس التشريعى .

كثير من المرشحين ببسمته العريضة طرح حلول نظرية خلاقة لمشاكل البطالة والخريجين في الضفة والقطاع ، وان كافة المشاكل سيتم حلها فقط بمجرد قراءة برنامجهم الانتخابي والاقتناع به ، والذهاب بشكل يمليه عليهم ضميرهم الاخلاقى والدينى والوطنى والإدلاء بصوتهم فقط للجماعة المخلصة المنقذة كإنقاذ المسيح للبشر حينما يقضى على الدجال ، وكثرت الوعود !

وعود بتحويل اراضى الضفة وغزة بالذات الى نموذج سنغافورة ،وفتح افاق للخريجين والعمال بل ممكن استيراد عمال من الدول المجاورة ، وأعلن بعض المرشحين في منشوراتهم وخطاباتهم النارية انه سيحطم اسعار السلع الاساسية من غاز ووقود ودقيق ووو؟؟

وآخر كان اكثر تطرفا حين قال ان الماء يجب ان يصل الى المواطن مجاناً ، لأنها هبة من الله ،وكذلك الكهرباء ، لأننا لاجئين - واللاجئ - لا يدفع فواتير مقابل صموده ..

ومرت السنين ، وانقشع القناع التوتى ، وكشفت الطبيعة عورات مرشحينا ، وأصبح جلهم من ذوى رءوس الاموال والسيارات الفارهة ويصحبهم المرافقين والخدم والمطبلين والمنافقين ..

وهناك في الركن ليس البعيد في مخيمات اللاجئين المترامية في بقايا الوطن ،تجد عشرات من الشبان الحالمين بغد جميل وممن انطلت عليهم الشعارات الكاذبة ، يصطفون في ساحات المخيم الضيقة يجرون عربات متواضعة كتب على معظمها ( مشروبات الباشا الساخنة ) او (براد الأمير او البرنس )، وأخرى باسم (ملك الشاى) وأخرى (قهوة الحوت) ، وغيرها من اللافتات التى تعطى انطباع التفخيم لأجل التحقير ..

شدنى فضولى للكتابة واشتريت فنجانا قهوة من عربة الباشا ، وصعقت حين حدثنى باشا غزة الجديد انه من حملة المؤهلات ، ولكن لأنه لا ينتمى إلا لله ولوطنه اصبح لا يجد إلا عربته التى تقطر عليه بضع دراهم لئلا يقع في وحل التسول ، وصرخت بقلمي هاتفا هنيئا لك يا غزة بباشاواتك الجدد ...