ومن المشاكل التي تحتاج إلى تسليط الأضواء ..هي أن هناك عدد من القادة ِالعسكريين ..وليس كل القادة .. أنهم يغادروا بساطتهم ،وتلقائيتهم وإنسانياتهم وإلا ونجدهم .. يتظاهرون ، دوما في معاملاتهم مع الآخرين ..سواء داخل مواقعهم أو خارجها ،وكأنهم من طبقة خاصة ارستقراطية ،فتبدوا نفوسهم كمنطقة عسكرية مغلقة.. محظور الاقتراب منها أو اللمس أو التصوير ..وأن معاملاتهم مع من هم أدنى منهم رتبا كما عامة الناس جميعا ،والذين ينتمون لطبقة الكادحين ، المغلوب على أمرهم وكأن المطلوب من أولئك هو فقط .. تقديم الولاء والسمع والطاعة ،وتنفيذ الأمر.. وعدم الجدال ،وإلا يُزج بهم ليس فقط وراء الشمس بل وراء الكون ..هم يتصرفون وكأنهم قد ولدوا قادة ولم يتدرجوا في مناصبهم ،وكأنهم سقطوا من السماء مع حبات المطر ومن بين الغيوم ..وكأنهم تيك أواي أي صاروا قادة كمثل الوجبات السريعة إذا إني أقر وأعترف من وجهة نظري ،وإن اختلف معي البعض .. أن أمثال هؤلاء نظرتهم للحياة لا يمكن أن تكون نظرة سليمة وواقعية بل هي نظرة دونية ،وأنانية مفرطة ،وإثارة شديدة لعقدة النقص التي تتأجج بفعل الخيلاء والزهو.. وحب المنصب والجاه والسلطان ..فالناس في أعينهم على الهامش لا رأي لهم .. فعلى سبيل المثال لا الحصر ..عندما كان إيزنهاور ضابطا صغيرا ..كان هو الذي يعد القهوة ،ويحيك الملابس لزوجته ،ويطهو الطعام كذلك وتفسيره الغريب لتلك الأعمال هو ليس كما نتصور حب الزوجة و مساعدتها في القيام بالمشاركة المنزلية تخفيفا عن أثقالها أو معاناتها أو بدافع الشفقة والرحمة بالزوجة ،بل أنه يفسر ذلك فيقول ما يقوم به من أعمال ٍ وكما ذكرت هي ليست بدافع الحب العائلي ،وإنما هي روح الجندية فالجندي يعتمد على نفسه ..هكذا قال ..حقيقة برأيي انه لم يصب كبد الحقيقة ،بل أنه يحتاج لدورة ماسة وضرورية لإعادة تأهيله عسكريا ..وإلا كيف يكون ذلك قوله، وقد درس تقدير الموقف في حياته العسكرية ،فإذا كان تقدير الموقف من الجانب العسكري وفي أبسط معانيه : هي عملية ذهنية يقوّم فيها تقدير موقف قوات العدو ـ قواتنا ـ الأرض ـ الطقس-اللوجستيك – التسليح وغيره ،وبناء على تقييم هذه العوامل، التي تؤثر في الموقف، يُتخذ القرار المناسب للمعركة من قبل القيادة..فما بالنا في تعاملنا مع البشر أليس حريا بنا أن ندرس جيدا تقدير الموقف لذاتنا ،ومن ثم كيفية التعامل مع الآخرين وهو الأهم ..ثم من وجهة نظري هل لو ذكر إيزنهاور في تفسيره أن ما قام به من أعمال هو بدافع التوازن الحياتي النفسي بين القيادة وبين الإنسان.. وبدافع التوأمة والتوافق بين روح الجندية ، والحب العائلي هل سيكون ذلك عيبا أو انتقاصا من قدره ..؟!
بقلم /حامد أبوعمرة