قال لي ذات مساء ..اليوم قررت.. أن اهدم كل التماثيل الصماء ..التي تصطف بكل برود على الشريط الجانبي لصفحة الفيسبوك الخاصة بي.. إلا الذين أحمل لهم مكانة مرموقة بحنايا قلبي ،فهم ليسوا كذلك.. بل إنهم الأوفياء الذين يشاركوني حياتي في السرّاء والضرّاء ..هم كالصفات الذاتية دوما يلتفون حولي..!! قلت له ،وما السبب ..؟! رد عليّ بصوت ٍ حبيسٍ مخنوق.. لأني اكتشفت بعد فوات الأوان.. أنهم مجرد أحجارا جوفاء لا تسمع ولا ترى ..لا تضر ولاتنفع ..ولو سألنا الذين يفتخرون بكثرة هذي التماثيل لقالوا ..هكذا وجدنا أبائنا، وأجدادنا يفعلون ..!! هكذا كان حديثه الغريب قلت له ..ياعزيزي لو كنت تدرك أن هناك فرقا واسعا بين العلاقات القائمة على صفحة الفيس بوك ، وبين العلاقات الإنسانية التي نحياها على أرض الواقع ..لما وصلت حالتك إلى أن تفكر في تحطيم تلك التماثيل ،ودون أن تعلق ولو فأسا فوق رقبة أحدهم.. فالعلاقة المُعربة على صفحة الفيس..تنتهي في لمح البصر ودون أدنى سبب ..فتجد نفسك وقد تم حظرك دون سابق إنذار.. أو حُذفت صداقتك ..أما العلاقات الاجتماعية فهي مبنية على محك المواقف.. لأن التجارب الواقعية هي خير برهان ،لطالما أنك ياعزيزي.. تراهم رأيي العين ..!!