لا دين ولا شرع ولا عرف ولا عاده ولا تقاليد ترضي باستمرار قطع الكهرباء عن البشر فان الله خلق الحياة كي ننعم بها وليس لكي نكون تعساء لهذا الحد فأي منطق تسلكه شركة قطع الكهرباء وتمعن باستمرار فصل الكهرباء عن بلده بكاملها مدة 30 ساعة متواصلة فلا يكفي ما يعانيه قطاع غزة من دمار وخراب بيوت وتشريد سكانه الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ظل هذا الشتاء الأكثر بروده فأن قطع الكهرباء آفة عظيمة وذنب لا يغتفر، فالشوارع مع قطع الكهرباء تصبح مظلمة ولا يستطيع الشاب الرؤية فما بالك بالشيخ الهرم فاليوم في صلاة الفجر احد كبار السن كان أن يقع في بركة وان يموت لولا عناية الله فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون. فألي هذا الحد أصبحنا في الوطن تعيش أسر علي أنين أحزانها جوعا وتسافر أرواح علي سرير المستشفي ألما وترحل لم يجدوا من يطعمهم ولا المرضي وجدوا من يعالجهم . وشباب وأطفال واسر بكاملها ماتت حرقاً بسبب الكهرباء ، صورة قاتمة قدمتها الحياة السياسية في بلادي علي مدي سنوات من الانقسام المرير ولا تزال تزيد في صوره بشعة تجعلنا نتساءل ما ذنب هذا الشعب الذي يملك هذه الخبرات وهو لا يزال المواطن فيه يعجز عن تأمين خبز الصباح وحبات أرز وموزه لصغير يئن جوعاً ...وصرخات الساسة تعلوا أن البلاد بخير وأن العباد بخير وأن الأرض علي خير وأن تلك الأحياء وتلك الوجوه البائسة ليست هنا بل صورة عابرة كانت هنا ذات يوم ،.... لقد مللنا السياسة ومللنا الوجوه المتملقة فدعونا نجرب دكتاتوراً عادلا بدل ديمقراطي جائر, وقومي طافح ويساري يدعي انه كادح وإسلامي مطبل بدفوف النفاق والكذب فأية نخبة هذه ...وأية وطنية فسحقا لنخبة كهذه وأفكار كهذه ووطنية كهذه أما آن لنا أن نعي أن نعقل أن نعتبر ونفكر بالأجيال القادمة ماذا سيكتب التاريخ يا وطن وماذا سيكتب أبناءنا عنا يا وطن ؟ فالتاريخ ماذا ينبغي أن يكون!!!! لان كل شخص لدينا به وله وعنده مشكلة ولو جمعنا كل مشكلنا لبنينا مدينة الألم والإحزان هل هذه أخرتها يا وطن؟
فاكرر فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون. فانا اجزم إنكم لم ولن تفلحون .
بقلم/ د. هشام صدقي أبو يونس