انتصرت المقاومة الفلسطينية خلال عام 2014 وتمكّنت من إفشال أهداف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة المحتلة، وذلك بفعل المقاومة الباسلة ووحدتها في الميدان بالقطاع، والصمود والتضحيات الهائلة لشعبنا الذي قدّم خلال العام آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، وخاصةً في حرب الـ 51 يوماً على قطاع غزة والتي استشهد فيها أكثر من 2200 شهيد وأكثر من 10 آلاف جريح، وتدمير عشرات آلاف المنازل والمنشآت والمرافق العامة.
ولقد جاءت الحرب الأخيرة على قطاع غزة التي بدأتها دولة الاحتلال في 7/7/2014، بذريعة وقف إطلاق الصواريخ. وسبق ذلك استمرار التهديدات الإسرائيلية للقطاع وتصاعدها بعد خطف 3 مستوطنين بالضفة المحتلة، ولاحقاً اكتشف مقتلهم دون تبني رسمي من أحد فصائل المقاومة. بالرغم من تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي شكلت محاصصة بين فتح وحماس إلا أنها لم تمنع من استمرار الحصار للقطاع وإغلاق المعابر وزيادة معاناة أبناء شعبنا، وفي ظل استمرار القيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية تمسكها بالمفاوضات العبثية والتنسيق الأمني وبروتوكول باريس الاقتصادي الذي لا يخدم إلا الاحتلال ومستوطنيه.
وللكفاح المسلح تاريخ مجيد في الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة، وللجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين دور مجل من خلال مختلف تشكيلاتها العسكرية على مر تاريخ عمرها النضالي، سواء المحترف والنخبة منها: القوات الثورية – قوات إسناد الداخل – كتائب المقاومة الوطنية، أو الجماهيري التطوعي، على غرار: الميليشيا الشعبية، لجان الدفاع الوطني، قوات النجم الأحمر.
لقد وُضِعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين منذ انطلاقتها في 22/2/1969 في تحدٍ أمام واقع التطبيق الفعلي لرؤيتها للعمل المسلح، فكانت حاضرة في جميع المواجهات على أرض فلسطين من رفح حتى رأس الناقورة، وعلى خطوط التماس مع العدو من الأردن والجولان وجنوب لبنان ومصر "سيناء".
وكان للكفاح المسلح إستراتيجيته وتكتيكه التي امتلكت قوات الجبهة الديمقراطية ناصيتها، سواء بعمليات القشرة البسيطة أو المركبة، أو العمليات الخاصة في العمق، أو معارك الدفاع عن الثورة والشعب، أو مقاومة الاجتياحات الإسرائيلية المتكررة للبنان والضفة المحتلة وأخيراً لقطاع غزة.
وتمكنت الجبهة الديمقراطية من تجاوز الحالة التقليدية في الاعتماد حصراً على المقاتلين المفرغين والمحترفين، حيث أشركت عناصر "الميليشيا الشعبية" (الشعب المسلح) إلى جانب مقاتلي "القوات المسلحة الثورية" وأيضاً الاعتماد على المقاتلين المتطوعين بكتائب المقاومة الوطنية في تنفيذ العمليات ضد دوريات العدو ومواقعه العسكرية ومستوطناته على حدود الضفة الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة.
في ظل غياب الإستراتيجية العربية بشأن القضية الفلسطينية، جرى بناء خطوات الدور الفلسطيني الخاص في ميدان المقاومة المسلحة والسياسة في فلسطين والشتات على يد أبناء الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، حيث كان الجمع ما بين الوطني والقومي لا يصادر أو يطمس أو ينعزل أحدهما عن الآخر. فبعد هزيمة حزيران 1967، نهضت المقاومة الفلسطينية المسلحة وتعاظمت واحتلت خط الدفاع الأول على الأرض وفي الميدان وفي جبهات القتال، وتعمدت خطوط القتال بدماء الشهداء الطاهرة. وكان دوراً بارزاً ومتقدماً وموثقاً للجبهة الديمقراطية في هذا المضمار، فهو موثق بجوانب منه: في الفترة ما بين عام 1969 حتى عام 1982 (14 سنة من العمل المسلح المتواصل)، وصدر كتاب بعنوان "عاشوا من أجل فلسطين – شهداء الجبهة الديمقراطية" تقديم الرفيق نايف حواتمة –الأمين العام للجبهة الديمقراطية- وتحرير الرفيق فهد سليمان –نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية-، ومعتصم حمادة –عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية-. وهذا الكتاب يقع في 380 صفحة من الحجم الكبير، ويضم الكتاب 12 فصلاً، موزعة الفصول كالتالي:
* الفصل الأول: يتحدث عن الشهداء والعمليات في بدايات الانطلاقة بالداخل والأغوار عام 1969 – 1971.
* الفصل الثاني: يتحدث عن شهداء أحداث الأردن والمواجهات التي حصلت 1969 – 1971.
* الفصل الثالث: يتحدث عن العمليات العسكرية والمواجهات في الجولان المحتل 1969 – 1974.
* الفصل الرابع: يتحدث عن المقاومة والشهداء في لبنان 11969 – 1975.
* الفصل الخامس: يتحدث عن العمليات الخاصة بالوطن المحتل من 1973 – 1979 والشهداء بالفترة المذكورة.
* الفصل السادس: يتحدث عن حرب السنتين 1975 – 1976.
* الفصل السابع: يتحدث عن شهداء حرب السنتين 1975 – 1976.
* الفصل الثامن: يتحدث عن الصمود وتعاظم النضال والكفاح المسلح 1976 – 1978.
* الفصل التاسع: يتحدث عن المواجهات المستمرة والشهداء من 1979 – 1980.
* الفصل العاشر: يتحدث عن شهداء حرب الجسور ومقدمات الاجتياح الكبير 1981 – 1982.
* الفصل الحادي عشر: يتحدث عن حرب 1982 وما قدم من تضحيات وصمود وشهداء.
* الفصل الثاني عشر: يتحدث عن حرب 1982، وتستمر الثورة والمقاومة والعمل المسلح.
وكذلك جرى توثيق الفترة من عام 2001 حتى عام 2005 (5 سنوات) في كتاب "كتائب المقاومة الوطنية" الذي يتضمن أبرز العمليات ضد جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه بقطاع غزة والضفة الغربية، والشهداء الذين سقطوا خلال الفترة من استشهاديين، إلى الاستهدافات لمقاتلي وقادة كتائب المقاومة الوطنية، وكيف تمكنت كتائب المقاومة من تكريس عمليات الاقتحامات للمستوطنات والمواقع الصهيونية والتي أصبحت نهجاً لجميع فصائل المقاومة. ولا زال العمل جاري على يد المختصين بصفوف الجبهة الديمقراطية لإنجاز هذا المشروع التوثيقي المهم في التاريخ العسكري الفلسطيني، الذي لم يُغطِّ حتى اللحظة سوى 19 سنة من أصل 45 سنة من البذل والعطاء والتضحيات الغالية، وآخرها 25 شهيداً قدمتها كتائب المقاومة الوطنية بقطاع غزة خلال الحرب الأخيرة، وإصابة العشرات من مقاتليها، واستهداف وتدمير العشرات من منازل قيادات وكوادر ومقاتلي كتائب المقاومة، وتدمير الموقع العسكري للكتائب برفح أكثر من مرة. واحتلت كتائب المقاومة الوطنية المركز الثالث بين فصائل المقاومة بحجم التضحيات المقدمة، وعدد العمليات وإطلاق الصواريخ خلال الحرب. وكل تلك التضحيات في سياق الدفاع عن أرض الوطن والشعب إبان عدوان "الجرف الصامد" على قطاع غزة عام 2014.
وجميع الحروب العدوانية الإسرائيلية منذ عام 1982، وما تلاها من تحرير الجنوب اللبناني واندحار الاحتلال عن غزة، والحروب المتواصلة على قطاع غزة "الرصاص المصبوب –عمود السحاب – الجرف الصامد" هي حروب فاشلة بكل المقاييس العسكرية والسياسية والإستراتيجية. ورغم استخدام السلاح المحرم دولياً "الفسفور الأبيض" واستخدام كافة الأسلحة المتطورة الحديثة عالمياً من قبل دولة الاحتلال، لم تتمكن حكومة الاحتلال من نزع سلاح المقاومة ولا وقف إطلاق الصواريخ أو منع التسلل داخل حدود عام 1948م. بل استطاعت المقاومة في الحرب الأخيرة على غزة أن تمنع جيش الاحتلال من دخول القطاع، وتوقع عشرات القتلى في صفوفه على تخوم القطاع والشريط الحدودي. وكان دوراً مميزاً ورائداً ومتقدماً لكتائب المقاومة الوطنية في التصدي للعدوان وإيقاع القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال من خلال عشرات العمليات البطولية وإطلاق مئات الصواريخ والهاونات وتفجير العبوات الناسفة واستخدام الأسلحة المضادة للدروع، ومشاركة سائر الأجنحة العسكرية بالعمل الميداني التنسيقي القتالي، والتصدي للاحتلال خلال 51 يوماً من المقاومة والتضحيات.
من أهم الإنجازات التي اتسم بها الدور العسكري للجبهة الديمقراطية ما يلي:
اعتماد تكتيك خطوط المواجهة المركبة والممتدة على مسافة كيلومترات لعمليات الاشتباك والمواجهة متعددة الأنماط على جبهات التماس مع العدو في الأردن والجولان، نذكر منها عمليات:
* الخط الأحمر في شهر آب 1969 "عملية الشيخ عز الدين القسام" نفذها مقاتلو الجبهة في 5/1/1969. مناحل الشمال وقعت بهضبة الجولان ليلة 17/1/1970 وكانت عبارة عن ملحمة بطولية خاضها مقاتلو الجبهة الديمقراطية، أوقعت العديد من القتلى والجرحى في صفوف العدو.
* هوش منة بتاريخ 6/9/1969 في الجولان، واستهدفت سبعة مواقع للعدو في آن واحد، وإيقاع عشرات القتلى والإصابات بجيش الاحتلال.
* العمليات الخاصة في العمق المحتل انطلاقاً من نقاط الارتكاز في الأردن والجولان وجنوب لبنان، نذكر منها العمليات التي سميت بأسماء المناطق التي دارت رحاها في تلك المعارك على أرض فلسطين، ومنها عمليات:
o عملية حاكم نابلس العسكري في 8/12/1973، والتي أدت إلى إصابة حاكم نابلس العسكري العقيد اليعازر سكاف وسائقه بجروح خطيرة بعد هجوم بالقنابل اليدوية في وضح النهار.
o عملية معالوت ترشيحا في 15/5/1974 والتي تمكنت مجموعة مقاتلة من قوات إسناد الداخل من احتجاز حوالي مائة من العسكريين الإسرائيليين لمبادلتهم بعدد من الأسرى الفلسطينيين والتي انتهت بمقتل أكثر من 60 إسرائيلياً واستشهاد الرفاق الثلاثة منفذي العملية. وتعتبر هذه العملية من أضخم وأكبر العمليات العسكرية التي تنفذها المقاومة الفلسطينية على مر تاريخها.
o عملية طبريا وهاون في 22/5/1974، وهي مهاجمة موقع للعدو قرب مستوطنة عين زيف على شاطئ بحيرة طبرية.
o عملية عين زيف في 4/9/1974، وهي اقتحام مبنى عسكري في منطقة عين زيف وقتل العشرات واحتلال الموقع العسكري.
o عملية معسكر فشكول في 28/9/1974، فتح النيران على دورية راجلة وقتل 5 جنود من الدورية على سفوح هضبة الجولان المحتل.
o عملية بيسان في 19/11/1974 حيث تمكن مقاتلو الجبهة من اقتحام مبنى ضباط مخابرات العدو في مدينة بيسان والسيطرة عليه لمدة 3 ساعات وجرى قتل عدد من ضباط وجنود الاحتلال.
o عملية القدس الأولى 27/10/1975، حيث جرى زراعة عبوة ناسفة بسيارة لأحد ضباط الاحتلال في قلب القدس وتفجيرها مما أدى إلى تدميرها وقتل العشرات من جنود الاحتلال.
o عملية الناصرة في 20/11/1975، حيث جرى تدمير مقر منظمة شبيبة الناحال العسكرية الصهيونية وقتل وجرح العشرات في الناصرة.
o عملية 15 أيار في 18/5/1976 بمنطقة نابلس، حيث جرى مهاجمة معسكر الجفتلك ومحاصرته والاشتباك مع من بداخله وقتل وجرح العديد من جنود الاحتلال رداً على اغتيال الرفيقة لينا النابلسي أثناء قيادتها لإحدى المظاهرات بنابلس.
* العمليات التي نُفذت في مواجهة الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982: دوار البص، البرج الشمالي، قلعة أرنون، النبطية، مخيم عين الحلوة، دوار الراهبات في صيدا. وقبلها اجتياح العام 1978: معركة القنيطرة، الطيبة، معركة الخيام. وبعدها حرب الجسور في العام 1981، حيث سقط 36 شهيداً جرّاء قصف المقر المركزي للجبهة الديمقراطية في الفاكهاني، وفي حينها أعلنت إسرائيل أن ضربتها هذه استهدفت "الرأس السياسي والعسكري المتصلب في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية". وكذلك يجب ملاحظة تعاظم العمل القتالي داخل الوطن المحتل، فعلى لسان قادة إسرائيل، قامت قوات الثورة الفلسطينية ومن ضمنها قوات إسناد الداخل للجبهة الديمقراطية منذ وقف إطلاق النار في تموز 1981 حتى نيسان 1982 بتنفيذ 81 عملية عسكرية ما بين تفجير عبوات ناسفة وهجمات بالقنابل، وقتل ضباط ومستوطنين, ونتائجها حسب اعترافات العدو 13 قتيلاً و66 جريحاً.
استمرت قوات الجبهة الديمقراطية في خط العمليات المسلحة ضد جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه طيلة فترة التسعينات من القرن الماضي في الشريط المحتل بجنوب لبنان، وانطلاقاً منه باتجاه فلسطين.
وفي مجزرة صبرا وشاتيلا بتاريخ 16 – 18 أيلول 1982 سقط للجبهة الديمقراطية وأذرعها الكفاحية ومنظماتها الديمقراطية 37 شهيدة وشهيداً. وبعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان، تمكنت الجبهة الديمقراطية من إعادة تنظيم خلاياها المقاتلة المسلحة في الجنوب اللبناني المحتل في "جبهة المقاومة الوطنية" ونجحوا في شن العديد من الهجمات على دوريات العدو وآلياته ومركباته وعملائه بالشريط المحتل.
والدليل الملموس على حجم التضحيات الجسام التي قدمتها قوات الجبهة الديمقراطية، جثامين الشهداء الذين سلمتهم إسرائيل إلى حزب الله في سياق عملية التبادل التي أجراها الحزب في شهر تموز 2008م والتي أطلق من خلالها سراح عدد من المناضلين منهم سمير القنطار. حيث بلغ عدد جثامين الشهداء من مقاتلي الجبهة الديمقراطية 30% من إجمالي عدد الجثامين الذين جرى تسليمهم (42 شهيداً من أصل 151).
* العمليات البطولية التي نفذتها قوات النجم الأحمر بغزة والضفة والقدس، أثناء الانتفاضة الأولى، ومنها على سبيل المثال:
o عملية إطلاق النار على سيارة أحد المستوطنين في 1/12/1993 في منطقة الشرقي طريق البيرة وقتلت إحدى المستوطنات وجرح 5 آخرين.
o عملية إطلاق نار على سيارة عسكرية في 28/11/1993 وإصابة جميع من بداخلها على طريق بيتونيا – رام الله.
o عملية شهداء غزة في 26/1/1990 بمنطقة موراج شمال رفح، حيث جرى زرع عبوة ناسفة وتفجيرها في سيارة أحد المستوطنين وإصابة ومقتل من بداخلها.
o نصب كمين للحاخام دروكمان في 7/11/1994 أحد كبار قادة المستوطنين وقتله وإصابة من بداخل السيارة.
o بالإضافة إلى مئات الاشتباكات وإلقاء القنابل اليدوية على دوريات وجيش الاحتلال في جميع المناطق المحتلة.
* العمليات القتالية النوعية التي قامت بها كتائب المقاومة الوطنية في الانتفاضة الثانية عام 2000م حتى نهاية عام 2014م، كثيرة ومتنوعة، والشهداء الذين سقطوا خلال هذه الفترة كانوا بالمئات، يتقدمهم الشهداء الأبطال قادة المقاومة وأبطال العمليات القتالية الاستشهادية وشهداء الحروب على غزة والاغتيالات لقادة الكتائب والجبهة. وفي الحرب الأخيرة على غزة قدمت كتائب المقاومة الوطنية 25 شهيداً منهم مسؤول الإعلام الحربي للكتائب وعدد من أعضاء القيادة العسكرية والمجلس العسكري وقادة المناطق، واستهداف عشرات المنازل لقيادات ومقاتلي الكتائب. وأبرز عمليات الكتائب:
o عملية حصن مرغنيت في 25/8/2001 نسبة إلى الحصن الذي اجتاحه أبناء كتائب المقاومة الوطنية بمستوطنات جان أور جنوب قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل 7 جنود من جيش الاحتلال وإصابة العديد، واستشهاد منفذي العملية. واعتبرت هذه العملية خطاً جديداً في عالم المقاومة العسكرية للاحتلال خلال انتفاضة الأقصى.
* وقامت أيضاً كتائب المقاومة الوطنية بالعشرات من العمليات الفدائية ضد جيش الاحتلال والمستوطنين في أراضي 1967، ومنها:
o عملية الطريق إلى فلسطين بشمال قطاع غزة التي نفذها الاستشهادي محمد أبو صقر.
o اقتحام مستوطنة غوش قطيف من قبل الاستشهادي زكريا شيخ العيد من رفح، وقتل العديد من المستوطنين.
o عملية يتسهار التي نفذها الاستشهادي أحمد صالح من عصيرة القبلية بنابلس.
o عملية كيسوفيم والتي نفذها الاستشهادي نسيم أبو عاصي والتي أدت إلى مقتل مستوطنين وجرح العديد.
o عملية حاجز أبو هولي بوسط قطاع غزة عام 2002 حيث جرى إلقاء عبوات ناسفة في الحاجز مما أدى إلى مقتل جنديين وإصابة العديد.
o عملية حاجز الحمرا والتي أدت إلى مقتل وإصابة العديد، ونفذها الاستشهادي رأفت بني عودة.
o بالإضافة إلى مئات العمليات والاشتباكات المسلحة بالمستوطنات ومواقع جيش الاحتلال قبل الانسحاب من قطاع غزة وعلى طول الشريط الحدودي مع القطاع. وإطلاق آلاف الصواريخ والهاونات وزراعة العبوات على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال ومستوطنيه حسب اعترافات العدو.
تجربة الحروب والعدوان على غزة: عدوان عام 2008/2009، عدوان نوفمبر 2012، عدوان 7-8/2014 (حرب الـ 51 يوم) أثبتت جميعها بأن المقاومة الفلسطينية تستطيع الرد على الضربات الإسرائيلية بضربات مضادة وموجعة. ونستطيع أن نقول بأن المقاومة انتصرت وتمكنت من إفشال أهداف العدوان الإسرائيلي على القطاع والضفة بما فيها القدس المحتلة، بمنع تجريد المقاومة من سلاحها واستمرار إطلاق الصواريخ والتسلل داخل أراضي عام 1948. وكان ذلك بفعل المقاومة الباسلة ووحدتها في الميدان والصمود والتضحيات الهائلة لشعبنا الذي قدّم خلال هذه الحروب آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى.
وتمكنت المقاومة من أن تدفع إسرائيل لأن تعد للعشرة قبل أن تفكر بعدوان جديد على القطاع. وعملت أيضاً على إضعاف قدرة جيش العدو على "الردع"، وأيضاً تمكنت المقاومة من حجز حوالي 4 مليون من سكان إسرائيل لأيام طويلة بالملاجئ المحصنة، وهروب أكثر من مليون ونصف من الجنوب إلى شمال فلسطين التاريخية خوفاً من الهجمات الصاروخية وعمليات المقاومة الفلسطينية.
إن استمرار الهدنة الهشة ووقف إطلاق النار لا يعني وقف التهديدات الإسرائيلية بالعدوان على غزة، واستمرار تهويد القدس، والمداهمات والاعتقالات، ومصادرة الأراضي بالضفة الغربية، وخاصةً على ضوء الحملة الانتخابية الصهيونية التي تستمر حتى منتصف آذار 2015. وهذا يتطلب الاستعداد واليقظة والجهوزية الدائمة لأن إسرائيل تصنع حملاتها الانتخابية دائماً على الدماء الفلسطينية.
لكن على إسرائيل أن تدرك إن لم يعش شعبنا بأمان وحياة طبيعية وحرية، ويُرفع الحصار بالكامل، وتُفتح المعابر جميعها بما فيها معبر رفح بقطاع غزة، وينال شعبنا استقلاله، وتُقام دولته المستقلة وعاصمتها القدس، مع ضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم، لن نترك الإسرائيليين يعيشون حياتهم الطبيعية. والجولة الجديدة من القتال سيحددها مدى التنفيذ على الأرض بالضفة الفلسطينية وقطاع غزة.
ولخطورة استمرار العدوان الإسرائيلي والتهديد المستمر بتوسيع نطاقه في الضفة والقطاع، يتطلب تبني إستراتيجية دفاعية لقطاع غزة، متوافق عليها وطنياً، مع توفير مقومات نجاحها. وأبرز متطلبات الإستراتيجية الدفاعية تتمثل بـ:
* بناء جبهة مقاومة موحدة من جميع القوى المقاومة.
* إنشاء غرفة عمليات مشتركة لإدارة المعركة بمرجعية سياسية واحدة وبمشاركة جميع فصائل المقاومة.
* العمل على امتلاك بنية عسكرية موحدة قادرة على ممارسة مختلف أشكال النضال المسلح المشتقة من هذه الإستراتيجية:
o الرد بقرار موحد بالقصف على عمليات القتل الإسرائيلية.
o مواجهة التوغلات والاجتياحات الإسرائيلية... الخ. ووضع الخطط اللازمة.
o القيام بعمليات نوعية رداً على أي عدوان عسكري إسرائيلي.
o الإعداد العسكري: تسليح – تدريب - تجهيزات عسكرية وتحصين.. الخ.
* إنشاء فروع لفرقة العمليات تستند إلى الإمكانيات الحكومية في القطاع، توفر مقومات الصمود للجميع، سواء خطط الإيواء والإغاثة، الإخلاء والإسعاف، الإنقاذ على يد الدفاع المدني، الإعلام.. الخ.
إن الإستراتيجية الدفاعية تتطلب أولاً وقف التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال وإلغاء اتفاق باريس الاقتصادي المهين والمذل لشعبنا، وأن يجري توفير مقومات الصمود لشعبنا وتوسيع دائرة المشاركة بالقرار على قاعدة "شركاء في الدم شركاء في القرار" وبما يوقف الاستفراد وتهميش المؤسسات القيادية والتمثيلية لشعبنا، ويطيح بالمحاصصة ويعزز الشراكة الوطنية على جميع المستويات.