بين هبوط السيف ،وبين الصديق ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

بكل صراحة ..أحوالنا السياسية هذي الأيام عند ما تدق طبول الحرب ،وينفرد الجلاد بالضحية.. لا نحرك لها ساكنا أبدا ..أقصد كساسة وشعوبا وقبائل متخاذلة ،فالذين يتحركون فقط هم الذين تكويهم النار.. وتلتهم أجسادهم ..أما نحن فنكتفي فقط بمشاهدة صرخاتهم الساخنة ، وسط أجواء تلك المعارك الطاحنة التي تدمر كل شيء ، وكأننا أمام مسرحية دراماتيكية.. قد نجهش بالبكاء الزائف لأن قلوبنا تحجرت بل أن الله سبحانه وتعالى أخبرنا في كتابه العزيز عن بعض الأحجار والتي قال فيها : "وإن من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار" ..ولذلك كل ما يمكنا فعله هو أشبه بما ذكره الكاتب والأديب أنيس منصور عندما طالعت كتابه "إتنين ..إتنين"في أحد الأيام حيث ذكر عن أبو الفرج الأصفهاني في كتابه "الأغاني "والذي قال في أحد محتوياته :" تجد الزوج المحافظ الغيور يدخل بيته ،والسيف في يده فيجد زوجته على راحتها مع رجل غريب ..ويرفع السيف في وجه الغريب ..حتى إذا قالت له زوجته : إنه الشاعر فلان ..هنا يهبط السيف ويجلس الزوج يستمع مع زوجته إلى الشاعر .."..أمرٌ غريب ، وعلى سبيل أن الشيء بالشيء يذكر ..كانت هناك حكاية كثيرا ما كانت تضحكني كلما سمعتها ..لما قيل لأحد الأشخاص عندما قابله أحد جيرانه ، و أخبره أننا نرى رجلا غريبا .. يخرج من بيتك في كل يوم ليلا ..!! أغتاظ الرجل ، وغلى الدم في عروقه ..تأججت نيران الغيرة في قلبه ، وأخذته الحمّية التي كادت أن تفتك به.. لكنه تمالك أعصابه ..وقرر أن يضبط واقعة الخيانة الزوجية بيده لينتقم لشرفه المسلوب و أمام الناس ، فهو من أشد المعجبين بقول الشاعر المتنبي والذي قال في أحد قصائده بيتا شعريا لم يزل تتناقله الألسن إلى يومنا هذا حيث قال : "لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم " أدعى بإنه سيتأخر خارج البيت ..ولما عاد للبيت فجأة وخلسة بعد تأكده من دخول الرجل الغريب .. تغير موقفه رأسا على عقب ..فراح على عجالة يبلغ جيرانه وكله بهجة وسرور..أبلغهم أن الذي بالبيت ليس غريبا ..بل صديقا حميما له..!!