يذهلني كمواطن يعيش على ارض بسيطة ، تخلو من مقومات اقتصادية وسياسية ، انتزع منها ايضا اركان الدولة المتعارف عليها في الجغرافيا السياسية ، ما اسمع في وسائل الانباء وبشكل مضطرد ويومي من اخبار تذكر تعرض شخص لحادث ما ، ويتقدم او يذيل تحت اسم الشخص انه قيادة في الحركة البرتقالية أو البطيخية ،
وفى نظرة سريعة لا تحتاج الى عمق وتفكير ، احصيت ان عدد من يوصفوا بانهم قيادات يفوق عدد الشعب ، والمزعج حقا ان هؤلاء يتحدثون عن مناصرة الشعب وسبل علاج ازماته المتراكمة ، وتعجبت لمثل هؤلاء ومطبليهم وتعجبت اكثر من كثرة القيادات والمسئولين ، وشرعت ابحث عن الشعب والبسطاء فلم اجد مكانا لهم في ظل هذا العالم الوصولي المتسلق الباحث عن اوهام وبطولات ومناصب ورقية
وفى خضم هذا الصراع الفكري ، وهو شكل من اشكال صراع الاقدام الاحجام نزلت الى حظيرة دواجن منزلي لأبحث عن الحقيقة الغائبة ، وشدني نظري الى صراع بين ديكي وديك جارى للهيمنة على دجاجاتي السبعة ، حين وصل الصراع بينهما الى درجة البحث عن وجود له في الحظيرة ، يصل الى اقصاء احداهما للأخر ولا يعترف بشرعية وجوده على الارض ، ووصل الصراع بينهما الى درجة العنترة والبختره وكل يفرض عضلاته وينفش ريشه ليثبت نفسه ويوصل رسالته للدجاجات انه هو الاقدر والاولى بالقيادة ..
امام صراع الديكة على القيادة اجتمعت دجاجاتي ، وخرجن بقرار يتناسب مع الواقع المعاش وفى ظل هذا الوضع المقلوب قررت ان تطرح كل دجاجة نفسها كقائد وتشارك الديكة ايضا في القيادة ، وتآمرت الدجاجات ، وازاحت الديكة عن عرشها واصبحت كل منهن قائد يحكم ويرسم في عالم الوهم والخيال ، وقبل مجتمعنا المحيط بالدجاجات بالأمر الواقع مقابل رشوه ترسلها الدجاجات لنا بضع بيضات في ظاهرها ابيض وباطنها اصفر لا يسر الناظرين ..
وصرخت سحقا لمجتمع قيادته مليئة بالدجاج الراشي المهيمن على الحقيقة ، ولازلت ابحث معكم عن الحقيقة الغائبة في زمن تساوت فيه الديكة مع الدجاج
وأمسكت قلمى صارخا معاتبا بشار بن برد حين وصف حبيبته رباب بأن لها سبع دجاجات وديك يحرس البيت ، فهل عملت يا بن برد في زمننا تساوي الديك مع الدجاجة ...
بقلم/ د. ناصر اسماعيل اليافاوي