شيء من الرعب................!!

بقلم: توفيق الحاج

شاهدت (عتريس) يبطش بقرية للنسيان خائفة..ويقهر (فؤاده) التى احبها بينما هي احبت فيه البراءة قبل ان تتلوث بالطاغوت والجبروت ..لم تستسلم روحها رغم استسلام من حولها للخوف لانها وجدت (الشيخ ابراهيم) اول من يبدأ الصراخ (جواز عتريس من فؤادة باطل)!! ولينهار في النهاية جبل الظلم تحت وقع هديرالمظلومين ومشاعل الثائرين فيموت حرقا من احرق وقتل وارعب!!
ملحمة لا تنسى..تتجدد بديمومة الصراع بين الظلام والنور..تحولت فيلما لم يمنعه عبد الناصرفي عز مجده...!!
تأملت القسمات الصارمة المتحجرة بابيض وا سود يضفيان عمقا وقسوة وواقعية تشعرك بالخوف فعلا..!!
تخيلت الحاكم..ووزيرالداخلية وقائد الفصيل والمختار ورئيس العصابة وشيخ الغفر والمخبر والمندوب والامن بمسمياته وشاويش السجن والشبح والقمع الهراوة!! لا فرق فالحاكم يسرق واللص يسرق..الحاكم يخطف ويقتل ورئيس العصابة يخطف ويقتل.!!
المفارقة المضحكة المبكية ان يتحول (الشيخ ابراهيم) في يومنا هذا من رمز مقاوم للقهر الى عتريس اعتى والعن.. يعيدنا بفتواه العمياء وارهابه الاعور الى زمن الذبح والرجم والصلب والسحل والحرق..!!
اذكرهذا..وانا منذ بدات رحلة الالم والقلم ...اعيش ما ارى واسمع ..اعاني مخاض الفكرة وشوك الكلمة.. اكون في قمة سعادتي عندما اوفق في التعبيربصدق عن هموم وامال شعبي ...واتحمل في سبيل ذلك كل عنت ولوم متجاوزا عن كل تهديد ورجم ...استجوبني ضابط المخابرات الاسرائيلي والفلسطيني على السواء واكلت وجبات ساخنة كثيرة..!! لكنها كانت في سبيل وطني الذ من مناقيش الصباح ..وامي تحدثني عن قرية (بشيت)..!!
صدقوا اولا تصدقوا..طوال السنوات المرة السابقة.. لم اشعر بذرة خوف.. ليس لشجاعة فائقة او قدرة بدنية لائقة فانا اضعف جسدا من عادل امام..!! وانما لقناعة.انه لن يحدث لي الا ما اراد ربي.و ان من اراد بي شرا لن يصل الى اكثر من سجن وعلقة واقامة جبرية..!! لكن مع تسارع الاحداث وجنونها فيما يسمى بالربيع العربي وما تلاه...وتصاعد حدة العنف والارهاب في بيتنا ومن حولنا..بل واستسهال القتل الفردي والجماعي بما يعيد الاذهان الى ماجرى من فلتان في الانتفاضة الاولى وفي الانقسام البغيض..!!
في زمن ادارة التوحش.. اصبح الانسان ارخص من دجاجة.. يذبح ببساطة ويدفن في فيديو !! وان كان العدد كبيرا ومرهقا للذابحين يكتفى بهدية في الراس عن قرب كما لوان القتلة يوزعون الحلوى على الضيوف..!! وهذا وحده سبب كاف للهلع..!!
كان حرق الكساسبة مخدرا.. رسالة الرعب التي ارادوا لها ان تصل...لكني اعتقد انها اساءت كثيرا وشوهت صورة للاسلام والمسلمين وستكون بداية النهاية لمن بغى ولمن فجر.. كما انتهى المغول والصليبيون والتتر..!!
لافرق عندي بين ارهاب وارهاب ..لا فرق بين البطش الاسرائيلي بغزة وذبح الزيديين في سنجار والاقباط في ليبيا وقتل المسلمين في امريكا.!!.فالارهاب هو الارهاب وحش خرافي..متطرف و قبيح..لا دين له ولاجنسية..!!
كنت اعرف ان انفلونزا الرعب قد وصلت غزة.. وان لها انصارا في حاضنة !! رايت رايات سوداء تتوعد المركز الفرنسي بالذبح على خلفية شارلي ابيدو..!! وقرات من قبل عن تهديد بذيء موجه لمجموعة من الكتاب والصحفيين سرعان ما تم التنصل منه في حين كنت شخصيا اواجه سيلا من الحقد والتحريض على مواقع اعلامية صفراء ردا على مقالاتي الساخرة..!! ثم واجهت مثل اخرين تهديدات مباشرة على وسائل التواصل من معاتيه ومرضى..!! لم الق لها بالا..الا اني ربطت في ظل فلتان امني بينها وبين 3 حوادث خطف وضرب في يوم واحد لصحفيين وطبيب..!! احسست ان (الطاسة ضايعة) وان حالة من الذهول بدأت تسود الشارع..اختفى تقريبا صوت المستهدفين.. وتسحب المدافعون عن الحريات وعلا نصح المتوجسين من قذارة المرحلة ..!!
احسست ايضا ان الامر بات يختلف عن كل ما سبق واني مهما كنت.. اظل في عين من يترصد ويستقوي مجرد رقم في قائمة ..(ديته فشكة) ويمكن التخلص منه بسهولة..!!
وجدت من الضروري رغم تهوين وتطمينات العين الساهرة ان احرص والا اخاف... وهناك فرق.!!
احرص قدر الاستطاعة من غدر تافه يراني مزعجا لسيمفونيته الناقصة.!! فمن السهل ايذائي والاعمال القذرة عادة لايفعلها الا تافهون..!!
لست بطلا .. ولا اريد.... ليس عندي بودي جارد كنانسي وهيفاء ولا سيارة مصفحة همر كعمر دياب.!! ولكن لي رب الارباب الذي. ليس بيني وبينه حجاب فهو حسبي في الدنيا ويوم الحساب ..!!
اما الخو ف فلا...لا ازال كعادتي اخرج واسهر وافيس واجتمع والتقي واناقش واقرأ واكتب...اعيش حياتي كاني اعيش ابدا واعيش حياتي كاني اموت غدا..انام مطمئنا..ولن اجعل من أي عتريس مهما كان..قيد خوف..!! وقد وضع الله ما بقيت..الحق في قلبي والصدق على لساني والثبات الثبات بايماني..وان قضيت فانا لست بافضل ممن قضوا!! لست بافضل من الشاعرلوركا الذي انتصرت قصائده على الفاشست وغسان الذي لايزال يدق الخزان وناجي العلي الذي يخربش بالوجع ما شاء حنضلة ..!!
قد يقمع السيف الكلمة الى حين لكن من الغباء ان يطمئن الى ذلك...فالتاريخ يعلمنا وبامثله عدد شعر الراس انها تبقى حية عزيزة خالدة في الذاكرة بينما السيف يموت مخزيا وملعونا بجرائمه الفاجرة ...!!
اللهم اني وكلت امري كله لك... وماعندي فيما قدرت لي من شك...!!