أتمنى على "حزب الله" الآتي

بقلم: محمد القيق

لا تفريق بين ما قام به المجرم عبد الفتاح السيسي في رابعة والنهضة وبين ما قام به حزب الأسد في سوريا بحق الأطفال والنساء والمقدسات وما قام به نتنياهو في غزة والقدس؛ فكلها جرائم والمجرم تتغير هويته وشكله ولغته؛ لكن الضحية هي شعوب مقهورة تمرر عليها شعارات قومية تارة وإسلامية تارة أخرى وإنسانية وغيرها، غير أن لي أمنيات على حزب الأسد منها:

* أن لا يكون عناصره شبيحة في سوريا ومقاومون في لبنان؛ فالحربة ليس لها جغرافيا والظلم لا تغير مضمونه قوة أو شعارات.

* أن يعتبر "كريات شمونة" بلدة القصير التي دمر فيها وخرب وعاث فسادا لحماية الجزار بشار الأسد يوم أن كان فيها فقط أهلها يدافعون عن أنفسهم في وجه أول مليشيات ليست سورية هي أنتم وأن يحرقها أكثر بكثير مما يصدر في الإعلام والتصريحات وحسب، فسبحان الله التهديد اللفظي للاحتلال مع صاروخين؛ والعملي بآلاف الصواريخ والبراميل المتفجرة للشعوب المقهورة من حركة طالما قالت إنها تحررية ومقاومة.

* أن يبتعد إعلامه وقادته عن استخدام الشعارات الدينية كما في قناة تابعة لمحوره الإجرامي والتي يقدم فيها أحد الإعلاميين التابعين له برنامجا في عنوانه "ضد الاحتلال الإسرائيلي والتكفيريين" -مضحك والله- رغم أن القناة نصف مذيعاتها متبرجات فأتمنى أن لا يتحدثوا عن الدين ويسوقوه لصالح حماية مجرم كالأسد أو طمس جرائمهم في سوريا.

* أتمنى على حزب الأسد أن يحذو حذو كتائب القسام وحركة حماس التي صبرت وجاعت وانتصرت ولم تأكل من ثديها أو لحوم الشعوب.

* تحرفون وتقدسون بعضا من القصص؛ فالحسين المظلوم تصنعون نماذج مثله ملايين من الأبرياء في سوريا واليمن وغيرها.

* أتمنى أن لا تسموا إرهابكم ومليشياتكم في البحرين ثورة إذا كان منظوركم للثورة أنها على ظالم، فالبدء بالأسد أولى إن كنتم أحرارا.

* "الموت لإسرائيل" عبارة الدجال التي مررت كثيرا على الشعوب المقهورة فها هي دماء جنرالاتكم تسيل على يد من قررتم الموت لهم،" يا هيك الموت يا بلاش" فهمنا الآن لماذا يتبجح نتنياهو في قصف سوريا ولبنان.

لنبتعد عن الأمنيات التي لن تتحقق من قبل من غرقوا في دماء الأبرياء ولن أخوض في الفكر الديني وسأبقى في حقل السياسة التي فسرها البعض على أنها أوراق تتغير بحسب الجغرافيا أو الدولار، إلا أنني ساتناولها من منظور حماس التي برعت كثيرا رغم صغر عمرها في ترسيخها وهي سياسة تمنع المشاركة في قتل الشعب السوري وتدعم الثورة في وجه الظلم ولا تعطي مصالحها أولوية، والفاشل دائما والعاجز يقول إنني محور مقاومة أظلم وأعدل وأقاوم وأسكت متى أراد المحور رغم معرفته بأنه يرتكب الحماقات ويخالف الشعارات.

نصيحة للشعوب؛ إنها الحرب قادمة ليست من باب التحرر أو تحقيق الموت للاحتلال بل لأن الأطراف ستكون مجبرة عليها في المرحلة المقبلة لأن حماقات نتنياهو كثيرة ولكن حينما يشتعل فتيلها فتذكروا دعاء "اللهم انصر عبادك المؤمنين المستضعفين في كل الأرض" ولا تمجدوا أحزابا وأشخاصا ما زالت دماء النساء والأطفال على أياديهم، فالحرية من الظلم مهمة سواء ظلم استبداد أو احتلال ولا داعي لأن يتبادر إلى ذهن البعض منكم إن حقق حزب الأسد بعضا من الانتصارت أن يقول نصرهم لأنهم إسلاميون، فلو هذا صحيح لكان أوباما الخليفة والمهدي المنتظر!

اجعلوا الأمور في نصابها وتذكروا الروم والفرس وقصص التاريخ وواقع القوة والدول ولا تجعلوا الفتنة تدخل إلى قلوبكم، فلدى الشعوب المقهورة إرادة ومقاومة حقيقية تربأ بنفسها أن تكون في محور مقاومة الحق وارتضاء الذل لدراهم معدودة أو عجز، أختم وأقول "عدو عدوي صديقي ولكن ليس عدو صديقي صديقي".

على فكرة وللتذكير والتاريخ حزب الله لم يحرر الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية وأوجد خيبة أمل لهم ولعائلاتهم في صفقاته السابقة إلا أن المقاومة الفلسطينية حققت لهم أحلامهم التاريخية، كما أنه تغنى كثيرا بالقدس وتحريرها فلم تُر صواريخه ردا على انتهاكات الأقصى ولا نصرة للمقاومة في غزة ودماء آلاف الشهداء، فما بقي منه إلا الخطابات الرنانة والأفعال المجرمة في مساجد وأهالي سوريا.