كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرا لله في تكريم الشهداء في القنيطرة حملت معنى الفصل لما بعد عملية الاغتيال في القنيطرة وهي تتسم بالتحدي للكيان الإسرائيلي ولم تعد قواعد أللعبه لما قبل الاغتيال بعد عملية الاغتيال وذلك لتغير قواعد الردع ضمن ألاستراتجيه لقوى المقاومة التي ترى بتغير قوة الردع لقوى المقاومة بتغير قواعد أللعبه واعتبار الصراع مع إسرائيل لم يعد محكوما بقواعد لعبة التوازنات وفق الرؤيا للمشروع الأمريكي الصهيوني للفوضى ألخلاقه للشرق الأوسط الجديد الذي هدفه تحقيق امن الكيان الإسرائيلي على حساب الأمن القومي العربي ، كلمة الأمين العام لحزب الله بددت الوهم الأمريكي الصهيوني واتسمت بمعاني القوه التي عليها مواقف المقاومة التي تحكمها القوه والحكمة والمنطق في الرد على الغطرسة والكبرياء الإسرائيلي.
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أكد أن الاحتلال الإسرائيلي يتصرف باستكبار وفساد وعلو وعنجهية وان الاحتلال الإسرائيلي في الأشهر الماضية ارتكب مجازر في قطاع غزه واستباحة المقدسات وتهديد المسجد الأقصى المبارك ودعم للإرهاب الممارس في سوريا بدعم المجموعات الارهابيه من قبل الكيان الإسرائيلي ، وقال السيد حسن نصر الله أن جرائم الاحتلال كان يجب أن نضع لها حدا لوقف هذا التمادي والاستكبار على الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري ، مؤكدا أن المقاومة في لبنان أولوية صراعها مع إسرائيل ، وأضاف أن عملية القنيطرة قد غيرت من قواعد الاشتباك مع إسرائيل وان إسرائيل مرتبكة جدا في عملية الاغتيال وان قادة الكيان الإسرائيلي اخطئوا في حساباتهم بارتكابهم لجريمة الاغتيال ظنا منهم أن المقاومة غير قادرة على الرد وأنها ستبتلع جريمة الاغتيال وتغطي عليها لكنهم فوجئوا بحقيقة وجهوزية المقاومة بالرد على عملية الاغتيال.
ولأول مرة يحمل سماحة الشيخ حسن نصر الله إسرائيل مسؤولية أية محاولة اغتيال لأيا من كوادر وعناصر وقيادات حزب الله متوعدا ومهددا بالرد على ذلك دون تحديد لقواعد الاشتباك مهددا بعمليات مفتوحة مع إسرائيل ، وان حقيقة فحوى الخطاب هو تعرية لحقيقة إسرائيل وذلك بتأكيده ان عصر الاستكبار والتفرد بالقرار من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي انتهى وللأبد وان على إسرائيل أن تعلم أن هناك قواعد جديدة لعملية التوازن والردع لمحور المقاومة ، وان التمعن بما احتواه الخطاب من رسائل ومضامين تؤكد جاهزية حزب الله لأية احتمالات والرد على أية محاولة للاعتداء الإسرائيلي ، ومن المؤكد ان الخطاب بمضامينه سيكون موضع نقاش وتحليل للمحللين الإسرائيلي لان لهذا الخطاب انعكاس على عملية الانتخابات في إسرائيل وان حكومة نتنياهو باغتيال كوادر لحزب الله وايران وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه من الضعف وفقدان لقوة الردع وهذه بلا شك هي سابقه في تاريخ انشاء الكيان الاسرائيلي.
حيث انها امام حاله من التحدي وضعها فيها خطاب الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله والذي وضح في خطابة حقيقة الجامعه العربيه معتبرا في خطابه عدم وجود لهذا النظام العربي الغارق في موالاته لامريكا والغرب وتحالفه مع اسرائيل ، لا شك ان خطاب الامين العام لحزب الله حسن نصر الله قد استحوذ على اهتمام اسرائيل وان مضامين الخطاب وما احتواه من رسائل هو موضع تحليل لدى المحللين السياسيين والعسكريين الاسرائليين لانعكاسات مضامين ما احتواه الخطاب على اسرائيل ، عملية القنيطره كشفت وعرت حقيقة الكيان الاسرائيلي وان رئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو قد اخطأ في تقديراته وحساباته حين اعتقد انه قادر على تحقيق انتصار يعطيه دفعه قويه في الانتخابات لكي يحقق فوزا يعيده لرئاسة حكومة الاحتلال واذا في عملية الاغتيال تضع حكومة نتنياهو امام مازق استراتيجي وتاريخي ليبدد الوهم لدى الاسرائيليين بقوة الردع التي تغنى الاسرائيليون عبر قرون بامتلاكها وبارهاب جيرانها العرب.
تبدد الوهم الاسرائيلي بفشل اسرائيل بتحقيق انتصارات حاسمه منذ حرب 2006 وحرب اسرائيل على غزه 2009 وفشل تحقيق اهدافها في عدوان 2014 وسقوط نظرية واستراتجية الردع التي بنتها اسرائيل عبر عشرات السنوات حيث اصيبت اسرائيل بمقتل حين تم ضرب العمق للكيان الاسرائيلي وتمكن المقاومه اللبنانيه من تغيير في قواعد اللعبه وتغير في قواعد الاشتباك بالرد على عملية اغتيال كوادر حزب الله مما بدد الوهم لدى الاسرائليين بفتح الجبهة الشماليه والجنوبيه من الجولان الى راس الناقوره ، في كل الحالات اعتبر كثيرون انّ خطاب السيد نصرالله كان العملية النوعية الثانية ضد اسرائيل خلال 48 ساعة، خصوصاً لجهة التحذيرات البالغة الخطورة التي أطلقها نصرالله من انه غير ملتزم بعد الآن قواعد الاشتباك، وانّ من حقه الرد في أيّ مكان وزمان يرتئيه مقاتلو حزب الله.ولقد كان واضحاً حرص نصرالله في خطابه على تطمين شرائح وقطاعات واسعة من اللبنانيين وغير اللبنانيين الى أنه وإخوانه في الحزب ليسوا من هواة الحروب وأنهم حين يدخلونها إنما يكونون مضطرّين للدفاع عن أرضهم وكرامتهم.بعض المراقبين رأى في هذه التحذيرات ما هو اكثر من أمر عمليات سينفذه مقاتلو الحزب هنا او هناك، بل انه تحذير مفتوح على احتمالات تطوير العلاقة بين الحزب وحلفائه في سوريا وايران الى مستوى جبهة مواجهة ممتدة من الناقورة الى طهران، وهي جبهة مرشحة لا للمواجهة الدفاعية فحسب، بل ربما لتحرير القدس ذاتها، وهو ما ظهر جلياً في العبارة التي زَيّن بها حزب الله ملصق صوَر شهدائه الستة ومعهم الجنرال في الحرس الثوري الايراني علي الله دادي قائلاً: «شهداء الطريق الى القدس»، لا بل لا يستبعد المراقبون ايضاً ان تكون عملية شبعا الثانية هي خطوة جديدة على طريق تحرير مزارع شبعا نفسها، وكذلك على طريق محاصرة مشروع الحزام الامني الذي تسعى إسرائيل الى بنائه على جبهة الجولان ليصِل الى مزارع شبعا نفسها.وبهذا المعنى، ما لم يقله السيد نصرالله في الخطاب، هو اكثر خطورة ممّا قاله على رغم خطورته. فالسيّد قال للإسرائيليين: «اذا كنتم عبر عملية القنيطرة تريدون أن تمتحنوا جهوزيتنا وتختبروا قدراتنا، فها هو حزب الله يخيّب كل آمالكم ويظهر انّ وجوده في قلب النزاع في سوريا قد زاده قدرة وخبرة».لا شك اننا امام تغير حقيقي واستراتيجي يقلب كل المعادلات وان امريكا التي ارادتها فوضى خلاقه لاضعاف القدرات واستنزاف مقدرة الجيوش العربيه في سبيل تامين امن اسرائيل واذا بها تنقلب لتصبح وبالا على اسرائيل وامنها وتاكل قوة ردعها في المنطقه لا بل ان اسرائيل اليوم اصبحت في قلب الصراع بعدما تمكن حزب الله وقوى المقاومه من تصويب بوصلة الصراع ليعود الى مساره الواقعي والحقيقي وهو الصراع مع اسرائيل ، نصرالله ختم كلمته بالقول إنّ ما بعد القنيطرة غير ما قبلها، وانّ البيان الرقم 1 الذي أصدرته «مجموعة شهداء القنيطرة» ستتلوه بيانات أخرى في حال أصرّت اسرائيل على المضيّ في حماقات تتكرر في الجبهات كلها.وان هذه هي معادله مستجده في حقيقة وجوهر الصراع والذي لم يكن في حسبان نتنياهو لنتائج عملية الاغتيال مما يضع الكيان الاسرائيلي امام جوهر صراع مستجد توحدت من خلاله كل قوى المقاومه ومحور المقاومه في مواجهة اسرائيل.