كشفت جريدة "معاريف 30/1/2015"، عن وثيقة سرية كتبها رئيس حكومة إسرائيل الأسبق "آرئيل شارون" بخط يده، وهذا الكشف منسوب إلى الجنرال احتياط "يؤاف غالنت"، يأمر فيها "شارون" عام 2002، بإعداد خطة لطرد الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات"، والتخلص منه، مبرراً ذلك، بالعملية الفدائية التي وقعت في حرم الجامعة العبرية في القدس بتاريخ 31/7/2002، وحسب المصدر، فكان "شارون" يعتبر أن مقتل أي مواطن إسرائيلي أو جندي، هو بمثابة فقدان واحد من أفراد عائلته، وعاد "شارون" ليؤكد ويكرر الأمر القاضي بطرد رئيس السلطة الفلسطينية "ياسر عرفات" من المقاطعة في رام الله، الذي كان الرئيس محاصراً فيها، وكتب "شارون" بخط يده حسب المصدر:" أطلب أن يتم على الفور إعداد خطة لطرد "عرفات"، ويبدو أن الأمر بطرد "عرفات" الذي اتخذه "شارون" في حينه، وتصريحاته العلنية التي نشرتها الصحف الإسرائيلية، طالباً ترك معالجة موضوع "عرفات" بيده، يلقي أضواءً جديدة على موت الرئيس "عرفات" مسموماً.
إن الحملة الحالية ضد الرئيس "محمود عباس"، والتلميح الإسرائيلي بالتخلص منه، بمزاعم أنه ليس شريكاً للسلام، وأنه لا يريد تحقيق السلام حسب المفاهيم الإسرائيلية، وأنه يتنكر للمحارق ضد اليهود في العهد النازي، وهذا كله نسخة جديدة عما نفذه "شارون" ضد الرئيس "عرفات"، فحملة التحريض ضد الفلسطينيين، وضد القيادة والسلطة الفلسطينية، والمطالبة بالثأر من الفلسطينيين، والتحريض في التصريحات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، في وسائل الإعلام وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، هي حملة ظالمة يقودها رئيس الوزراء "نتنياهو" ووزراؤه، وقيادات الأحزاب اليمينية، ضد الرئيس الفلسطيني، وسلطته، وخطباء المساجد، ومناهج التعليم والتلفاز الفلسطيني، ووسائل الإعلام الفلسطينية وغيرها باتهامهم بالتحريض على الحكومة والشعب الإسرائيلي ولكي نعرف ونتعرف على حقيقة التحريض الإسرائيلي على العرب، إضافة إلى وثيقة "شارون" المعروف بجرائمه عندما كان قائداً للوحدة (101) التي كانت تعمل خارج الحدود، ويذكر أهالي غزة مجازره ضد مواطنيها، فلابد أن نتعرف ونُعرّف من لا يعرف مدى التحريض السافر الذي يمارسه الإسرائيليون على شبكات التواصل الاجتماعي، دون أن تعمل إسرائيل والتي تدعي أنها دولة العدالة والديمقراطية على وضع حد لهذا التحريض، إضافة إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين المحرضة.
تحت عنوان "كراهية العرب ليست عنصرية، بل مُثل عليا"، وأن شعب إسرائيل يريد الانتقام، وشعارات عنصرية تدعو إلى تربية الأطفال اليهود على كراهية العرب، وهي واحدة من عشرات الصفحات، التي دشنها ويدشنها إسرائيليون، على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تدعو إلى الفتك بالفلسطينيين والانتقام منهم، فقد بلغ عدد معجبي أحد المواقع، إلى أكثر من (34) ألف مشارك، من ضمنهم الآلاف من جنود جيش الاحتلال، وهذا ينذر بمذبحة وشيكة قادمة، إذا ما قام الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، فهي صورة عنصرية غير مسبوقة، منذ أيام المنظمات الإرهابية الصهيونية قبل عام 1948، كشفت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن وجهها الحقيقي، من خلال مشاركة الآلاف من جنود ومجندات الجيش الإسرائيلي، الذين يدعون للانتقام من العرب، عن طريق ذبحهم، ورشهم بوابل من الرصاص، ليأتي السؤال:من تعلم مِنْ مَنْ الدعوة إلى القتل والذبح، هل تعلموا من "داعش"، أم "داعش" تعلم من هؤلاء العنصريين.
في أحد المواقع، برزت صورة جندي إسرائيلي يشهر بندقيته وكتب تحتها:"دعونا نرشهم بالنار"، في إشارة للإبادة والتطهير العنصري، الذي تعرضت له آلاف القرى والبلدات الفلسطينية قبل وبعد عام 1948.
موقع واللا الإسرائيلي، نقل عن هذه الشبكات للتواصل الاجتماعي، مشاهد عن الحملة العنصرية، وهي متعددة الجوانب، والشعارات العنصرية، يظهر فيها جنود يتعطشون للانتقام وقتل الفلسطينيين، وقتل أكبر عدد منهم، وكتبوا، عبارات، أن كره العرب ليس عنصرية، وإنما أخلاقية، حظيت بإعجاب عشرات آلاف الإسرائيليين، وموقع آخر يدعو لقتل فلسطيني كل ساعة، فأكثر من (10) آلاف إسرائيلي أيدوا هذه الحملة، وفقاً لما نشرته جريدة معاريف، وكتبوا العودة للأخلاق اليهودية، وقتل مخرب كل ساعة، باعتبارهم أن كل عربي مخرب.
أحد المسؤولين عن هذه المواقع، بعث برسالة إلى رئيس الحكومة "نتنياهو" جاء فيها:"بدلاً من تحميل المسؤولية للرئيس الفلسطيني "محمود عباس" عليك تحمل المسؤولية، والقيام بالخطوة الوحيدة، المتمثلة باغتيال عربي كل ساعة"، وفي عبارة أخرى كتب: أن عمليات إطلاق سراح أسرى من خلال صفقات التبادل، أو من خلال خطوات حسن النوايا للفلسطينيين، هي التي دفعت الفلسطينيين للمزيد من عملياتهم، وفقط من خلال استبعاد وقتل "المخربين"، وإزالة المنظمات الإرهابية وشهيتها للقتل، يستقر الأمن.
وسط هذه الهجمة العنصرية، وبدلاً من قيام الجامعات الإسرائيلية، بوقف تحريض طلاب اليمين الإسرائيلي على الفلسطينيين، فإنها تحركت لمحاسبة وإبعاد طلاب فلسطينيين يدرسون فيها، تحت مزاعم كتابتهم تعليقات مؤيدة للمقاومة الفلسطينية، فيما يواصل رئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو" ووزراؤه، الإدعاء بأن الفلسطينيين في الداخل، دعوا خلال تظاهرة جرت في مدينة أم الفحم داخل الخط الأخضر، إلى خطف الجنود والمستوطنين اليهود، وفي جامعة الهندسة التطبيقية "التخنيون" في حيفا، فإن إدارة الجامعة اتخذت إجراءات ضد الطلاب العرب وطرد بعضهم، مما تسبب إلى توتر في الجامعة، بين الطلاب العرب واليهود، فالأجواء أصبحت مشحونة للغاية، وأن رياح التحريض العنصري والدموي على الطلاب العرب، تهب بقوة، بعد تهديد الطلاب اليهود بقتل طلاب وطالبات عرب.
في موازاة ذلك، كشف موقع "واللا" الإسرائيلي، أن الآلاف من الجنود الإسرائيليين، نشروا في اليومين الماضيين على شبكة الإنترنت، آلاف الصور لهم، وهم يحملون أسلحة ولافتات كتب عليها:"دعونا ننتقم، يجب قتل الفلسطينيين"، ويطالبون أن يسمح لهم برش الفلسطينيين بأسلحتهم أينما كانوا، حتى أن السكرتير العام لحركة بني "عكيفا" الحاخام "نوعام بيرل"، انضم إلى قافلة الداعين إلى قتل الفلسطينيين، مطالباً الانتقام، وهذه الحركة، تعتبر أكبر حركة شبيبة يهودية دينية، وهي التنظيم الشبابي لحزب البيت اليهودي الذي يترأسه الوزير "نفتالي بينت"، وتضم في صفوفها عشرات آلاف الشبان اليهود والخريجين من المستوطنات، فقد أصبحوا يرفعون شعار الثأر من الفلسطينيين دون خجل.
لقد أصبحت الشبكات الاجتماعية في إسرائيل، منبراً تمكن مستعملوها من نشر كل شيء يخطر ببالهم، كما أصبحت التصريحات التي تدعو إلى قتل الفلسطينيين، والتحريض على العنصرية مهما تبلغ من الوقاحة، الأكثر رواجاً على الشبكات الإسرائيلية، هذا التحريض يحظى بالإعجاب، وأن الحكومة الإسرائيلية، وسلطات القانون، يتجاهلون هذه العنصرية، ولا يحاولون الرد عليها، أو شجبها، أو منعها والقيام بإجراءات ضد المروجين لها، فالتنظيم العنصري حديث العهد الذي يحمل اسم "لهفاه"، كتبوا على صفحتهم الإلكترونية:"ليس العرب بشراً بل حيوانات"، مما زاد عدد المعجبين بهذا القول، أكثر من (21) ألف معجب، حتى أن اليسار الإسرائيلي الذي يطوله التحريض، كتب على صفحة "لهافاه" أيضاً:" كلنا ضد اليسار المتطرف"، الذي أعجب به أكثر من (22) ألف معجب.
البروفيسور "يئير عميحاي"، رئيس مركز بحث علم النفس في مركز هرتسليا متعدد المجالات يقول:أن التطرف في الآراء، للحصول على عدد كبير من الإعجابات، وأن هناك من يراه تعبيراً عن الكراهية في الشبكة تنفيساً للغضب، وهذا يقلق المواطنين العرب في إسرائيل، الذين يطالبون سلطات القانون أن تتطرق إلى هذه العنصرية، والعنف الكلامي في الشبكات الاجتماعية، وينبغي العمل ومواجهتها بكامل القوة، ويطالبون الشرطة أن تحذر جميع الذين يعبرون على هذا النحو العنصري، وتقول الشرطة، أن أياديها مكبلة، وأن فرض القانون في الشبكات الاجتماعية، تنطوي على تقييد يتعلق بحرية التعبير .
ويرى مطلعون إسرائيليون أن الحل للتحريض العنصري في الشبكة الاجتماعية، يجب معالجته في التربية وفي المدارس، وترتيب ما يجوز وما لا يجوز، فحرية التعبير يجب وضع حدود لها، ويجب على الحكومة أن تبذل جهداً لوضع حد لها، فهذه المواقع، التي تروج الشعارات العنصرية، وتدعو الأطفال اليهود لكراهية العرب، وتبني دعوات مثل:"كراهية العرب ليست عنصرية، بل مُثل عليا"، وأن شعب إسرائيل يريد الانتقام، ليُمح اسمهم وذكرهم، كما جاء في كتاب التوراة، ومن ما ورد في توراته: "لنغتصب نسائهم زكريا ي.د14" لا يستبعد أن يفعل كل شيء. فمن هم العنصريون والمحرضون؟