لست ادري كيف تكون البداية ولست ادري كيف كانت النهاية, رجال على الدرب سائرون خلف افواه البنادق صامدون تحت تراب الارض صامدون باصواتهم باسمائهم يناضلون بتواريخهم باجيال واجيال تربت على اياديهم بسواعد صامدة صمود الدهر يقاتلون , رجال هاماتهم عالية علوّ جبال الكون , ارواحهم تنادينا , نظراتهم تواسينا , قواعدهم وقيمهم عليها تربينا , رجال صنعوا التاريخ ومازالوا , رغم مرور 27 عاما على استشهادهم إلّا انهم في ذاكرة قلوبنا يقبعون , رجال صنعوا الانتماء وعلمونا كيفية الوفاء وصناعة الحدث والحرص على معالم البقاء …
لست ادري من اين أبدأ كلماتي حول رجال عايشتهم وعشقت اساليبهم ورجولتهم , مناضلين كانوا , صنّاع القرار مازالوا , واليوم يكون حديثي عن ثلاثة زوايا أو ركائز ثلاثية صنعت للأمة مجداً هم الشهداء الأبطال ابوحسن قاسم ذاك الرجل الصارم في كلمته الحاد كالسيف في قراراته الصادق في انتاءاته من يراه يهاب الموت امامه ولكنه كان يمتلك القلب الحنون الأبيض الصافي كان يمتلك صدق القول وحرص الفعل وكما يقال بالفلسطيني كان أخو صاحبو , أما شهيدنا العزيز حمدي سلطان ذاك المناضل المشاغب صاحب النكتة المرحة والكلمة الطيّبة والقول الحق دينامو العمل التنظيمي والعسكري , الرجل الذي لا يكل ولايمل يعمل ليل نهار متنقل بين المدن بين القواعد وايضا بين ثلاثية الدولة لبنان وسوريا والاردن , كبير بفعله صديق لأهله وفيّ لأخوته , اما مروان ذاك الرجل العاقل الهادئ الذي يتعامل مع الامور بسريّة المناضل العنيد تراه وكأنه ابن الطبقة البرجوازية في الشكل والمظهر ولكنه حقيقةً الرجل الذي تميّز بالإبداع والذي جعل المعقد بسيطاً والصعب يسيراً ..
اليوم ذكرى استشهادهم كان يوم حزين حزن الموت في النفوس , يوم توقفت به الأنفاس , يوم عايشناه بمعناه الحقيقي وألمه العميق نظرا لقربنا من هؤلاء الأخوة الأعزّاء على قلوبنا , نظراً لتلاحمنا التنظيمي والنضالي والأنتماء للقضية والوطن , نظرا لصدق الانتماء لحركة فتح ورجالها العظماء .. كان يوماً توقفت به عقارب الزمن ومن خلال هؤلاء الابطال نستذكر معهم شهداء التنظيم 77 وشهداء الأوسط وشهداء الكتيبة الطلابية وشهداء الغربي عموما وشهداء حركة فتح وشهداء فلسطين بكافة اطيافها وانتماءاتها , اليوم ومن خلال ذكرى هؤلاء الابطال توحدت الأقلام وتعددت المعاني والهدف واحد وكما قال اخونا حسن صالح احد ابطال هذا العمل ورفيق درب هؤلاء الأبطل يذكّرنا ونستذكر سويّاً شهداء تناستهم الأقلام ولكنهم في القلوب باقون منهم قادة من طارز فتحاوي خاص , رجال بنوا تجربة نضال خاصة في السرية والكتيبة الطلابية وبعمل نشيط داخل الارض المحتلة..
والاهم انهم ابناء تجربة الاعتماد على الذات اي الاعتماد على شعبنا وامتنا وانهما فقط العوامل الذاتية لحسم الانتصار…كما كانوا يؤمنون بالعمل والممارسة وخلق حقائق النضال باعتبارها الوسيلة الرئيسية لوجودنا وانتصاراتنا اسماء شهداء كثيرين استحضرت منهم الشهداء سعد جرارادات وجواد ابو الشعر ومحمد علي ابو يعقوب والحاج حسن ضراغمة ، ود. حنا ميخاءييل وطوني النمس ، ونذير الاوبري ودلال المغربي ، وكان في مقدمة القائمة الزعيم الراحل ياسر عرفات والقائدين ابو جهاد الوزير وابو اياد … فهكذا ثورة وراءها مثل هؤلاء الشهداء ويدعمها ويحميها شعب بطل كشعب فلسطين ستستمر بالكفاح والنضال حتى النصر…وسيظل شعار ثورة حتى النصر روح وجوهر الشهداء والمناضلين واستمرار الطريق حتى الحرية .. نتشارك الكلمات ونستذكر سويّاً اخي حسن الشهداء نتوحد بالكلمة بالقول والفعل ….
اليوم ينتابني شعور عميق من الافتخار بفلسطينيتي أولا كوني رافقت هؤلاء الأخوة الأعزّاء على قلبي لأن هؤلاء رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ,, رجال كانوا يعلمون جيدا كيف تصاغ وتدار مراحل النضال ويعلمون أيضا كيف يتم التواصل مع الأهل على الارض وهذا ليس بغريب عن أناس أرادوا أن يكونوا علما يرفرف عاليا في سماء فلسطين تحت راية الأفعال الحقيقية والهادفة وليس الكلام المنمق والخطاب الموجه في هذا الإتجاه أو ذاك وكما هي عادتهم منذ ظهور معالم اهدافهم .
كانوا حقيقة رجال الفتح الأوفياء رحمكم الله اخوتي ورفاق دربي , حمدي سلطان , و أبو حسن قاسم , و مروان الكيالي ,, بكم ومن خلالكم توحدت الافكار وتوحدت عقيدة الانتماء
رحم الله شهداء فلسطين جميعا
الكاتب .. ابوحمدي / عطية ابوسعده