قصف دمشق ضمن المعادلة الإسرائيلية الخاسرة لمقايضة الأمن في جبهة الجولان

بقلم: علي ابوحبله

صواريخ زهران علوش بالأوامر الاسرائيليه على العاصمة السورية دمشق هي رسائل إسرائيليه بامتياز وتأتي في سياق الرد الإسرائيلي على عملية شبعا التي نفذها حزب الله ردا على عملية استهداف كوادر حزب الله في القنيطرة السورية ، ما يجري في المنطقة هي رسائل متبادلة ضمن مسعى إسرائيلي يهدف للحصول على تهدئة في الجولان السوري المحتل من خلال إرسال رسائل إسرائيليه للقيادة السورية عبر عملاء إسرائيل من المجموعات المسلحة ان دمشق على مرمى من صواريخ عملائنا في المنطقة.

من معطيات الأحداث أن وراء إعطاء الأوامر لجيش الإسلام الذي يتزعمه زهران علوش لضرب العاصمة السورية دمشق وفي فترات متقاربة هو لشعور إسرائيل بتغير المعادلة وتغير في موازين قوة الردع وقواعد أللعبه التي أرسى دعائمها سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في خطابه الأخير ، وان إسرائيل عبر عملاؤها في المنطقة رغبت بتوجيه رسائلها لتقول أننا لسنا بعيدين عن ساحة الحرب وان لنا عيون وأعوان وعملاء في المنطقة بمقدورهم من تغيير موازين الرعب الذي تشهده المنطقة وتهديد امن العاصمة دمشق وبث الذعر والرعب في نفوس الدمشقيين الآمنين ، زهران علوش يدرك أن الجيش العربي السوري يضيق الخناق على بلدة دوما بعمق الغوطه الشرقية للعاصمة السورية دمشق التي يتمركز بها زهران علوش وجيش الإسلام ، وان صواريخه ضد العاصمة السورية لم تؤتي بنتائج ما هدف علوش لتحقيقه بتنفيذ أوامر الإسرائيليين.

لكن عمليات ضرب العاصمة السورية دمشق تحمل دلالات وأبعاد وان القيادة السورية تأخذها بعين الاعتبار والحسبان لان كل ما يجري مرتبط الآن بالخاصرة السورية الرخوة في الجنوب السوري وان إسرائيل تتدخل بشكل مباشر في أحداث سوريا وهي تسعى لتشكيل طوق أو حزام امني يحمي ويعزل المنطقة السورية المحتلة وتامين إيجاد منطقه عازله تمتد من ريف القنيطرة وصولا إلى منطقة الجولان العربي السوري المحتل ، هناك محاولات تهدف لفك الحصار عن غوطة دمشق الشرقية التي يتحصن ببعض مناطقها مجموعات كبيره من المسلحين وتخفيف الضغط عن مجموعات أخرى بجبهات أخرى ، إن الجيش السوري يدرك عمق المخطط التآمري من قبل المتآمرين على سوريا وان المجموعات الارهابيه في سوريا تعمل وفق مصالح وأجندات إسرائيليه امريكيه وعربيه وتركيا.

وان أوهام معركة دمشق الكبرى التي تسعى قوى التآمر على سوريا لتحقيقها أحبطها الجيش السوري بخططه الاستباقيه منذ صيف 2014 وحتى مطلع العام الحالي 2015 والتي تمثلت عن حسم أهداف عسكريه راهنت عليها مجموعات إسرائيل لحد في المليحة وحتيتة الجرش ، وادي عين ترما عدرا البلد – العماليه ، الدخانيه ، وبعض القرى والبلدات الصغيرة وخاصة بريف دمشق الشرقي ، وان العمليات مستمرة في عموم مناطق العمق الاستراتيجي للغوطه الشرقيه بريف دمشق وحي جوبر الدمشقي ،إن قوة التحالف بين جبهة النصرة وجيش المجاهدين كبرى الفصائل المسلحة بالجنوب السوري وبين الإسرائيليين واضحة ضمن مخطط ما يستهدف سوريا وتحديدا تهديد امن العاصمة دمشق ،، الذين يديرون ويتحكمون ويدعمون ويمولون ويسلحون معارك بعض المجموعات المسلحة ومن ضمنها جبهة النصرة وجيش المجاهدين بالجنوب السوري وخصوصا بمدينة القنيطرة وريفها من خلال معارك جبل الشيخ ألأخيرة، حيث حاولت جبهة ألنصره من خلالها أحداث اختراق يتيح لها التقدم بأتجاة العاصمة دمشق، وكل ذلك يتم بمرجعية ورؤية إستراتيجية أمريكية صهيونيه إسرائيليه ، الهدف ألاستراتيجي الامريكي الصهيوني هو بالوصول إلى ربط أرياف درعا مع أرياف القنيطرة والتوسع باتجاه إسقاط ماتبقى من مدينتي القنيطرة ودرعا، ويبدو واضحا بهذه المرحلة قوة التحالف بين جبهة النصرة وجيش المجاهدين كبرى الفصائل المسلحة بالجنوب السوري وبين الإسرائيليين،، الذين يديرون ويتحكمون ويدعمون ويمولون الفصائل المسلحه بالجنوب السوري ، والهدف هو الوصول ألي ربط العمق ألاستراتيجي لريفي العاصمة دمشق مع مجموع المناطق التي تقع تحت سيطرتهم بمدن الجنوب.

المعارك في الجنوب السوري تدار برؤيا استراتجيه من قبل من يوجهون المجموعات الارهابيه المسلحه لتحقيق اهداف واجندات مشغلي هذه المجموعات وان هدف الخطه الامريكيه الصهيونيه هو الوصول الى العمق الاستراتيجي لريفي العاصمه دمشق وفق رؤية القائمين على مخطط استهداف العاصمه السوريه والتي كانت الصواريخ التي استهدفت العاصمه السوريه احد اهم عناوينها ، ان الجيش العربي السوري الذي تمكن من افشال كافة المخططات الامريكيه الصهيونيه وعرى حقيقة التحالف الامريكي العربي الصهيوني وافشل واسقط مخطط استهداف سوريا واسقاط دمشق يدرك معاني ومغازي استهداف دمشق من قبل انطوان لحد الجديد ، القادة الميدانيين بالجيش العربي السوري يؤكدون أستعدادهم الكامل لضبط أيقاع أي معركة قادمة من الجنوب باتجاه دمشق مع حديث عن احتمال شن هجوم مضاد ,,سيحبط أي مخطط يستهدف العاصمة دمشق من جهة الجنوب،، ومن هنا فان ألاسابيع القليلة القادمه ستعطي الدليل والبرهان على قدرة الجيش العربي السوري من احباط وافشال كل المخططات التي تستهدف العاصمه السوريه دمشق وان حقيقة المنطقه مقبله على تغيرات استراتجيه هي ليست في صالح المخطط الامريكي الصهيوني ولن تكون في صالح المنخرطين بالمشروع الامريكي الصهيوني خاصة اذا ما اخذنا باستراتجيه تغير قواعد الاشتباك واخذنا بتغير قواعد اللعبه وان امن دمشق وبيروت هما من امن محور المقاوم هواي استهداف لدمشق قد يعرض المنطقه برمتها للخطر الداهم ولن تسلم منه تل ابيب والمنطقه برمته.

وان دمشق تعي اهداف محاولات اسرائيل من وراء اعطاء الاوامر لعملائها لقصف دمشق ومحاولات المقايضه الاسرائيليه الخاسره لان امن المنطقه برمته هو بانهاء احتلال اسرائيل لفلسطين وهضبة الجولان ومزارع شبعا وتحرير القدس وغير ذلك لا يمكن للمنطقة أن تعيش الامن والاستقرار ولا يمكن الاستسلام أو التسليم بالمخطط الأمريكي الصهيوني الذي هدفه تحقيق امن إسرائيل وتدمير العالم العربي واستهداف امنه القومي العربي ضمن مخطط يقود لاستدامة حالة الفوضى واضعاف وتفكيك منظومة الجيش العربي السوري والجيش المصري وضرب قوى المقاومه في المنطقه.