وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ/ لا تقلق اسيرنا فالفرج قريب ان شاء الله

بقلم: عطية ابوسعده

يبدو ان معالم الفرقة باتت تطال القريب قبل البعيد ويبدو ان علامات مراحل الزمن توقفت بين ضغينة التحزب وصراعات الانتماءات الفصائلية وتاهت بينهما حالات اسرى يقبعون في السجون خلف مسميات حزبية قبيحة قبح الاحتلال للارض الفلسطينية , قبح الصهيوني النازي القاتل والمجرم , يبدو لي ان التحزبات والمناكفات السياسية باتت تطال الاسير بآثارها ... تعددت الجمعيات وتكاثرت النوادي التي تنادي جميعها باسم الاسير وبحقوقه السليبة صهيونيّاً وفلسطينياً كلمات وخطب رنّانة وكتابات في حلقات التواصل الإجتماعي وعبر طيّات الصحف تنادي جميعها بحق الأسير في العيش الكريم .. بالطبع ليس حبّا بالاسير بل لمصالح ذاتية واستغلالات حزبية ضيقة وتناسى الجمع الجميع ان الاسير فلسطيني الإنتماء والمولد والمنشأ قبل ان يكون حمساوياً او فتحاوياً او جبهاوي ....

رحم الله شهيدنا الياسر يوم كانت مظلّته مشرعة فوق رؤوس كافة أسرى ابناء هذا الوطن السليب , يوم كان الانتماء الحقيقي للوطن كل الوطن وليس للضفة أو غزة وليس لحماس او فتح , اليوم نرى تحزبات متعددة الأشكال والمناهج والأهداف وجمعيات بألوان الطيف الفلسطيني ونوادي باتت تبحث عن الشهرة والمصالح الشخصية على حساب الاسرى ... بالامس القريب كان مهرجان جمعياتي لجمعية واعد في القطاع للاسير اسامة ابو الجديان بمناسبة دخوله العام الثامن والعشرون في الاسر وهو فتحاوي الاصل والانتماء والجميع يعلم ذلك وكانت جمعية واعد مشكورة راعية هذا المهرجان وفي مقدمة الحشد وكان هناك ايضا وفد من حماس ايضا مشكور ولكن وللاسف الأمر الذي حزّ بنفسي كثيراً انه لم يكن أحد من ابناء الفتح حاضراً لم تكن راية واحدة صفراء مشرعة لم يكن من ابناء التنظيم سوى اخوته وابناء عمومته ورفاق دربه ممن شاركوه زنازين السجن وكسر قيدهم بارادة وعنفوان .. خرجوا من السجون في عمليات تبادل اسرى سابقة .....

كم كنت اتمنى ان تكون الفتح حاضرة في هذا المهرجان وكم كنت اتمنى ان تكون فعاليات الوطن موحدة في مساندة هذه العائلة المكلومة , كم كنت اتمنى من نادي الاسير الفلسطيني في القطاع ان يكون متواجدا بقوة لكن يبدو لي ان موضوع اسيرنا لم يكن من اولويات اخواننا في نادي الاسير , كم كنت اتمنى على الاخ عبد الناصر فراونة بالاسم والمضمون والاعتبارية ان يكون حاضراً , ولكن يبدو ان الانتماءات الحزبية تغلبت على الانتماء الى الوطن ويبدوا ان اخوتنا في نادي الاسير الفلسطيني لم يعترفوا بفتحاوية هذا الاسير فان كان كذلك على الاقل يمكنهم الاعتراف بوطنيته او بالاحرى فلسطينيته , لا اريد البحث عن مسببات واهية لعدم الحضور كون المعني بالامر في نظريتهم المسبقة ان الأسير محكوم جنائيا رغم أن الجميع يعلم أنه معتقل على قضية مشتركة بينه وبين ثلاثة من عائلته جميعهم خرجوا او بالاحرى تم اخراجهم في عمليات تبادل اسرى وبقي هو خلف القضبان يصارع السجن والسجّان ويتجرع بين بواطن احشائة مرارة التهميش والخداع الممنهج من ذوي القربى وممن كانوا بالأمس رفقاء درب ...

لماذا لا تتوحد الجهود لماذا لانكون جميعنا فلسطينيين فالاسير يتعطش لكلمة تسنده في محنته ولكن اصحاب الكلمات باتت كلماتهم موزونة وموجهة حسب بوصلة المصالح وحسب الإشهار الاعلامي والبَريق الحزبي وحسب المهرجانات الهادفة والأقاويل والإملاءات الكاذبة التي يعتمد عليها هؤلاء .. هنا لا اسمي اشخاصا بمسمياتهم ولكن اللوم على الجميع ففلسطين للفلسطينيين والاسير هو ابن لهذه القضية فتحاويا كان ام حمساويا او جبهاوي او غيره من المسميات لانه في اليوم الذي يقبع فيه خلف القضبان تصبح قضيته فلسطينية بحتة خارج نطاق الحزبية والمناطقيّة ولا يجب أن نترك هؤلاء لقمة صائغة للعدو لينال منهم مناله كما فعل مع اسيرنا اسامه .....

قام العدو بتحويل قضيته من سياسية الى جنائية وفصله عن بقية افراد المجموعة ليس لأنه جنائي ولكن كونه كان الرأس المدبر لهذه المجموعة وانتقاماً منه وبحنكة ومكر ودهاء العدو اخرجوه من كل مقومات وامتيازات الاسير السياسي , فظلم اسيرنا ظلمين الاول صهيوني وذاك عدو لا ملامة عليه والظلم الثاني فلسطيني بحت حين تم تهميشه سياسيا وماليا واصبح يعتاش على صدقة الاسرى ممن هم حوله وكانت الحياة هيّنة عليه لو كانت تسمح له الزيارات ولكن حتى الزيارات باتت ممنوعة عليه حيث أنّه لم يرى اهله منذ تسع سنوات خلت ويدخل اليوم في سنتة العاشرة ....

بالأمس القريب رحلت والدته قبل ان تنعم بلقاء فلذة كبدها , كانت تتمنى ان تراه يوماّ خارج القضبان مثل اخيه الذي شاركه نفس العملية ونفس القضية ولكنها رحلت .. رحلت وتركت وصيّتها ان تهتم العائلة به عند خروجه والوعد لها ايضا منّي ومن هم يساندون أسامة في محنته ان نهتم بقضيّته حتى قبل خروجه , فهو ابن لهذه القضية وابن لهذا الوطن وسيخرج يوما لان قلاع السجون لم تبنى على رؤوس الابطال فالأسرى هم قلاع هذا الوطن ورايته الحقيقية والخفّاقة , واخيرا رسالة الى كل من يتعامل في قضايا الأسرى وشؤونهم ام من كانت له الإمكانية في اضافة فاعلة للاسرى , صديق كان أم أخ أو رفيق , اطلب منهم جميعا توحيد الصفوف والكلمة وتتشابك سواعدهم لأجل فلسطين ولأبناء فلسطين مع يقيني ان كلماتي هذه ربّما لن تصل الى مبتغاها وربّما لن تجد الآذان الصاغية والطامعة الى الوحدة لأجل هؤلاء ....

لكم الله أسرانا من تجارة المتاجرين بكم وبقضاياكم فاصبروا وصابروا ان الله مع الصابرين والفرج قريب ان شاء الله ...

الكاتب عطية ابوسعده / ابوحمدي