إن الذي يدفع الإنسان إلى أن يكون شيئا عظيما ،هو ليس الرغبة أو الدافعية .. كما يُقال أويُشيعه البعض .. فهناك من ارتَقوا إلى مكانة عليا ،وبلغوا أعنان السماء ،وهم قد أحاطت بهم أجواء العذاب والفقر والجوع.. فأي رغبة وأي أحلام التي .. يمكن أن تحرك الإنسان ليكون شيئا مذكورا في مثل تلك هذي الأجواء ..قد يقول قائلا إذا هو العناد هو الذي يجعل الإنسان عظيما ..نعم عناد الإنسان لنفسه ،وللآخرين بكل فطرية ، وتحديه وعدم رضوخه وتسليمه بانقطاع أنفاسه الأخيرة ،كما الغرقى في أغوار البحر ،..الذين هم يرفضون السقوط ويرفضون الاختفاء أو الطمس ،إلا أنهم في ذات الوقت لا يسخطون من الموت ولا ينكرونه ..لأنهم يعلمون أنه نهاية المطاف الحتمية ..وقد يقول آخر.. ماذا لواختار الإنسان بديلا عن العناد أوالتعنت.. كأن يحب نبض الحياة بكل ما فيها من بشرٍ وشجرٍ وطير ،من أمل ٍ وألم ..لتغيرت كثيرا من مفاهيمه البائسة ،ولتفتحت كل الأبواب أمامه، أبواب الأمل والارتقاء ، كما تتفتح الأزهار في فصل الربيع ،فكم من أصوات جميلة كالبلابل ،والعصافير تشدو حولنا لكنا بكل تغطرس نسد الآذان ، يعني هي دعوة لأن نرتمي بأحضان الطبيعة ونتأمل جمال اخضرارها بعيدا عن المدنية بضجيجها وانزعاجها ، !!لكني ، أعترف وبكل صراحة من وجهة نظري الخاصة بأني اختلف كل الاختلاف مع تلك الأقاويل وإن أصابت بعض سهامها..كما أني أختلف مع الكاتب الذي قال :( أن الرغبة وحدها تصنع المجد ،وأن الرغبة هي التي دفعت كاتبا صغيرا في محل ٍ تجاري "كإبراهام لنكولن" ،والذي لم ينل غير قسطا ضئيلا من التعليم إلى أن يدرس كُتب القانون التي عثر عليها مصادفة في قاع برميل ٍ فارغ ) ،فما أكثر البراميل الفارغة في أيامنا ،والتي بكل آسف قد نُسفت قيعانها ..لكن ما من شيء يجعلنا عظماء سوى أن نستشعر حلاوة "الإيمان "فما أحوجنا الإيمان الذي يُنير لنا الطريق ،وحينها فقط تتحرك فينا الرغبة والحلم وحينها فقط نستشعر جمال ولذة الحياة ،وجمال الكون ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة