حرق الطيار الحربي الأردني معاذ الكساسبة يأتي في السياق الطبيعي للمواجهة المستعرة مع الإرهاب الدولي. ومن كان يتوقع غير ذلك إنما يقع في إسار الوهم، ولان الإرهاب لا دين له، فكان لا بد أن يكون مصير الكساسبة القتل بغض النظر عن طريقة إعدامه.
سورية حذرت مراراً من ارتداد الإرهاب على الآخرين غير أن الجميع صم آذانه وأغمض أعينه متعمداً أو مغرراً به إلا من رحم ربي. وقالت دمشق إن الأبواب ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات.
حكومة الأردن مثل غيرها ممن راهن عبر تكتيك لم ولا يخدم إستراتيجية الأمة العربية في محاربة الإرهاب الجديد القديم الذي يأتي في مقدمته الإرهاب الصهيوني، قال مراقبون إنها (الحكومة الأردنية ) قد تتخذ خطوات حاسمة لمواجهة الموقف الجديد، خشية ارتداد الإرهاب إلى الأردن، ومحاولة من القيادة الأردنية لامتصاص غضب الشارع، الذي هاله ما تعرض له الطيار الكساسبة.
السؤال الآن: ما هذه الخطوات الحاسمة؟
إذا كان الجواب سيأتي بعد أربع سنوات من «الربيع العربي» عبر دم الشهيد الكساسبة، فهو حتماً متأخر، ومع ذلك أن يأتي متأخراً خير من ألا يأتي. غير أن التحدي الأبرز أمام الأردنيين اليوم ومستقبلاً يتمثل بالخروج من تحت عباءة اتفاقية وادي عربة مع الاحتلال الصهيوني وفك الارتباط الكولونيالي معه ومع حليفته الإستراتيجية الولايات المتحدة الأميركية وغيرها من دول الاستعمار التي أوجدت ودعمت المنظمات الإرهابية، من الحركة الصهيونية وصولاً إلى تنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهما.
بغير هذه الخطوات الحاسمة لا يمكن للحكومة الأردنية أن تثأر لدماء الكساسبة ودماء الذين ظلمهم «الربيع العربي» في الأردن وسورية وكل المنطقة، وإلا فإن الإرهاب آت إليكم في عقر داركم.
عودة أردنية إلى بناء علاقة وطيدة مع سورية والمقاومة والدول الرافضة للإرهاب بهدف القضاء على جذور هذا الإرهاب، أجدى من كل التكتيكات الجوفاء والعلاقات الكولونيالية مع العدو الصهيوني وحلفائه. فهل يكون ذلك الآن وليس غداً؟