ليس كل ما يلمع ذهبا .. سواء أكان القائل وليام شكسبير أو غيره فلا أكترث بذلك كثيرا.. لكن ما لفت انتباهي هو أن الحكمة أو المقولة حقيقة واقعية لا تنطبق على المعادن أو الأحجار الكريمة أو التماثيل المطلية .. بل تُطبق على الإنسان ..وعلى المعاملات البشرية وعلى السلوك الإنساني و كل الأشياء المحيطة حولنا بصفة عامة..ولأن الظواهر كثيرا ما تخدعنا لذلك أقول أن ما يترتب على الترجمة العميقة من وجهة نظري لتلك المقولة هي إذا ..علينا جميعا الحذر..فالحذر مطلوب منا قبل اتخاذ القرار..مهما كانت ثقتنا بالآخرين ،فأني أرفض بناء الثقة المطلقة أو المتفانية،والتي كم يندم عليها كل من تعرض للدغة عقرب أو ثعبان ،أوتعثر بحفرٍ أو قيعان بشرية.. حيث يقول المصاب يوم لا ينفع الندم ..ليتني وضعت لحياتي ومعاملاتي، معاييرا ورسمت بيني ، وبين الآخرين حدودا تأمينية لكن ما الفائدة.. والعروس قد زُفت ،وأفاقت من نومها في صباح اليوم التالي .. ،وما الفائدة بعدما انفتحت كل الحدود على مصراعيها ،فوطأ أرض الذات ، والخصوصيات ..سواء من هم شرار الناس.. أوحثالة البشر لأن الحدود المفتوحة هي دعوة صريحة للغزو النفسي بكل فضولية ،وتدميرا للأنا وبلا أدنى استئذان ،أو رخصة توحي بالموافقة ..ولما ذابت الحدود وتداخلت تزايدت المشكلات والصراعات المجتمعية ..ولو كانت هناك حدودٌ كما أراضينا ،وبيوتنا لتغيرت حياة البشر ..المهم أني أقول وليس بصورة متناقضة كما يمكن أن يتصور البعض ..أنه ليس عيبا أن نكون بسطاء كالنهر الجاري في معاملاتنا مع الناس .. أو أن تكون قلوبنا ناصعة البياض براقة كقطع الثلج البلورية ،لا كمبيضات الأسنان الزائفة..وليس عيبا أو ضعفا عندما نحترم الآخرين ،لأن إفرازات ثقافتنا مبنية على الذوق وحسن المعاملة والرقي واحترام الذات ولأن نبض عقيدتنا الإسلامية يدعونا أن نعامل الناس بسلوك ٍ حسن ، وأن علينا أن ننتقد وبشدة الأمثال التي تسيء الفهم ،وتوتر العلاقات ،وتحارب السلوك الإنساني ،وتدعو للانسلاخ من الآدمية ،والتي منها ..كن ذئبا حتى لا تأكلك الذئاب ..لأننا ببساطة شديدة لا نعيش وسط الغابات ،ولا بحديقة حيوانات ،وما هكذا يجب أن نربي أبنائنا بل ..علينا أن نعلمهم أن من الضوء ما يهدي للرشاد والنور والرؤية واليقين .. ومنه ما يلقي بالإنسان في الوقوع بشراك الآخرين ،فمن الأسماك تعلمنا عدم الاقتراب من الضوء حتى نتأكد من دائرة الأمان التي تحويه ،وإلا تم اصطيادنا بكل سهولة ،وكذلك تعلمنا من الفراشات المسكينات أن الضوء هداية ونار ..لذلك علينا أن نعلم أبنائنا أن يميزوا جيدا قبل الاقتراب من الضوء الذي يؤدي للتفحم ..أو الاحتراق ،وبين ما يؤول إلية لطريق الرشاد .. فليس كل ما يلمع فيه طوق النجاة ..!!
بقلم /حامد أبوعمرة