زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى مصر تأتي في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة ضمن عملية التغير في موازين القوى الدولية والاقليميه ، مصر تعيش على عتبة التغير في سياستها الخارجية ضمن استراتجيه مصريه تقود إلى عملية التنوع في التحالفات الدولية والاقليميه ، قبل ثورة 30 يونيو كانت مصر علاقاتها محصورة بالولايات المتحدة الامريكيه حيث توطدت العلاقات الامريكيه المصرية بعد اتفاقية كامب ديفيد وكانت تتلقى مساعده امريكيه سنوية تقدر بثلاثة مليارات ونصف مليون دولار حيث احتكرت الولايات المتحدة الامريكيه تسليح القوات المصرية وانه نتيجة تلك العلاقة والتحالف المصري الأمريكي انكفأت مصر علاقتها بمحيطها العربي وتراجعت قوتها الاقليميه بالمنطقة ، ومصر اليوم تحاول إعادة التوازن في علاقاتها الدولية ضمن مسعى مصري لإعادة لعب دور إقليمي ودولي يعيد لمصر سياستها المحورية على الصعيد العربي والإفريقي ، وان ذلك مرتهن بتغير في السياسة الخارجية المصرية ، زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إلى مصر مسعى إلى توطيد العلاقات بين مصر وروسيا فيما لا تزال العلاقات بين القاهرة وواشنطن فاترة ، الكرملين يسعى إلى تعزيز ألتجاره والعلاقات ألاقتصاديه بين مصر وروسيا ضمن إستراتجية روسيا لفك الحصار الذي تفرضه أمريكا وأوربا على روسيا بنتائج أزمة أوكرانيا ، الزيارات المتبادلة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس فلاديمير بوتن هو ضمن عودة الدفء للعلاقات بين البلدين ، العلاقات التاريخية بين القاهرة وموسكو مرت بالعديد من المراحل ، كانت أكثرها ازدهارا في حقبة الخمسينات والستينات من القرن الماضي إبان حكم الرئيس الزعيم جمال عبد الناصر ، حيث وصل التعاون العسكري والاقتصادي إلى أعلى مستوياته فضلا عن المواقف السياسية المشتركة إزاء كثير من قضايا المنطقة والعالم وقد اتسمت تلك الفترة بالمرحلة الذهبية وإرساء دعائم حركة عدم الانحياز ، ضمن التغير الذي تشهده مصر فان العلاقات بين موسكو والقاهرة تعود بقوه في هذه الأيام وذلك بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد والهدف هو تنويع علاقات مصر ألاستراتجيه مع أكثر من قوه في العالم ، وان التوجهات المصرية هو بتدعيم الاقتصاد المصري وإعادة التنوع باستيراد السلاح ، وان زيارة بوتن إلى مصر هو ضمن مسعى لتحقيق جمله من الشراكة مع مصر على رأسها التعاون في مجال الطاقة ومشروع قناة السويس والمجال الزراعي ، إن انتعاش العلاقات بين روسيا ومصر يصب في مصلحة توازن القوى في المنطقة بشكل عام ويقوي موقف روسيا ومصر على المستويين الإقليمي والعالمي ، ميخائيل اورلوف رئيس مجلس الأعمال الروسي المصري يؤكد على أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لمصر لأنها ستعطي دفعه قويه لدعم التعاون بين مصر وروسيا ، وان القمة بين الرئيسين المصري والروسي ستسهم في حل العقبات الاداريه بهدف دعم التعاون الاقتصادي بين البلدين وأشاد في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط بجهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي يبذل كل ما في وسعه لدفع العلاقات مع روسيا للامام واهتمام الرئيس بوتن بتعزيز التعاون مع دول الشرق الأوسط وبالأخص مع مصر ، وأفاد بان نتائج هذه الزيارة سوف تكون أساسا قويا لرجال الأعمال من كلا الجانبين للعمل علي زيادة الاستثمارات المباشرة والتجارة وأنها ستعطي اشاره قويه للروس تطالبهم باعاده النظر في مصر كسوق جاذب للاستثمارات والتجاره مشيرا الي مشاركته في المؤتمر الاقتصادي المرتقب عقده في شهر مارس القادم بشرم الشيخ. زيارة الرئيس الروسي لمصر تاتي بعد عشر سنوات حيث سبقت له زيارتها مره واحده في ابريل 2005 وان هذه الزياره تكتسب اهميتها بالتغيرات التي تشهدها مصر بعد ثورة 30 يناير ، وتفتح هذه الزيارة أفاقا أرحب للاستثمارات الروسية لمصر بعد سنوات من تجاهل الزخم الذي يميز هذه العلاقات إبان الاتحاد السوفيتي ،، حيث من المتوقع أن تبادر كبريات الشركات الروسية بتكثيف النشاط الاقتصادي والتعاون التجاري والاستثماري بين البلدين، إضافة إلى بحث إقامة منطقة للتجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوروآسيوى الذي يضم كلاً من روسيا وكازاخستان وبيلا روس. وحظي الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال زيارته لروسيا مرتين العام الماضي باستقبال حار من الرئيس بوتين حيث كانت الأولى خلال توليه منصب وزير الدفاع فى فبراير الماضي في موسكو، والثانية بعد توليه منصب رئيس الجمهورية وكانت فى أغسطس الماضي حيث التقيا بمنتجع سوتشى.وأشارت الحكومة المصريه من جهتها إلى إمكانية تدريب الكوادر البحثية المصرية فى روسيا، وبحث تغيير محولات القدرة لمحطات السد العالى وخزان أسوان، ومشروعات أخرى لإنتاج الكهرباء، وإمكانية التعاون مع الجانب الروسى فى محطات معالجة وتنقية مياه الشرب والصرف الصحى، وإنتاج أنظمة ومستلزمات الطاقة الجديدة والمتجددة، وكذلك إنتاج الحاويات لخدمة المنطقة اللوجستية بمحور قناة السويس. واستعرض وزير التموين والتجارة الداخلية إمكانية التنسيق مع الجانب الروسى فى استيراد القمح الروسى وتخفيض نفقات شحنه إلى مصر، والتأكيد على إتاحة الامكانات اللازمة للدخول معهم فى تحالف استراتيجى فى مجال إقامة مراكز لوجستية شاملة للقمح، فضلاً عن التعاون في مجال تكنولوجيا الصناعات الغذائية، واتخاذ الإجراءات الضرورية لفتح الأسواق الروسية لمنتجات الشركة القابضة للصناعات الغذائية، إضافة إلى مشروعات البحث والتنقيب عن البترول، واستيراد الغاز. الرئيس الروسي بوتن اعرب عن تضامنه مع المصريين واضاف في لقاء له مع جريدة الاهرام اننا مهتمون بتعزيز التعاون مع مصر الصديقه في مجال مكافحة الارهاب سواء في إطار علاقتنا الثنائية أو في إطار المنظمات الدولية ، خاصة أن بلدينا تعرضا مرارا لهجمات إرهابية، مشيرا إلى أن روسيا تدعم جهود المجتمع الدولي في هذا الصدد".وأشار بوتين، إلى أن العلاقات المصرية الروسية تتطور تطورا ديناميكيا، حيث شهدت الفترة الأخيرة ارتفاعا ملموسا في حجم التبادل التجاري الذي زاد بنسبة 50% ليصل إلى 5,4 مليار دولار، مشيرا إلى أن لدى البلدين قدرات جبارة لدفع التعاون الثنائي وإحراز نتائج أفضل في المستقبل .زيارة بوتن الى مصر تفتح آفاق رحبة بفتح صفحه من التعاون مع مصر وهي تقود الى تمتين العلاقات بين مصر وروسيا وتأتي ضمن عملية التغير في السياسة الخارجية المصرية التي تقود مصر إلى التنوع في علاقاتها الاقليميه والدولية ويفتح المجال أمام مصر للعب دور اكبر في حل القضايا الاقليميه والعربية ضمن التغير الاستراتيجي في السياسة المصرية والتي يتم تتويجها بجمله من التغيرات التي ترسي قواعدها جمله الاتفاقات الثنائية التي سيتم تتويجها باتفاقات ثنائيه مصريه روسية بنتيجة الزيارة للرئيس بوتن والتي تنظر مصر لتحقيقها في ظل ألاستراتجيه المصرية لتنوع علاقاتها الدوليه والاقليميه.