دمشق عادت لتتصدر عواصم القرار في أوروبا ضمن التغير في السياسات الاوروبيه من ألازمه السورية

بقلم: علي ابوحبله

هل تشكل زيارة الوفد الفرنسي إلى دمشق استدارة أوروبيه ضمن متغيرات تشهدها أوروبا في إعادة ترسيم سياستها بعد أن فشلت السياسة الارهابيه الممارسة ضد ألدوله السورية التي هدفت إلى إسقاط ألدوله السورية ، يبدوا أن الإرهاب الذي يدق ناقوس الخطر في أوروبا احدث صحوة أوروبيه وان هناك مراجعه حقيقية من قبل دول أوروبيه تتعلق في الملف السوري ومنها اغلاق السفارات الاوروبيه في العاصمة السوريه دمشق ، لقد سبق أن قامت فرنسا في أكثر من مره إرسال إشارات غزل إلى دمشق لإعادة تفعيل التنسيق الأمني مع سوريا وان دمشق اشترطت ذلك بعودة التنسيق المباشر وعبر الوسائل الديبلوماسيه وفتح السفارات بين البلدين ، الوفد الفرنسي البرلماني الذي يزور سوريا ويضم نوابا وممثلين لجمعيات انسانيه ، يزور دمشق للمرة الاولى منذ بداية الازمه قبل نحو اربع سنوات وان الزيارة تندرج مؤشراتها في سياق تصحيح لمسار العلاقات بين باريس ودمشق ، هناك العديد من الدول الاوروبيه اعادت تصويب سياستها تجاه دمشق وذلك ضمن مسعى اوروبي لتبادل المعلومات مع دمشق التي اصبحت تشكل اكبر مخزون لبنك المعلومات عن الارهاب والارهابيين في العالم لان سوريه دصت للارهاب وحاربته وتمكنت من الانتصار عليه بالرغم من التامر الامريكي الغربي ودعم كل الحركات الارهابيه من قبل امريكا وحلفائها لاجل اسقاط الدوله السوريه ، عادت العاصمه السورية دمشق لتتصدر اهتمام عواصم القرار في مختلف ارجاء المعموره وليس من المبالغة القول ان دمشق هي قبلة الحراك الديبلوماسي وليست مصادفة زيارة الوفد الباكستاني العاصمة السوريه لتتزامن مع زيارة وفد فرنسي رفيع لدمشق ، ان محاولات وزارة الخارجيه الفرنسيه للتنصل عن اهمية الزياره للوفد الفرنسي من خلال نفي أي تكليف رسمي او تنسيق للوفد معها وان تضع الزياره في خانة المبادرة الذاتيه هو ليس بالموقف الغريب او المستهجن في السياسه الخارجيه الفرنسيه التي اصبحت تدرك مخاطر سياستها ودعمها للمعارضه السوريه المفككه على فرنسا ، هناك صراع افكار تشهده فرنسا حيال الملف السوري ، وان اختلاف وجهات النظر داخل البيت الفرنسي لا يقتصر على المؤسسات الرسميه وانما يتعداها الى جيلين في السياسة الفرنسيه ، رولان دوما يتهم فرنسو هولاند بان ليس لديه سياسه عربيه معقول هاو حكيمه وانه لا بد من مراجعه حقيقيه لمجمل السياسه الفرنسيه تجاه العالم العربي ضمن مصالح فرنسا الاستراتجيه وخاصة تجاه دمشق ضمن مجمل التغيرات التي تشهدها المنطقه ، لم يعد شرطا لدى فرنسا التي اغلقت ابواب سفارتها في دمشق في شهر اذار مارس تنحي الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد كشرط للحل في سوريا ، لادراك اوروبا استحالة تحقيق الشرط بعد ان فشلت جميع التبؤات بسقوط النظام في سوريا كتلك التي اطلقها وزير الخارجيه البريطاني والتي تنبأت بسقوط النظام في سوريا بعد اربع اشهر من احداث سوريا والصراع على سوريا ، زيارة الوفد الفرنسي من مجلسي الشيوخ والنواب تاتي في سياق تصحيح للسياسه الفرنسيه وهي ضمن تشكيك بالسياسة الرسميه الفرنسيه تجاه دمشق ، يبدوا ان السياسة الرسميه الفرنسيه فشلت في المراهنات على ما يسمى معارضه معتدله لا يبدوا منها ضوء في نهاية النفق ولا يمكن المراهنة عليها لتحقيق مكاسب سعت باريس للحصول عليها وهي تدفع باتجاه معاكس لسياسة قصر الالزيه لالتقاط اللحظة المناسبه باستدارة السياسه الفرنسيه نحو دمشق وذلك ضمن فتح باب المراجعه للسياسه الفرنسيه ،الوفد الفرنسي في دمشق فتح باب المراجعه في باريس والتي بدات بعض الاوساط الفرنسيه تتداولها وتتداول جدوى اهمية زيارة الوفد الفرنسي وتناول ابعادها حيث توجت الزياره بالاجتماع مع الرئيس السوري الدكتور بشار الاسد الذي اوضح سياسة دمشق ورغبتها الحقيقيه بمحاربة الارهاب ، وعبر عن رغبة سوريا بعلاقات رسميه ومفتوحه وان ليس من عادة سوريا التعامل مع الاحداث من تحت الطاوله ، لا شك ان دمشق اليوم هي محور الاهتمام الاوروبي وهذا ما يعبر عنه بعض الديبلوماسيين الاوروبيين الذين احتفظوا بالصلة مع الحكومة السوريه وبين ما يصفة هؤلاء بتخلف الديلوماسيه الفرنسيه عن الركب ويبدوا ان هناك عودة نحو عقلنة السياسه الفرنسيه ، وان هذا ما تؤكد حقيقة الاهتمام الاوروبي لعودة العلاقات مع دمشق وان مؤشرات الانفتاح الاوروبي نحو دمشق نتيجة طبيعيه امام تقدم القوات السوريه ومحاربة الارهاب ، ان قوة وتماسك الدوله السوريه هي ضمن الاسباب نحو تعديل المزاج الاوروبي باتجاه الحل السياسي في سوريا خاصة نتيجة انعكاس الارهاب على داعميه وتوجهه نحو الاتحاد الاوروبي ، وان الاشهر القادمه قد تشهد زيارات اوروبيه واسعه باتجاه دمشق وان سوريا تشترط لاي تنسيق امني لا يتم الا عبر اعادة فتح السفارات في دمشق ، وان دل ذلك على شيء فانما يدل على ان سوريا تقف الان على ابواب مرحله جديده مرحله تتسم بالثقة بالنفس وبالقدره على مواجهة الارهاب ، وهي في موقع فرض الشروط ، وان هناك عددا من الدول الاوروبيه تؤيد فكرة مراجعة المواقف من الحكومه السوريه ، وان حقيقة وجوهر زيارة النواب الفرنسيين الاربعه وهم جيرار بايت ، وجاك مبارد ، وامري دو مونتسكوا ، وجان بيير فيال ، هم يضطلعون باعادة ترميم ما يمكن ترميمه من العلاقات الفرنسيه السوريه ، لقد ذهبت فرنسا بحربها على دمشق بعيدا ، وان فرنسا دعمت المجلس الوطني والجيش الحر وقامت بدور فاعل بتنسيق العمليات العدائيه ضد سوريا ضمن التحالف الامريكي الغربي العربي لاستهداف سوريا ، وكان لفرنسا دور فعال في غرفة عمليات انطاكيا وعواصم عربيه ، ولعبت دور في فرض العقوبات داخل الاتحاد الاوروبي ضد دمشق ولعبت دور في التصدي لاية محاوله تعديل او مراجعه للسياسه الاوروبيه ضد دمشق ، ويبدوا من مؤشرات الاحداث ان السياسه الفرنسيه امام انعطاف واستداره نحو دمشق ، فقد راى النائب البرلماني الفرنسي الان مارس وان زيارة الوفد النيابي لدمشق حصلت بموافقة ضمنيه من الرئيس الفرنسي هولاند وقال مارس وان الامريكيين سبقوا الفرنسيين الى دمشق وخصوصا على المستوى الامني ، كاشفا ان العلاقات الامنيه والمعلوماتيه الفرنسيه مع سوريا بدأت في خريف عام 2013 وسيجري استئنافها ويضيف ان موقف الحكومة الفرنسيه غير مقبول تجاه الحكومة الفرنسيه ، ان مستجدات الاحداث تشير ان هناك تغيرات جوهريه واستراتجيه ضمن التغيرات السياسيه الاوروبيه والتي محورها اعادة الاهتمام للعاصمة السورية دمشق
.المحامي علي ابوحبله