آخر ما كنت أفكّر فيه أن أُقتل بسبب ديانتي ، أو بسبب لبسي ، أو لون بشرتي ، أو فكري ، واعتقاداتي . وحينما رأيت وسمعت عن مقتل الثلاثة فلسطينيين في كارولينا في أمريكا الشمالية قبل أيام صٌعقتُ من حجم الصدمة . هل يعقل أن يقوم شخصا ما حينما يراك تختلف عنه بلبسك أو ببشرتك وملامحك العربية بقتلك بدم بارد لا لشيء فقط لأنك عربي ؟.
لم يخطر على بالي يوما ما أن أقتل لأنني من قومية أخرى ، أو من عرق آخر، فالتطرف الأعمى بدأ يستعر بين الشعوب والقوميات الأخرى التي تؤمن بالديمقراطية ، وهذا سببه التحريض المستمر من قبل المتعصبين ، الذين لا يعترفوا بالآخرين كشعبٍ وكقوميةٍ لها الحق في العيش على هذه الدنيا، مهما اختلفت دياناتهم وأعراقهم.
هل أكون بلا دين لكي لا أقتل ؟ ، فلكل شخص حرية اعتناق أية ديانة ، أو معتقد إن كان عقائدياً أو فكرياً أو ايدولوجياً .
قُتلَ الشبان الثلاثة لا لشيء ، فقط لأنهم ينتمون لديانة معينة وقومية عربية ، وبهذا نكون قد وصل بنا الجنون إلى طريق الهلاك ، فلا يعقل أن تقتل شخصا لمجرد كونه يختلف عنك في لونه وجنسه وديانته أو بمعتقده .
إن التطرف يسري الآن بين الشعوب كالنار في الهشيم ، ولن يوقفه سوى وأد الإرهاب ، وهذا يتطلب محاربته بكل السبل من خلال حوار الأديان وغيرها من الحوارات .
لن أغير ديانتي حتى لو قتلوني ، لأنه لي الحق في اعتناق أية ديانة تربيت عليها وترعرعت بقيمها السمحة ، ومهما قتلوا ستبقى الشعوب تكره القتل بسبب تحريمه من الله عزّ وجل .
إن جريمة قتل الشبان الثلاثة هزت العالم وما زالت صداها يدوي في أنحاء المعمورة ، مع أن الإدانات لها كانت قليلة نسبيا من قبل حكومات الغرب وشعوبها، فهل قتل الآخرين مباح ؟ مجرد سؤال يجب أن يلقى إجابة من الضمائر الحية في العالم .